حدث عربي جميل آخر يأتي من الإمارات. حيث نجح مشروع تحدي القراءة العربي الذي يرعاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الوزراء وحاكم دبي، في جمع الملايين من الشباب العربي حول الكتاب. لم يكن الأمر فقط سباقا لنيل الجوائز، بل كان انتصارا للعلم والمعرفة، وجهدا مشكورا لكي يجتمع الشباب العربي علي الأجمل ولكي تعود القراءة لتصبح جزءا أساسيا من حياتهم، ولكي يعود الكتاب إلي مكانته وتكتسب اللغة العربية المزيد من التواجد في زمن مليء بالتحديات. ما أجمل أن يجتمع سبعة ملايين طالب عربي في رحاب الكتاب، وأن يقرأوا أكثر من 200 مليون كتاب في طريقهم للتصفيات النهائية. وما أروع أن تشارك في هذا الحدث أكثر من 40 ألف مدرسة من كل أنحاء الوطن العربي، لتتوزع الجوائز في النهاية علي أوسع مساحة عربية، فتذهب جائزة تحدي القراءة للطالبة الفلسطينية عفاف الشريف ويأتي في المركز الثاني الطالب الأزهري المصري شريف مصطفي، وتذهب جائزة »المشرفة المتميزة» إلي الاستاذة المغربية حورية الظل. وتذهب جائزة افضل مدرسة ترعي القراءة وتوفر المناخ الملائم والنشاطات المختلفة الي مدرسة الايمان للبنات بالبحرين.. علما بأن المدرسة المصرية التي وصلت للنهائيات كانت مدرسة حكومية من محافظة القليوبية هي مدرسة حسن أبوبكر للغات.. ولعلها تنال من وزارة التعليم العناية اللازمة والتكريم المطلوب تشجيعا لها ولغيرها من المدارس علي استكمال الجهد في هذا الطريق المنير بالمعرفة والعلم. الجوائز التي قدمها محمد بن راشد كانت مجزية. مليون دولار للمدرسة الفائزة و150 ألف دولار للطالبة المتفوقة و100 ألف دولار للمشرفة التي رعت الطلبة والطالبات في طريق القراءة والمعرفة، وجوائز أخري لمن وصلوا الي النهائيات. لكن الأهم كان ان يكتشف ملايين الطلاب عوالم جديدة من خلال الكتاب، وأن يعانقوا الحرف العربي، وأن يجتمعوا من كل أنحاء الوطن العربي علي الخير والمحبة وطلب العلم ومتعة القراءة. ويبقي أن إقبال الشباب علي المشاركة في هذا التحدي ينفي ما يشاع عن عدائه للقراءة أو هجره لها. وهو ما يلقي بالمسئولية علي كل هيئاتنا الثقافية في العالم العربي لتسهيل وصول الكتاب إلي هذا الشباب المتعطش للمعرفة دون إرهاق مادي، وبإدراك كامل ان الاستثمار في العلم والمعرفة هو الأفضل.