أحسب أنه لا مبالغة علي الاطلاق في القول بأن الفهلوة والاهمال والتسيب وعدم الانضباط وغيبة الجدية، هي من أكثر البلايا أو الصفات والعوامل التي ابتلينا بها واصابتنا في مقتل خلال السنوات الأخيرة. وليس من المبالغة ايضا التأكيد علي أن هذه الصفات بكل ما تحمله في طياتها من سوء، هي المسئولة مسئولية مباشرة عن القصور الذي اصابنا علي المستوي الاقتصادي خلال هذه السنوات. وفي اعتقادي ان ما أصاب مجتمعنا من خلل واهتزاز في القيم الاخلاقية والانسانية في الآونة الاخيرة، جاء كنتيجة حتمية لانتشار هذه الصفات السلبية،..، وكذلك شيء خطير وبالغ السوء لا يجب السكوت عليه أو السماح باستمراره إذا ما اردنا الانتقال بمصر إلي عالم الحداثة والتطور والتقدم والقوة الاقتصادية. وفي يقيني أن أخطر ما اصابنا في الآونة الاخيرة ومازلنا نعاني منه حتي الآن للأسف هو اننا تخلينا أو فقدنا الكثير من القيم الايجابية التي كانت تميز الشخصية المصرية علي طول تاريخها الانساني وعلي رأس هذه القيم دون شك حب العمل وتقديسه واعتباره نوعا من العبادة ودليلا علي احترام الانسان لذاته، ورغبته الدائمة في التفوق واثبات قدرته علي الابداع والاجادة. والمؤسف حقا أننا استبدلنا هذه القيمة الايجابية بأخري سلبية وهي الكلام الكثير عن الفهلوة والقدرة الاستثنائية المبالغ فيها دون فعل وعمل حقيقي علي ارض الواقع،..، بالاضافة إلي ترديد مقولات هابطة مثل »علي قد فلوسهم» ،..، وهو ما أدي بنا إلي ما نحن فيه الآن من قلة في الانتاج وتدهور اقتصادي واجتماعي ايضا. وأحسب أن الوقت قد حان الآن كي نتخلص من هذه السلبيات وان ننفض التراب عن معدن المصري الاصيل وان نعود إلي ما كنا عليه من حب وتقديس للعمل والانتاج والرغبة في الابداع والابتكار حتي نحقق ما نطمح اليه ونحتل الموقع الذي نستحقه في العالم المتقدم.