الذين يزيفون التاريخ، يعلقون لأنفسهم المشانق، وحالت الفرحة الكبيرة التي انفجرت في أعقاب تعثر غاناوالكونغو امس الأول احتفالا بحلم المونديال، أعادتني سريعا إلي شريط الذكريات مع "جيل كوبر 2018 "، وبدأت باسترجاع المواقف التاريخية التي ساهمت في صناعة وتكوين أيدلوجية هؤلاء الأبطال ورسخت فيهم سمات الرجولة والكفاح والصمود، كان يوم تجلت فيه عبقرية القائد عبد الفتاح السيسي عندما أصر الرئيس علي لقاء بعثة المنتخب الوطني العائد من بطولة أفريقيا بالجابون 2017 رغم حصوله علي مركز الوصيف، كنت رفقة المنتخب في مهمة عمل للمحبوبة" الأخبار "، مازلت أتذكر لحظات مصافحة الرئيس لبعثة المنتخب بداية من المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة والكابتن حازم الهواري رئيس البعثة ومرورا باللاعبين فردا فردا، لحظات تاريخية شعرت خلالها أن الرئيس السيسي يبث في نفوس اللاعبين المحبطين آنذاك صفات إرادية، ويطالبهم بالصمود والثبات والاستمرار ويقول لهم أنتم أبطال، تذكرت عبقرية القائد السيسي مع انطلاق أفراح المصريين بالمونديال أمس الأول وارتفاع حظوظ الفراعنة إلي أبعد درجة بقطع سنوات الهجر والغربة المونديالية بعد غياب استمر 28 سنة، تذكرته وهو يعيد زرع الأمل في نفوس اللاعبين الذين نجحوا في صدارة مجموعتهم وأكدوا أفضليتهم علي كبار منتخبات القارة وعلي رأسها غانا المدجج بالنجوم والمشاهير، تذكرت عبقرية القائد التي ظهرت في أعقاب العودة من الكان 2017 وانا اتابع تجهيزات المصريين لاحتفالية تاريخية بالصعود للمونديال وذلك قبل ساعات من لقاء الفراعنة مع الكونغو برازفيل أمس، وكتبت هذه الكلمات وانا علي يقين بقدرة فرسان مصر علي بلوغ الحلم في ظل هذه الصفات التي صاروا عليها. وأتخيل أن لو فرسان هذا الجيل منحوا أنفسهم وقتا في استرجاع الذكريات فسيكون أبوريده هو أكثر أفراد المنظومة فرحا بعد سنوات من موجات النقد التي تعرض لها، وبالتحديد منذ قراره التاريخي بقبول مهمة الاشراف علي المنتخب، وهو يعاني من ويلات التكوين والاعداد، وسريعا وضحت بصمات أبوريدة الذي تحول معه المنتخب من أطلال فريق إلي منتخب vip في الاعداد والانتقاء والتجهيز وكانت أولي ثماره العودة لنهائيات افريقيا واحراز مركز الوصيف وعودته للتألق مجددا. وأتخيل أن محمد كامل رئيس الشركة الراعية برزينتيشن وهو يحلم في بداية قيادته لثورة ازدهار في راعية الكرة بالصعود للمونديال وسط انتقادات محبطة تعرض لها.. المشاهد كثيرة ومثيرة وللحديث بقية.. يارب كتر أفراح المصريين.