أبو لمعة، أو الفنان الذي طالما أضحكنا: محمد أحمد المصري، ناظر المدرسة السعيدية الأسبق، استأذن من سنين ليغادر الدنيا بلا صخب. وعلي حين أسس نجيب الريحاني أو إسماعيل ياسين مدرستين متميزتين في الكوميديا، يظل أبو لمعة هو الوحيد الذي لا يخلو مجال في حياتنا من تلاميذه أفلام 23 يوليو، كل الناس يحفظونها عن ظهر قلب، نظراً لعرضها عمال علي بطال، كأن كل الساعات في مصر قد توقفت.أخشي أن تكون النتيجة الحتمية لهذه الخريطة التليفزيونية هي حشد المصريين ضد المرحلة بسلاح الضجر.
أحمد يونس، الذي هو بالمناسبة ليس أنا، له برنامج إذاعي بعنوان: كلام معلمين. علي القهوة سابقاً. وعلي القهوة، لا يحلو لأحمد يونس، إلا الحديث عن الأشباح والجن والعفاريت، وهي جميعاً لا تظهر بالطبع سوي في الضلمة، كما لو أن البلد، لا مؤاخذة، ناقصة خزعبلات. كفاية اللي موجود. متي تتفتق قريحته عن حيلة غير هذه يجذب بها الزبائن إلي قهوته؟ أتحدي أحمد يونس، الذي هو بالمناسبة ليس أنا، أن يفتتح كل حلقة من برنامجه برباعية صلاح جاهين الرائعة: نصحتك يابني لما صوتي اتنبح، ما تخافشي من جني ولا من شبح. وان شفت يوم عفريت قتيل اسأله: ما دافعش ليه عن نفسه لما اتدبح؟
عندما يكون الحزن، كطول القامة أو لون العينين، من الصفات الدائمة، تصبح الفرحة نوعاً من انتحال الشخصية.