التلميذة روان: لن أذهب للمدرسة بعد أن قتلوا بابا فيها لم تتخيل اسرة "روان" الطالبة بالصف الثاني الاعدادي ان تكون نهاية حياتهم السعيدة الهادئة علي يد مدرسها"الفتوة"،الذي انهال علي والدها بالضرب المبرح بأنحاء متفرقة من جسده حتي لفظ انفاسه الاخيرة بين يد والدتها وامام عينها.. وكل ذنب والدها انه حرص هو وزوجته علي اصطحاب نجلته الصغيرة في اول يوم دراسي للاطمئنان عليها بعد ان تم نقلها لمدرسة اخري بسبب اعمال الاحلال والتجديد في مدرستها التي انتهت بها سنتها الاولي للمرحلة الاعدادية.. الأمر الذي رفضه المدرس ومنع دخول والد ووالدة "روان" للاطمئنان علي نجلته لتنشب بينهما مشاجرة أعتدي خلالها "الفتوة" -المدرس- علي الأب والأم فلم يتحمل والد الطالبة صاحب الجسد النحيل ضربات المدرس ليلفظ انفاسه الاخيرة داخل مستشفي الساحل.. وسط صرخات وآهات زوجته التي انهال عليها المدرسون اثناء دفاعها لرد الاذي عن زوجها وعائلها الوحيد، في زمن قلت فيه النخوة وتاهت معني الرجولة.. حياة مأساوية تعيشها أسرة التلميذة "روان" بعد ان فقدت والدها.. وحسرة لا تضاهيها حسرة تملكت زوجة المجني عليه وهي تحتضن بين ذراعيها نجلتيها "روان" و"امنية" 18 سنة، كل ما تبقي لديها من الحياة بعد ان فقدت زوجها وعشرة عمرها ورفيق رحلة الكفاح أمام عينيها. التقت"الأخبار" بأسرة المجني عليه اشرف عبدالحكيم (45) سنة تاجر حر والد التلميذة "روان" داخل مسكنهم بمنطقة الخلفاوي بالساحل، وكشفت تفاصيل الواقعة من البداية للنهاية.. بمجرد ان تطأ قدمك داخل شقتهم بالطابق السابع العقار رقم 16 بشارع مدرسة المماليك تشعر وكأن جدران الشقة تصرخ الماً وحسرة علي من كان ينشر بينها السعادة والمرح، وقهرا ومرارة وحزنا علي من كان يسعي ليل نهار ذهابا وايابا لتوفير لقمة العيش لتروي رمق أسرته المتواضعة.. تجلي هذا الشعور وظهر علي وجه والدة المجني عليه العجوز وزوجته وبناته واخته حتي زوج اخته لم يسلم من الشعور بالقهر الذي انتابه من شدة حزنه ومعاناته علي فقدان شقيق زوجته الذي اشاد كل من عرفه بطيبته وسلميته واحترامه لنفسه ولأخرين..المنزل كله يتشح بالسواد.. كلمات تخلع القلوب وآهات لم تتوقف علي لسان والدته التي ظلت تردد: "يا حسرة قلبي عليك يا ولدي.. حقك مش هيروح هدر يا حبيب قلبي ،يا ابن بطني".. بعقل شارد ودموع لم تتوقف للحظة واحدة وهي تضم ابنتيها بين ذراعيها..تروي أمل يوسف زوجة المجني عليه تفاصيل الحادث المأساوي الذي عايشته وشهدت مراحل تدفق الأنفاس الاخيرة لزوجها وهي تدافع عنه من بطش مدرس لم يعرف معني للرحمة ولا الانسانية: قررنا انا وزوجي اصطحاب ابنتنا "روان" للمدرسة في اول يوم دراسي يوم الأحد الماضي ففوجئنا باثنين من المدرسين احدهما يدعي "عبدالناصر مدرس رياضيات"-المتهم بقتل ولي الأمر- يقفان امام باب المدرسة ويمنعان اولياء الأمور من دخول المدرسة بتحريض من مديرة المدرسة التي امرت المدرسين بمنع دخول أولياء الأمور حتي لو استخدموا القوة معهم، اصر زوجي علي الدخول الا ان المدرس قام بمنعه ودفعه بكل قوته التي لم يتحملها جسد زوجي النحيل ليسقط علي الأرض امام الجميع، وانتاب زوجي الشعور بالأهانة الشديدة عندما سقط امام اولياء الأمور وامام ابنته وعندما حاولت انقاذه ورفعه من علي الارض انهال علينا المدرسون بالضرب المبرح وأخذ المدرس "عبدالناصر" ينهال عليه بضربات قوية في بطنه حتي تقيأ زوجي عدة مرات داخل المدرسة وسط جبروت المدرسين حتي لم يسلم جسدي انا الاخري من عدة كدمات واصابات سطحية.. ولم تتوقف "فتونة" المدرس حتي اصبح زوجي لا يستطيع الحركة، وعندما صرخت باعلي صوتي لانقاذ زوجي حضرت المديرة وبمنتهي القسوة رفضت نصيحة حكيمة المدرسة لادخال والد التلميذة لمكتب المديرة حتي تتمكن من اسعافه بعد ان تقيأ اكثر من مرة.. واضافت الزوجة: بعد تعنت المديرة ورفضها اسعاف زوجي داخل المدرسة قالت المديرة بالحرف الواحد "ارموه بره".. وطوال حديث الزوجة لم تتوقف والدة المجني عليه عن النحيب والصراخ. بصعوبة استطعنا التقاط بعض الكلمات من التلميذة "روان" التي انتابتها حالة من الشرود الذهني بعد ان شهدت مأساة بتعرض والدها للضرب المبرح امام عينها قائلة: بعد دقائق من اعتداء المدرس عبد الناصر علي والدي ووالدتي استدعتني المديرة وهددتني وفي يدها "اوراق التحاقي بالمدرسة" ،وقالت لي " هتقولي ان والدك هو من اعتدي علي المدرسين اولا ولا تخدي دوسيهك وتمشي من المدرسة"، فقلت للمديرة لكن ما حدث غير ذلك فالمدرسون هم من اعتدوا علي والدي ووالدتي بالضرب اولا وحضرتك رفضت اسعافه داخل المدرسة، وقلت لها: انا لم اعد ارغب في المجئ للمدرسة مرة اخري، توقفت روان عن الحديث وانهالت الدموع منها قائلة"مش هروح المدرسة تاني علشان فيها اللي قتل بابا".