عملت في الثمانينيات كمستشار اعلامي لمصر في انجلترا والهند، وتعاملت بالتالي مع اكثر من سفير، لكن تجربتي بالهند تميزت بأنني تعاملت مع سفيرين لكل منهما بصمته الواضحة، وان اختلف المنهج والاسلوب، في الفترة الاولي اقتربت كثيرا من السفير »الدكتور نبيل العربي« الذي جمع بين العلم وعمق النظرة ودماثة الخلق. كان من الطبيعي وتلك امكانياته ان تتسع دائرة علاقاته الدبلوماسية داخل الدوائر الهندية ومع السفارات المختلفة، الي ان غادر الهند مصحوبا بكل مظاهر الحب والاعزاز والتقدير ليحتل موقعه الجديد في الاممالمتحدة، وليبرز كأحد قضاة محكمة العدل الدولية، بينما تولي عمرو موسي موقع السفير ليكون خير خلف لخير سلف، ويضيف سريعا الي ما بناه الدكتور نبيل العربي مزيدا من الديناميكية والحيوية، الي ان تدور عجلة الزمن فيتم تعيينه وزيرا للخارجية، ويكتسب شعبية كبيرة بآرائه وتصريحاته الساخنة خاصة بالنسبة لإسرائيل وقادتها حتي تردد اسمه في الاغنية »اياها« لصاحبها القادم من المجهول الغنائي »شعبان عبدالرحيم« ثم تم ترشيحه لمنصب امين عام جامعة الدول العربية، وقيل وقتها ان ذلك الترشيح كان للتخلص من شعبيته، او ارضاء لاسرائيل وامريكا، وفي موقعه الجديد اختلف اداء عمرو موسي نسبيا بسبب الواقع العربي المتشرذم المهتريء فتقلصت مساحة تصريحاته ومواقفه الساخنة الي ان انتهت فترة عمله كأمين عام للجامعة، وغير هو وجهته نحو الترشح لرئاسة الجمهورية في ظل المتغيرات الهائلة التي فجرتها ثورة 52 يناير، وهي ذاتها المتغيرات التي جعلت حكومة الثورة تختار الرجل المناسب للموقع المناسب فكان اختيار الدكتور نبيل العربي وزيرا للخارجية حيث عبر فورا بآرائه وافكاره وتصريحاته عن توجهات الثورة نحو موقف قومي حقيقي لمصر، وتوازن عملي لسياستها خروجا من حالة الانبطاح التي اتسمت بها السنوات الاخيرة من النظام السابق، واكتسب الرجل شعبية سريعة علي الصعيدين المصري والعربي، لكن تطورا جديدا ظهر فجأة عندما اشتعلت المعركة حول اختيار الامين العام الجديد لجامعة الدول العربية ورشحت مصر الدكتور مصطفي الفقي »الذي كان بالمناسبة مستشارا بالسفارة المصرية في الهند خلال فترة السفيرين العربي وموسي«. وعندما رشحت قطر »عبدالرحمن العطية« لنفس المنصب ثار الجدل وتباينت المواقف ليظهر الحل الامثل عندما برز اسم الدكتور نبيل العربي الذي حظي بثقة وزراء الخارجية العرب بالاجماع مما ادي الي ارتياح واسع داخل اروقة الجامعة العربية وبين الوزراء واعضاء الوفود، والمؤكد ان اختيار الرجل جاء في محله العربي تماما، فهو بخبرته الدبلوماسية الواسعة عربيا ودوليا وثقافته القانونية والعامة، وتوجهه القومي الواضح، جدير بان يضيف الكثير للعمل العربي المشترك، وللجامعة العربية التي سبق ان حقق لها عمرو موسي نقلة نوعية واضحة، ولكن اذا كانت الامة العربي قد كسبت الدكتور نبيل العربي، فقد خسرته مصر الذي اعاد لها في فترة وجيزة وجهها ودورها العربي والاقليمي، ومن ثم يطرح السؤال نفسه: هل نري واقعا عربيا جديدا استلهم روح الثورات الشعبية، وتجاوز تماما الحساسيات والخلافات والحسابات الشخصية والقطرية، مما يساعد الامين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي في اداء مهمته علي اكمل وجه، ثم هل يكون وزير خارجية مصر الجديد الذي يخلف الدكتور نبيل امتدادا لنفس السياسة والمواقف؟! اتحدث عن!! لانه كبير.. كبير جدا مصريا وعالميا.. من الطبيعي ان تثير آراؤه وافكاره ضجة لا تتوقف الي ان نعترف بقيمتها »أتحدث عن محمد حسنين هيكل« لانهما يعشقان الكرة كما يعشقان الفوز والنجاح، ولا يعرفان اللف والدوران في الكلام، انصحهما بالتركيز في الملاعب الخضراء، والابتعاد عن التصريحات والحوارات خاصة مع الفضائيات.. »أتحدث عن التوأم حسام وإبراهيم«