عُثر حتي الآن بوادي الملوك علي 64 مقبرة منها مقبرتان كشف عنهما بعد العثور علي مقبرة الملك توت عنخ آمون رغم أن البعض أعلن أن الوادي قد باح بكل أسراره، ومع ذلك فلايزال هناك العديد من الأسرار التي سوف تظهر قريباً بوادي الملوك تعتبر أجمل مقبرة عثر عليها حتي الآن – المناظر الموجودة داخل المقبرة يعجز القلم عن وصفها، ولا أنسي يوم أن دخلت المقبرة زميلة أمريكية وخرجت تبكي، وعندما سألتها عن السبب، قالت: »أبكي لأنني شاهدت أجمل مقبرة في حياتي، ولن أنسي هذا الموقف في حياتي وأنا أقف أمام المناظر الخلابة التي شاهدتها داخل هذه المقبرة».. وقد تعرضت المقبرة للتلف وذلك نتيجة للأملاح التي أثرت علي المناظر، وعندما زارت أميلدا ماركوس المقبرة وكانت معها السيدة چيهان السادات قالت أميلدا لمدام چيهان أنها (أي إميلدا) تظن أنها كانت »نفرتاري في الحياة الأولي! وبلفتة ذكاء قالت لها السيدة چيهان: »أتقبلين أن تتعرض مقبرتك للتلف بهذا الشكل؟»، وعلي الفور تبرعت بمليون دولار لإنقاذ المقبرة، وللأسف الشديد بعد ذلك قامت وزارة الثقافة بصرف التبرع علي السينما لتترك المقبرة في هذه الحالة المتدهورة.. وجاء معهد بول چيتي ومعه أعظم مرمم في العالم الإيطالي باولومورا ليقوم بسيمفونية ترميم علي مستوي عالٍ ويدرب مجموعة من المرممين المصريين الذين أصبحوا الآن علي مستوي ممتاز، وتم استلام المقبرة ولم يتصور أحد أن هذه المناظر بهذا المستوي حتي اعتقد البعض أن المقبرة تم تلوينها مرة أخري، أما الحقيقة فهي أن المقبرة لم يضف إليها أي لون، بل تم وبمهارة عجيبة إظهار هذه الألوان الطبيعية.. وقد أغلقت مقبرة نفرتاري واقتصر دخولها علي المجموعات الخاصة حتي يمكن الحفاظ عليها من أعداد الزائرين الكبيرة، كما ان إغلاق المقبرة وفتحها للزيارات الخاصة يمكن أن تكون أداة قوية للدعاية، وحتي يمكن لشركات السياحة أن تعلن أن في حالة زيارتهم لمصر سوف يفتح لهم أهم وأجمل مقبرة في الدنيا، والتي تخص أجمل وأهم امرأة في التاريخ.. وقد تزوجت الملكة »نفرتاري» الملك »رمسيس الثاني»، وهي الزوجة الرئيسية التي عشقها الملك، وهي المرأة الوحيدة خلال العصر الفرعوني التي بني لها معبداً خاصا بها بجوار معبده في أبو سنبل، بالإضافة إلي مقبرتها الجملية في وادي الملكات.. وقد عثر علي هذه المقبرة الإيطالي Ernesto Schiaparelli وذلك في عام 1904م، والذي ولد في مدينة Biclla بإيطاليا ودرس علم المصريات في جامعة تورينو.. وقد عثر الإيطالي Schiaparelli علي بعض القطع الأثرية داخل المقبرة ومنها قطع من الجرانيت الأحمر خاصة بتابوت الملكة، وكذلك أجزاء خشبية من التابوت والعديد من الأواني الفخارية والأوشابتي.. كما أن المفاجأة هي العثور علي أجزاء من أقدام الملكة، وللأسف الشديد فقد ذهب بعض ما عثر عليه داخل المقبرة إلي أيدي تجار الآثار والبعض الآخر وأهمها قطع من رجل الملكة معروضة الآن بمتحف تورينو بإيطاليا.. هذه هي قصة كشف أجمل وأعظم مقبرة عثر عليها حتي الآن في عالم الآثار، وإذا أردت أن تمتع نظرك بهذة المقبرة فأرجو أن تذهب إلي الأقصر وتزور المقبرة وسوف تظل مندهشاً من عبقرية الفنان المصري القديم الذي استطاع أن يرسم هذه المناظر بإتقان شديد واستعمال الألوان وحتي طرز الملابس التي ترتديها »نفرتاري» ونراها الآن علي أجساد السيدات في شوارع أوروبا وأمريكا..