هذه رسالة سبق لي أن وجهتها إلي الدكتور عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة باعتباره الكبير المسئول عن عاصمة مصر المحروسة وكلمته ماشية علي المسئولين عن مرافقها.... ولكن اتضح لي أنني كنت مخدوعا، وأن سعادته مش فاضي يبص في الصغيَّرة والكبيرة.. وان المسألة واسعة، وان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها!! أمس قرأت في الصحف عن جولة قام بها اللواء محسن مراد، مدير أمن القاهرة الجديد في أنحاء العاصمة، وقضي في ميدان رمسيس وحده ساعة كاملة، بصحبة اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وعدد من القيادات المرورية.. واكتشف ان عددا من سائقي الميكروباص ليس لديهم رخص قيادة، وسياراتهم رخصها منتهية الصلاحية، وبعضها بدون لوحات معدنية أصلا.. واكتشف أيضا أن اشغالات الطرق والارصفة في معظم شوارع وسط العاصمة قد إزدادت إلي درجة أنها أصبحت تعطل الحركة.. وأن عدم الانضباط أصبح طابعا للشارع المصري!! والذي اكتشفه السيد مدير أمن القاهرة، بح صوتنا من كثرة ما شكونا منه.. وأنا انتظر منه أن يكلف خاطره، ويمر بسيارته - مجرد مرور - في شارع 62 يوليو، ليري عند مدخله من ناحية شارع الجلاء.. الموقف العشوائي الذي فرضه سائقو الميكروباص، الذين يوقفون سياراتهم في صفين، وأحيانا ثلاثة.. وبعدهم بطول مبني مستشفي الجلاء عربات الكارو محملة بالبطيخ، والكنتالوب والتفاح وخلافه.. والحمير التي تجر تلك العربات واخدة راحتها علي الآخر.. وكل حمار منها يهز ذيله من وقت إلي آخر لتطفيش الذباب!!.. وعند آخر سور المستشفي مظلة من قماش السرادقات، وذبائح معلقة.. ومجموعة من »الخرفان« واقفة تنتظر الذبح علي قارعة الطريق.. ويأتي بعد ذلك سوق الملابس المستعملة ابتداء من نهاية مبني شركة الكهرباء حتي مطلع كوبري 51 مايو.. الشماعات تحتل الأرصفة ونصف نهر الشارع.. والسيارات تشق طريقها بصعوبة، وكذلك المشاة!! ما رأيك يا سيادة مدير أمن القاهرة.. أرجو أن تثبت للجميع خطأ المثل الذي يقول ان »الغربال« الجديد له شدَّة!!