(((... ومن حقي أن أرثه في فترة العدة.. وطالب شقيق شريف الذي تولي إدارة الشركة الجديدة برفض دعواي وشطبي من إعلام الوراثة.. وعرض ترضيتي بمبلغ كبير لأنه كان يعلم كم كان أخوه يحبني حتي بعد طلاقه لي !..))) •.............................. • • أنا امرأة تستحق أن تلعب بها الدنيا بقدر ما لعبت بكل من أحبها.. استحق أن تعاقبني الحياة بقدر عصبيتي التي أفسدت حياتي وحياة كل من اقترب مني.. لكن ما يهمني وأنتظر منكم ردا عليه هو قصتي الأخيرة مع شريف! التقينا بعد فراق جاوز أحد عشر عاما! جمعت بيننا الصدفة في أحد أسواق الدول الخليجية التي يعمل فيها كل منا دون أن يعلم الآخر.. شاهدته يقف طويلا أمام أحد أجنحة السوق التجاري الكبير.. تسمرت قدماي في المكان أمام فاترينة العطور التي كانت تخطف بصري قبل لحظات.. تقدمت خطوتين حتي وصلت إلي مكان بارز لعل وعسي يراني شريف!.. لحظات واستدار شريف متأهبا للانصراف.. وقعت عيناه في عينيّ.. اندهش لحظة.. ارتبك.. دقق النظر بعد أن فرك عينيه واتسعت حدقتاه.. تأكد أنه لا يحلم.. تقدم خطوة.. لكني نجحت في أن أمثل دوري وأتظاهر بفحص مشترواتي وأنا أراقبه بنصف عين من مسافة لا هي بعيدة ولا قريبة.. كنت أرتعد خوفا من أن يبدأ فصل جديد في رواية قديمة توقفت أحداثها منذ أحد عشر عاما..وفي نفس اللحظة كنت حائرة من أن أنصرف مدفوعة بكل جراح الماضي فأغلق ملف العلاقة القديمة بكل ما يعلو الملف من أتربة.. وبقع دماء! لم يتردد شريف.. قرر أن يقتحم المكان.. رقص قلبي طربا وسعادة حينما شاهدته في المرآة الجانبية.. ويدور شريط سريع من الذكريات في خاطر كل منا.. كنا معا في الجامعة.. كنت واحدة من أجمل بنات الكلية وهو أذكي الطلاب وأكثرهم تفوقا.. أحبني بجنون وسخرت منه بقلة ذوق.. كان يقترب مني فأبتعد.. يهتم بي وأتجاهله.. يندس بين مجموعة أصدقائي فأنسحب من الشلة.. ذات يوم صارحني بحبه.. رددت عليه بغرور وكبرياء.. لقنته درسا في بروتوكول العلاقات الاجتماعية.. أقنعته بأنه لا يمكن التقارب بين شاب فقير وفتاة ثرية.. شاب يصل في المواصلات وتصل هي بالسيارة التي يقودها سائق خاص.. شاب لا يهتم بالأناقة وفتاة يضيع وقتها في البحث عن أحدث الموديلات وأشيك الفساتين.. شاب ينتحر في العلم والمذاكرة سعيا وراء التخرج والمرتب الحكومي الذي يتعيش منه بينما تمنح هذه الفتاة نفس المرتب كل شهر لسائقها الخاص قبل إضافة الحوافز والمكافآت والعلاوات الخاصة!.. يومها طلب مني شريف أن أتوقف عن الكلام.. اعتذر عن حبه وانصرف.. داس علي قلبه وحبس دموعه ومضي إلي باب الجامعة.. لكنه فوجيء بي أناديه.. التفت إليّ.. اعتذرت عما بدر منها وجرح عواطفه المتدفقة.. فتحت حقيبتي ومنحته صورة لي ثم همست له في رقة لم يألفها في طبائعي أحد من قبل وقلت له: • تذكرني وقتما تشاء بهذه الصورة.. ثق أنني لم أرفضك لأنك سيئ.. وإنما الواقع هو الذي رفض أن تتجاوز علاقتنا حدود الزمالة. يومها.. انصرف دون تعليق.. منح وقته كله لتفوقه ونسياني أو تناساني.. تخرج بتقدير جيد جدا.. رشحته الكلية للعمل معيدا واستكمال الماجستير والدكتوراه.. لكن شريف تعلم الواقعية.. ربما كنت أنا السبب.. رفض أن يتسول الحلم الجميل ويموت جوعا حتي يحصل علي الدكتوراه.. التحق بالعمل بأحد البنوك الكبري.. لكنه لم ينس أبدا أنني اختفيت من الكلية منذ العام الثالث لالتحاقي بها.. سمع أنني تزوجت فلم يعلق.. وكان أمامه أحد خيارين إما أن يهتم بتخرجه فينفع نفسه أو يهتم برانيا فيخسر مستقبله!.. الشئ الوحيد الذي ظل سرا في قلبي أنني فشلت في نسيانه.. كانت ملامحه تشغله وتشاغلني ولم أكن أملك التراجع عن موقفي الأول! • داخل المحل الكبير كنت أراقب خطوات شريف وخاطري مشغول بمشاهد من الماضي.. تجهم وجهي حينما تذكرت نفسي شديدة العصبية والانفعال، سريعة الغضب والغلط، سليطة اللسان تأخذ حقها قبل أن يبرد، تكره القيود حتي لو كانت أبواب المدرج التي تنغلق مع وصول دكتور المادة.. ورغم اعترافي بأن الزواج هو القيد الأكبر تزوجت ثلاث مرات وطلقت ثلاث مرات.. تسابق كل زوج في إرضائي مهما كان الثمن طمعا في الاحتفاظ بجمالي وطغيان أنوثتي وسحرها حينما تكون في لحظة رضا !!.. لكني كنت أثور مع أول خلاف وأدمر حياتي بلساني حينما أصرخ في وجه كل زوج تزوجته حينما تصل عصبيتي لقمتها بكلمة واحدة: طلقني!.. كلمة واحدة كانت كالبركان الذي تتناثر حممه في كل مكان.. طلقني كنت أقولها وأصر عليها وأحارب من أجلها ولا أهدأ إلا إذا حصلت علي الحرية كما كنت أسميها. تذكرت أنني لم أنس شريف أبدا حينما اكتشفت في زوجي الأول أنه بخيل رغم ثرائه.. كانت نفس الإشادة بنزاهة شريف رغم فقره وحينما اكتشفت في زوجي الثاني أنه جاف المشاعر كنت أتذكر فيضان الأحاسيس الذي كان شريف يغرقني فيه.. وكان زوجي الثالث »دلوعة أمه» بينما كانت رجولة شريف تملأ عيني حتي وهو بعيد عني! الآن ها هو شريف بعد أحد عشر عاما يظهر من جديد لا تفصله عني سوي خطوة واحدة في المحل الكبير.. استدرت صامتة ثم رحبت به بحرارة.. تشجع شريف وصافحني بينما دمعت عيناه.. سألته أن نجلس بعض الوقت.. قصصت عليه حكاية فشلي الدراسي والاجتماعي وأموال أبي التي وضعت تحت الحراسة ولماذا جئت لأعمل في الدول الخليجية بعد فشلي الجامعي.. ظل شريف يستمع وهو لا يصدق أذنيه.. وفجأة سألته عن زوجته.. أقسم لي أن لا امرأة دخلت حياته منذ افترقنا آخر مرة غير امرأة واحدة.. سألته في لهفة من تكون.. ودعاني شريف بإصرار لأزوره في بيته لأعرف من تكون وأتعرف عليها.. ذهبت معه فاكتشفت أن الصورة التي منحتها له طبع منها عشرات الصور بجميع الأحجام وزين بها حوائط شقته..! بكيت واعتذرت له من جديد.. ثم همست في نبرات صادقة: كنت أشعر وأنا أعطيك صورتي أنني سوف أحتاج إليك يوما»! طال بنا اللقاء وتكرر وفي النهاية طلب يدي.. وافقت بلا تردد.. تزوجنا واستمر زواجنا ثلاث سنوات.. وفي أول العام الرابع دب بيننا خلاف كبير وسط الأصدقاء وانفلتت أعصابي من جديد وصحت فيه بأعلي صوتي: »طلقني».. تمالك أعصابه وجذبني من يدي إلي سيارته.. اتجه بي إلي المأذون.. طلقني علي الإبراء طلقة بائنة.. عاد إلي بيته.. مزق كل الصور.. تذكر نصيحة أبيه من الصغر عندما كان يقول لأمه : النار في الشتاء تدفئ.. لكن الاقتراب منها قد يكون حارقا وقاتلا..!! المهم بعد أسابيع عدت وعاد إلي القاهرة فلم يعد كلانا يطيق البقاء في المكان الذي شهد أجمل سنوات عمري وعمره لولا عصبيتي وعنادي.. اشتري شريف شركة كبري في القاهرة وتفرغت أنا للكيد له لعل وعسي يراجع نفسه ويردني لعصمته.. حاولت أن أسترده لكنه نفد بجلده وهرب من النار كما أخبر أصدقاءه.. وأثناء شروده ذات صباح مات شريف في حادث بشع.. رفعت دعوي أطلب نصيبي في الميراث باعتبار أنني مطلقة من شريف قبل 54 يوما فقط من الحادث ومن حقي أن أرثه في فترة العدة.. وطالب شقيق شريف الذي تولي إدارة الشركة الجديدة برفض دعواي وشطبي من إعلام الوراثة وعرض ترضيتي بمبلغ كبير لأنه كان يعلم كم كان يحبني أخوه حتي بعد طلاقه لي !.. ومازالت الدعوي منظورة أمام القضاء والبعض يحذرني من خسارتها والرضا بمبلغ الترضية الذي عرضه شقيقه لأني لن احصل علي أي شئ لو خسرت القضية.. دلوني كيف أتصرف ؟ مروة - ع - ل التجمع الخامس ولك أقول يا سيدتي : لو أردت الحل القانوني سوف يكون حرمانك من الميراث ورفض دعواك لأن طلاقك من شريف كان بائنا وبالتالي لم تصبحي في عصمته أثناء العدة.. أما الطلاق الرجعي فهو يجيز للمطلقة الميراث لأن عري الزوجية لا تنفك بالطلاق الرجعي فتكون الزوجة في عصمة زوجها حتي تنتهي عدتها.. راجعي نفسك وتخلصي من عيوبك التي تعترفين بها في رسالتك.. واعلمي أنك تتعاملين مع بشر وليس الحب والزواج والطلاق ألعابا تتسلين بها في مدينة الملاهي التي أصبحت عنوانا لحياتك !