يقول الله في كتابه الكريم: »كذبت قوم نوح وأصحاب الرس وثمود.. وعاد وفرعون واخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد».. هذه القصص التي وقع عليها عذاب الله.. وكانت آخرها ما نشرناه عن عذاب قوم ثمود وجاء من بعدهم قصة قوم لوط ونري فيها ان نبي الله لوط نزح من ديار عمه سيدنا إبراهيم واستقر به المقام في مدينة سادوم قرب الأرض المقدسة قرب البحر الميت وكان أهلها لا يتعففون عن أي منكر وكانوا من أفجر الناس وأقبحهم سيرة يقطعون الطريق ويخونون الرفيق ويسلبونه كل ما حمل ثم ابتكروا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين فكانوا يأتون الذكران ويتركون ما خلق الله لهم من النساء وذهبوا بجعل ذلك أمراً مألوفاً في مجتمعهم وقد أوصي الله إلي لوط ان يدعوهم إلي عبادته وينهاهم عن اقتراف هذه الجرائم وحذرهم من العدوان علي الآخرين وبين لهم ضرر الشذوذ الجنسي لأن المرأة التي خلقها الله تعالي لتكون موضع شهوة الرجل ليكون ذلك وسيلة إلي إعمار الكون وتوالد الذرية.. وهكذا أخذ لوط يدعو قومه إلي التطهر والاستقامة وبين لهم عاقبة الانحراف والخروج علي نظام الفطرة الإلهية لكن قومه كانوا يعتبرون سلوكهم تقدماً وسلوك غيرهم تأخراً وقرروا طرد لوط ومن آمن به من بلدهم فدعا لوط ربه أن ينزل بهم ما يستحقون من عذاب فأرسل الله الملائكة إلي سيدنا إبراهيم عليه السلام وقد سألهم عن وجهتهم فأخبروه أنهم في طريقهم إلي قري قوم لوط لإرسال حجارة عليهم يعرف كل حجر منها المكان الذي يقع عليه.. وفعلاً نجي الله لوطاً ومن آمن به وأهلك زوجته مع الهالكين الغابرين وجعل قريتهم عاليها سافلها وتركهم عظة لكل خارج علي هدي الله رب العالمين.. وهكذا كان القرآن الكريم حكيماً مربياً مرشداً معلما للبشرية حتي تتجنب طريق الشذوذ والذي أخذت بعض الدول الأوروبية بغيره فأباحت الشذوذ للبالغين كما أباحت بعض الدول الزنا ثم انتشر وباء الإيدز المودي إلي الموت وتعالت الصيحات بالبعد عن الشذوذ وعن الزنا وكأن البشرية تعود إلي طريق القرآن وهدي الرحمن.