إذا كان د. أحمد نظيف رئيس الوزراء السابق متهما باهدار المال العام في اللوحات المعدنية أو في إنشاء جامعة النيل.. فإن الحكومة الحالية يمكن ان تحاسب أيضا علي إهدار المال العام في جامعة النيل التي ارتبطت باسم د. أحمد نظيف. وإذا كانت هذه الجامعة ساءت سمعتها بسبب ارتباطها بهذا الاسم فإن أهمالها ومحاولة غسيل اليد منها سوف تسيء سمعة كل من يحاول غسل يده من الارتباط بها.. جامعة النيل ليست جامعة أحمد نظيف ولكنها جامعة دفعت مصر ثمنها من أموال الشعب ودافعي الضرائب والمباني الفاخرة التي إنشئت فيها هي ملك الشعب والطلبة المعتصمون أمامها منذ أيام لا يعرفون مستقبلهم ولا الي أين يذهبون وهم أبناء هذا الشعب.. اتصلت بي السيدة »سمية« وهي واحدة من أولياء أمور أحد الطلبة وقالت لي هل يرضي أحدا هدم واهدار ملايين الجنيهات التي صرفت في إنشاء جامعة النيل؟.. لقد اصبحت الجامعة منذ قيام ثورة 52 يناير مأوي للفئران والقطط.. وكادت الأجهزة العلمية التي تملأ المعامل ان تتحول إلي خردة بسبب عدم الصيانة وعدم الاستعمال.. وتسأل السيدة الفاضلة لمصلحة من كل ما يحدث؟.. الجامعة مليئة بالأساتذة والخبراء العالميين كلا في تخصصه فكيف نضحي بكل هذه الكفاءات من أجل اسم رئيس وزراء سابق.. فليذهب أحمد نظيف ومليون أحمد نظيف للجحيم ولكن علينا ان نحافظ علي مقتنيات مصر وشعب مصر.. ونحافظ علي صرح بهذا الحجم وهذه الأهمية. وتتابع السيدة سمية حديثها.. أن الكل تفاءل خيرا عندما أعلن رئيس الوزراء أن الجامعة سوف تتحول إلي نواة للمشروع العلمي العملاق الذي طرحه د. أحمد زويل العالم المصري المعروف والحاصل علي جائزة نوبل من إنشاء جامعة باسمه تكون هي بوابة مصر للمستقبل العلمي المشرق.. جامعة تكون نموذجا للانطلاق العلمي والتكنولوجي تتوفر فيها ما يتوفر في الجامعات العالمية من علوم وتكنولوجيا وأبحاث وعلماء وخبراء وتضع الأسس السليمة لتعليم جاد يتخرج فيها علماء المستقبل باشراف العلامة المصري. وبالفعل انتظرنا جميعا بدء هذا المشروع واطلاقه وترقب الكل موعد حضور د. زويل إلي مصر ومعه كل الدراسات التي قام بها طوال السنوات الماضية لتحقيق حلمه الذي سيتوج به حياته العلمية والمهنية ويكتب به تاريخا في مصر. ولكن للأسف مرت الأيام والشهور وجاء الدكتور أحمد زويل إلي مصر وكاد يسافر مرة أخري ولا حس ولا خبر عن المشروع الكبير الذي ينتظره كل مصري محب لهذا الوطن. وأيضا صمتت الحكومة ولا حس ولا خبر وكأن د. شرف لم يصرح بشئ وكأن د. أحمد زويل لم يطلب منه أحد ان يُفعل مشروعه أو يبدأ في وضع أساس هذا الحلم الكبير. ما يحدث هو اهدار للمال العام الذي انفقته مصر في هذه الجامعة سواء من إنشاءات أو أراض أو أجهزة علمية متقدمة أو كفاءات عالمية متخصصة أو شباب التحق بالجامعة علي أمل ان يتخرج مواطنا صالحا وعاملا من أجل مصر. لست الوحيدة التي كتبت في هذا الموضوع ويبدو أنني لست الأولي ولن أكون الأخيرة.. ولكن من أجل مصر ومن أجل شباب مصر نناشد الحكومة ونناشد د. أحمد زويل ابدأو في تحقيق أحد أحلام مصر الكبري بدلا من هذا النزيف في أموال وأحلام شعب مصر.