مر الاحتفال بيوم البيئة العالمي هذا العام باهتا فقيرا في مصر.. اكتفت الوزارة بتوزيع شتلات اشجار علي المحافظات لغرسها كعادتها كل عام.. وتدشينبرنامج للتوعية بأهية التزام المنشآت الصناعية بقوانين البيئة عن طريق الرقابة الذاتية والطوعية.. وهو البرنامج الذي تنفذه وزارة البيئة بالتعاون مع البنك الدولي. ورغم ان المهندس ماجد جورج وزير البيئة اشاد في كلمته بشباب الثورة الذي اهتم بتنظيف وتشجير الميادين والشوارع التي شهدت احداث الثورة.. الا انه لم يستغل حماس هؤلاء الشباب بمناسبة يوم البيئة العالمي في رفع التراكمات الهائلة من القمامة بالشوارع مع توفير المعدات التي حصلت عليها المحافظات لهذا الغرض.. وغرس الاشجار في الشوارع والميادين كامتداد للثورة.. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث وكأن الوزارة فوجئت بموعد الاحتفال بيوم البيئة العالمي. ملاحظة أخري علي الاحتفال أن احدا لم يلتفت إلي الموضوع الذي اختارته الاممالمتحدة لاحتفال العالم بيوم البيئة هذا العام وهو موضوع الحفاظ علي الغابات ومنع تدهورها ومحاولة شعوب العالم لاعادة غرس الاشجار في الغابات التي دمرت لما تعطيه هذه الغابات للبشرية، خاصة ان هذه الغابات هي الموئل الاساسي لملايين الانواع من الحيوانات والحشرات والنباتات العطرية والطبية ذات العوائد الاقتصادية الضخمة.. الي جانب دورها في امتصاص الكربون المسبب للاحتراق العالمي.. لم نسمع أي حديث عن الغابات في احتفال هذا العام.. ربما لان مصر تشهد ردة خطيرة في انشاء الغابات الخشبية ضمن اطار برنامج الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة وذلك بعد ان صدر قرار من رئيس الوزراء السابق باسناد انشاء هذه الغابات لشركة الصرف الصحي!! ومن يومها لم تغرس شجرة ولم تنشأ غابة.. بل ان الغابات التي تم غرسها والتي وصلت مساحتها إلي 03 ألف فدان مهددة بالتدمير والتدهور. فغابة الأقصر - التي تضم أغني انواع الاشجار وهي اشجار الماهوجني الافريقي - مهددة بالتدمير بسبب تخلي وزارة الزراعة المسئولة عن الزراعة في مصر عن دورها في صيانة هذه الغابات وتركها لشركة الصرف الصحي!! لقد اصبحت الغابات المصرية مثل الايتام علي موائد اللئام وتخلت عنها وزارتا الزراعة والبيئة وخضعت الوزارتان لضغوط وزارة الاسكان في مجلس الوزراء برئاسه نظيف لاسناد انشاء الغابات الي شركة الصرف الصحي بحجة انها هي التي توفر مياه الصرف المعالجة التي تستخدم في ري هذه الغابات. كان برنامج انشاء الغابات من البرامج الرائعة حيث تعمل علي الاستفادة بمياه الصرف الصحي المعالجة التي كانت تلقي في الصحراء وتلوث المياه الجوفية.. والاستفادة بمساحات هامشية بالصحراء المتاخمة للمدن في تغيير البيئة وتحويلها الي غابات شجرية وتم غرس آلاف الافدنة بأشجار الجاتروفا والجوجوبا التي تنتج الوقود الحيوي بالاضافة إلي اشجار السرو والماهوجني الافريقي وغيرها من الاشجار الاقتصادية وبدأت هذه الغابات تؤتي ثمارها من الاخشاب التي توفر علينا مئات الملايين من الدولارات في استيراد الاخشاب.. ولكن كل ذلك ضاع بقرار خاطيء من حكومة نظيف.. وفي الوقت الذي يهتم فيه العالم بقضية الغابات.. ندمر نحن ما زرعناه وتتوقف عن غرس الجديد من الاشجار. أطالب د. شرف رئيس وزراء حكومة الثورة أن يصدر قرارا فوريا باعادة مسئولية انشاء الغابات الي وزارتي الزراعة والبيئة كما كانت - لان بتوع الصرف الصحي لا يعرفون الفرق بين شجرة الجازورينا وشجرة اللبخ.