الفوز التاريخي الذي حققه منتخب الفراعنة علي الكونغو برازافيل بعقر داره ووسط جماهيره بهدفين للنجمين الكبيرين محمد صلاح وعبدالله السعيد في ضربة البداية لتصفيات قارة أفريقيا المؤهلة لنهائيات مونديال روسيا 2018 أسعد الملايين من المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الفضائيات واحتبست أنفاسهم بعد تقدم الكونغو الشقيق بهدف السبق. ولكن منتخب الفراعنة كانوا عند حسن الظن بهم وأثبتوا أنهم رجالاً وتفوقوا علي أنفسهم بقيادة الحضري وطارق حامد والمقاتلين اسلام جمال وعلي جبر ومحمد صلاح وعبدالله السعيد ليحولوا تأخرهم بهدف إلي فوز مستحق أراه فوزاً تاريخياً رغم أنه تحقق علي منتخب الكونغو برازافيل غير المصنف ضمن بلدان الصف الأول للقوي الكروية العظمي بقارتنا السمراء.. ولكنه يبقي تاريخياً لأنه سيفتح الطريق علي مصراعيه أمام نجوم الفراعنة للانطلاق علي أرض صلبة لتحقيق حلم العالمية باللعب مع عظماء الكرة العالمية بروسيا عام ..2018 هذا الحلم الذي ننتظره منذ 28 عاماً كونه وضع في رصيدنا ثلاث نقاط خارج ملعبنا وفي افتتاح رحلة التصفيات لحلم العالمية ليتصدر الفراعنة قمة المجموعة عن جدارة متفوقاً علي غانا البعبع والمنافس الخطير والحقيقي لنا علي انتزاع بطاقة التأهل لمونديال روسيا بفارق نقطتين بعد سقوط نجوم غانا السوداء في فخ التعادل بعقر داره أمام أوغندا.. وهذا السقوط أجاد نجوم الفراعنة استثماره بتحقيق هذا الفوز التاريخي علي الكونغو.. وهو ما يجعلني أقولها صريحة إن لقاءنا القادم مع غانا باستاد برج العرب نوفمبر المقبل في المرحلة الأولي من التصفيات يمثل البوابة الملكية لصعودنا لروسيا بنسبة 90%.. إذا نجح نجوم الفراعنة في الحفاظ علي هذا الأداء الراقي والإبداع الكروي والتألق الفني فردياً وجماعياً والذي جعلنا نتلاعب بالفريق الكونغولي.. لأن الفوز علي غانا في الإسكندرية يعني ببساطة قطع ثلاثة أرباع الطريق إلي مونديال ..2018 وأري أن فوزنا علي الكونغو تاريخياً أيضا لأن نجوم الفراعنة نجحوا ببراعة وبروح اكتوبر في تحويل تأخرهم بهدف إلي انتصار مستحق وهنا يكمن أهم مكاسب هذه المواجهة لأنها أثبتت أن هذا الجيل الجديد لمنتخب الفراعنة قد وصل لمرحلة النضج الكروي وبات لاعبوه يتحلون بالهدوء والثقة والخبرة والقدرة علي التماسك والتعامل مع أصعب الظروف والمفاجآت غير المتوقعة وتقلبات المباراة.. فكانت لهم الكلمة العليا وفرضوا أسلوبهم علي مجريات اللعب وامتلكوا ببراعة زمام المباراة وأجادوا بناء الهجمات واختراق دفاعات المنافس بجانب تحقيق التوازن الدفاعي.. فكانت الفرص الخطيرة تتوالي ولو حالف التوفيق نجومنا وفي مقدمتهم محمد صلاح هذا النجم الفذ لأنهي منتخب الفراعنة اللقاء بفوز ساحق لا يقل عن أربعة أهداف.. وهذا النضوج الكروي لنجوم مصر أري أنه سيكون الضمان الأكبر ورسالة اطمئنان قوية بأن الفراعنة باتوا يمتلكون كلمة السر للعبور لمونديال عظماء الكرة العالمية وتحقيق هذا الحلم الذي استعصي علينا 28 عاماً.. ولعلنا نتفق أن العبقري الأرجنتيني كوبر استطاع أن يقود الفراعنة ببراعة إلي تقديم وجبة كروية دسمة وممتعة وفريق ثقيل يقف علي أرض صلبة يعرف نجومه ماذا يريدون من المباراة.. وكيف يحققون ويصلون لهدفهم بالعودة بنقاط المباراة الثلاث من خلال التشكيل الذي وضعه والذي تمتع بالانسجام والتفاهم بسهولة دفاعياً وهجومياً.. وإذا كان كوبر الملقب بالعبقريِ المنحوس يستحق كل التحية والتقدير علي نجاحه في هذا الاختبار الصعب فإنني أبشره بأنه إذا واصل هذا التزلق مع لاعبيه حتي التأهل للمونديال فأنه سيلقب بالعبقري "السعيد".. وهنا لابد من أن نتقدم بالتهنئة إلي المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة والمشرف العام علي منتخب الفراعنة لما يبذله من جهد كبير منذ توليه مهمة الإشراف علي الفراعنة لتهيئة المناخ المناسب للجهاز واللاعبين وتوفير كل مظاهر الدعم والمساندة ومن أجل وضع الفراعنة علي الطريق الصحيح لتحقيق الحلم الكروي المصري بالوصول للعالمية كونه يعد الإنجاز الأغلي والانتصار الأعظم.. فمليون مبروك لكوبر وأبوريدة ونجوم منتخب مصر الباحث عن أمجاده وحلمه الكبير.