حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقة وقلم
نشر في الأخبار يوم 23 - 07 - 2017

75 كيلو متراً مربعاً هي مساحة قاعدة محمد نجيب العسكرية.
132 كيلو متراً مربعاً هي مساحة الدوحة عاصمة قطر.
أي أن القاعدة تقع علي أرض تعادل قرابة 60٪ من مساحة العاصمة القطرية.
لم يشأ الرئيس السيسي أن يعقد مقارنة كهذه. ولا أن يقول أن مدرعات ومدافع ومركبات الفرقة الثالثة الميكانيكية المصطفة أمام ناظريه وهو يتحدث أمس الأول لو احتلت مواقعها لملأت مساحة تزيد علي مساحة قطر البالغة 11 ألف كيلو متر، بصحاريها وضواحي عاصمتها والقواعد الأجنبية علي أراضيها.
لم يشأ الرئيس أن يذكر اسم قطر.. هي لاتستحق الذكر.
كل ما قاله ان ما يأكله المصريون في وجباتهم الثلاث كل يوم، يعادل ما يأكله في عام سكان دولة تسعي لأن تتدخل في شأن مصر.
يريد الرئيس أن يقول لصغير هذه الدويلة: »العب بعيد»‬.
في ذات الكلمة كان الرئيس واضحاً في تحذيره لمن يمول الإرهاب بمليارات الدولارات بغية قتل مواطنينا وهو يتشدق في الوقت نفسه بالأخوة والجيرة. قال الرئيس بحسم لهؤلاء: »‬لن نتسامح وما تفعلونه لن يمر دون حساب».
قبلها بدقائق.. كان الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة يشدد في كلمته علي أن مصر سترد الصاع صاعين.

الحضور العربي في المناسبة الثلاثية: افتتاح قاعدة الرئيس محمد نجيب، الاحتفال بذكري ثورة 23 يوليو، تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، كان له أكثر من مغزي يتخطي شكلية وجود خريجين بهذه الدفعات من أبناء هذه الدول.. ففي كل عام يتخرج ضباط من مبعوثي هذه الدول وغيرها بالكليات والمعاهد العسكرية المصرية.
- المغزي الأول.. أن الأمن القومي العربي ليس مصطلحاً عاطفياً وإنما حقيقة ومصلحة حيوية تتشارك فيها الأمة العربية حتي وهي تعيش واحداًَ من أحلك عصورها، وأن الخطر علي الشعوب والأقطار العربية مشترك ومتعدد المصادر وإن كان أظهرها للعيان هو خطر الإرهاب.
- المغزي الثاني.. أن القادة والقيادات العربية التي حلت ضيوفاً علي الرئيس السيسي في هذا الاحتفال، تمثل الدول العربية صاحبة الموقف الثابت والمعلن من جماعات الإرهاب والدول الراعية له بالمال والمدد اللوجيستي والغطاء الاعلامي وأبرزها قطر. وكلها قطعت علاقاتها مع هذه الدويلة المارقة. ومعني هذا الحضور هو التأكيد علي وحدة صفها وثبات موقفها وعدم تزعزعه، ردا علي تقارير غربية تتحدث عن شقوق في صف الدول المقاطعة لدويلة الإرهاب. وليس سراً أن بعض القادة والقيادات جاءوا علي عجل أمس الأول للمشاركة في الاحتفال غداة الكلمة الخائبة لصغير قطر.
- المغزي الثالث.. أن الجيش المصري العريق هو أمل ورجاء الشعوب العروبية الحقيقية في الذود عن مقدرات الأمة وهو مبعث اعتزازها وفخرها علي مر العصور. ولعل ما قاله القائد العام عن استعداد الجيش المصري للرد علي من يحاول المساس بأمن مصر وشعبها وأمن أمتها العربية، ثم ما قاله القائد الأعلي في كلمته عن وحدة المصير وسط المشهد المهيب لقوات الفرقة الثالثة المصطفة أمامه وأمام ضيوفها، ثم جولته مع القادة والقيادات العربية بالعربات المكشوفة لتفقد القوات، خير دليل علي أن عبارة »‬مسافة السكة» كانت تعنيها القيادة المصرية قولاً وفعلاً إن تطلب الأمر ودعا الداعي.

مشهد أمس الأول في قاعدة »‬محمد نجيب» العسكرية من المشاهد المركبة التي تستحق التوقف عندها وإعادة قراءتها والإمعان فيها بكل تفاصيلها.
خلاصة المشهد هو صورة جيش مصر عام 2017.. واتصال الأيام المجيدة لعلاقة الشعب بالجيش في تاريخنا المعاصر التي أطلق عليها السيسي وصفه الرائع بأنها سر مصري أصيل وعهد أبدي.
أنت أولاً.. رددت اعتبار رجل ظلم حياً وميتاً هو الرئيس محمد نجيب الذي تحمل مسئولية صدارة المشهد في بواكير أيام وشهور ثورة يوليو، وكرمته بإطلاق اسمه علي أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط مع حلول الذكري الخامسة والستين لثورة يوليو بعدما كاد يصبح نسياً منسياً عند الأجيال الجديدة.
ثم إنك أعدت تأكيد مكانة ثورة يوليو في التاريخ المصري التي ردت للمصريين حكم بلادهم، وفقا لتعبير الرئيس السيسي، وحرصت علي إعلاء دور قائدها الزعيم جمال عبدالناصر في وقت يحاول فيه مغرضون أو هلافيت الافتئات عليه، وكان ذلك بعبارة مركزة قاطعة للسيسي قال فيها »‬إن عبدالناصر تجسدت فيه آمال المصريين نحو الحرية والكرامة، وعبر عنها بإخلاص وكبرياء، ووضع اسم مصر في مكانة عالية إقليمياً وعالميا».
وكان في ذروة المشهد تكريم من نوع خاص لثلاثة من كبار رجالات العسكرية المصرية علي مر العصور، هم الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة يوم السادس من أكتوبر الذي نال اسمه عقب الحرب بعض رذاذ، وآن الأوان لإعطائه حق قدره رفيع الشأن في معركة النصر، والمشير محمد عبدالغني الجمسي رئيس هيئة العمليات في افتتاحية الحرب ثم رئيس الأركان في فصولها الأخيرة، ووزير الحربية فيما بعد الذي أسماه الأعداء ب »‬الجنرال النحيف المخيف»، والمشير محمد علي فهمي أبوالدفاع الجوي وقائده في حرب النصر ثم رئيس الأركان فيما بعد.
وجاء التكريم بإطلاق اسم هؤلاء القادة العظام علي الدفعات التي تخرجت أمس الأول بالكليات والمعاهد العسكرية.
هذا التقليد بدأ في الأعوام الماضية حين تم إطلاق اسم المشير أحمد اسماعيل علي قائد الجيش المظفر في حرب أكتوبر والمشير فؤاد ذكري قائد البحرية علي بعض الدفعات.
ووسط تكريم القادة الثلاث الذين خططوا وأداروا العمليات الاستراتيجية لحرب أكتوبر.. كان هناك تكريم من نوع آخر لثلاثة من قادة الفرق القتالية التي شاركت في الحرب هم المشير أحمد بدوي وزير الدفاع الأسبق الذي كان قائدا للفرقة السابعة مشاة في حرب أكتوبر، والفريق عبدالعزيز قابيل قائد المنطقة الغربية الأسبق وقائد الفرقة الرابعة المدرعة في حرب أكتوبر، والفريق حسن أبوسعدة رئيس هيئة العمليات الأسبق وقائد الفرقة الثانية مشاة في حرب أكتوبر.
وأطلقت أسماء قادة فرق أكتوبر الثلاث، علي معسكرات الفرقتين السابعة والرابعة ومعسكر بقاعدة براني العسكرية بالمنطقة الغربية.
وكان التأثر الممتزج بالفخر، يرتسم علي وجهي اثنين من حضور الاحتفال، الذين شهدوه بحكم مناصبهم، هما الفريق علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي الذي صعدت به كفاءته وإخلاصه، إلي نفس الموقع الرفيع الذي كان يتقلده والده المشير الراحل منذ قرابة 45 عاما مضت، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة الذي ابتعد عن مجال والده الفريق عبدالعزيز قابيل، وكتب عليه أن يشارك في معركة أخري هي التصنيع والتصدير.
تسلسل الأيام المجيدة للشعب وجيشه عبر ثورة 23 يوليو وحرب السادس من أكتوبر وما بعدهما امتد من ساحات العروض في قاعدة محمد نجيب وافتتاح المعسكرات الجديدة، لنراه مجسداً في الصف الأول للمنصة الرئيسية.
وجدنا المشير حسين طنطاوي الرئيس الأسبق للمجلس الأعلي للقوات المسلحة صاحب الدور المشهود في الاستجابة لمطالب الجماهير في ثورة 25 يناير، وصاحب الدور الذي لن ينساه التاريخ في تحمل المسئولية في المرحلة الانتقالية الأولي.
وبجواره كان يجلس الرئيس عدلي منصور الذي تحمل المسئولية باقتدار في المرحلة الانتقالية الثانية عقب ثورة 30 يونيو كرئيس مؤقت للجمهورية.
وفي قلب المشهد.. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي بطل ثورة يونيو،الذي اختاره الشعب ليقود معركة الإنقاذ والحماية والبناء.

صورة جيش 23 يوليو 2017، هي نتاج فكر وتخطيط وعمل دءوب بعيداً عن الأنظار، وثمرة رؤية لاتقطع حلقات النضال والكفاح المصري، ولا تبخس من أعطي وقدم لبلده وجيشه حقه، بل تصل ما ينبغي أن يتصل من حلقات وتبني علي ما تحقق صروحاً فوق إنجاز.
قاعدة »‬محمد نجيب» العسكرية، هي نموذج لذلك، ودليل علي ذلك.
قرب مدينة الحمام بمحافظة مطروح تقع القاعدة علي مساحة 18 ألف فدان تجعلها أكبر قاعدة في الشرق الأوسط.
جزء يسير من القاعدة الحالية كان مكانه المدينة العسكرية بالحمام التي أنشئت عام 1993، كمقر لإيواء أفراد الفرقة الثالثة الميكانيكية.
ومنذ عامين بدأ عمل ضخم لإنشاء قاعدة كبري لتشكيلات المنطقة الشمالية العسكرية، تضم 1155 منشأة حيوية و72 ميدان تدريب، بجانب ميادين الرماية للأسلحة بمختلف أنواعها، وعمارات سكن الضباط وصف الضباط وقاعة للمؤتمرات تسع 1600 شخص، بجانب قرية رياضية وملاعب ومزرعتين. وتم تزويد القاعدة بأحدث وأرقي معدات التدريب ونتائج الرماية الإلكترونية.
مجرد التوسعة لم يكن هو الهدف من تحويل المدينة العسكرية إلي قاعدة هي الأكبر بالشرق الأوسط.
قبل إنشاء القاعدة، كان الفكر.
فكر يري ارتياد مجال الطاقة النووية بإنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، كضرورة لاغني عنها لإنتاج طاقة بوقود رخيص، وفق منظومة متكاملة لتوفير الطاقة الكهربائية لاحتياجات التنمية المستقبلية.
فكر يري أهمية إنشاء مدينة سياحية مليونية في العلمين، تكون هي ريفييرا جنوب البحر المتوسط، ضمن خطة لإنشاء مدن جديدة تلبي احتياجات التوسع العمراني والصناعي والسياحي وتوفر مشروعاتها فرص عمل لأبناء مصر بمختلف أقاليم البلاد.
فكر يري منافع مقبلة من اكتشافات واسعة شمال وغرب الدلتا في مجال الغاز والنفط تحتاج إلي حماية.
فكر يري مخاطر محدقة من إرهاب يأتي من الغرب يتطلب تعزيز القدرة العسكرية لدحره والقضاء عليه.
من هنا جاء التخطيط لإنشاء القاعدة العسكرية علي هذا النحو، لحماية وتأمين مقدرات الشعب في هذه المنطقة التي تقع في نطاق مهام المنطقة الشمالية العسكرية، وتوفير الدعم القريب لتشكيلات المنطقة الغربية العسكرية التي تتولي تأمين الاتجاه الاستراتيجي الغربي للبلاد من أي مخاطر ومنها محاولات التسلل الإرهابية.
أمر آخر.. هو أن منطقة الحمام ظلت خلال قرابة ثلاثين عاما مضت الموقع الرئيسي للمناورات المشتركة التي تجريها مصر مع الدول الشقيقة والصديقة، ومنها مناورات »‬النجم الساطع» التي كانت تضم أكثر من 30 دولة بجانب مصر والولايات المتحدة.
وكانت ميادين التدريب والرماية ومراكز العمليات وأماكن إيواء القوات تحتاج إلي تأهيل وتجهيز بصورة شاملة.
وفي سبتمبر المقبل.. ينتظر أن تعود مناورات »‬النجم الساطع» بين مصر والولايات المتحدة بعد توقف دام 8 سنوات.

هذا الفكر هو نفسه الذي دفع مصر إلي الحصول علي حاملتي طائرات الهليكوبتر طراز »‬ميسترال».
كانت الحاملتان قد أنتجتهما فرنسا لحساب روسيا، ثم امتنعت عن بيعهما لها بعد الأزمة الأوكرانية.
في ذلك التوقيت.. كان السيسي يعكف علي تحديث تسليح قواتنا المسلحة في إطار خطة شاملة بدأها فور توليه منصب القائد العام في أغسطس 2012 لتجديد القوات المسلحة ورفع كفاءتها واستعدادها القتالي، لتتمكن من النهوض بمسئولياتها الجسام في تأمين الداخل وصون الحدود والمياه والأجواء، وردع أي أطماع خارجية.
في غضون 10 شهور نجح السيسي -بشهادة قادة القوات المسلحة- في القيام بعمل مذهل كان يستغرق بالإيقاع العادي 10 سنوات.
ومع اقتراب التهديد لأمن مصر من مضيق باب المندب، واشتداد متطلبات الدفاع عن سواحلها الشمالية وحماية آبار الغاز والاكتشافات الجديدة في مياه المتوسط.. استثمر السيسي علاقاته الشخصية الوطيدة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونجح في الحصول علي حاملتي الطائرات، لتكونا رأس الحربة في إنشاء أسطولين شمالي في المتوسط وجنوبي في البحر الأحمر. وامتلكت مصر الحاملتين بسعر مخفض وتسهيلات عالية في السداد لم يحصل عليها غيرها في أي صفقة.
نفس الأمر تم في صفقة الفرقاطة »‬فريم»، والقارويطات طراز »‬جويند» لتحديث القوات البحرية بالتعاون مع فرنسا. وتواكب مع هذا حصول مصر علي الغواصة الألمانية طراز »‬209» ضمن 3 غواصات تصل تباعا، لتصبح البحرية المصرية سادس أقوي بحريات العالم.
صفقة المقاتلات الفرنسية المتطورة طراز »‬رافال» وقوامها 24 طائرة، منها 9 طائرات وصلت بالفعل إلي مصر، لم يكن الهدف منها فقط تنويع مصادر السلاح، وإنما الحصول علي مقاتلات طويلة المدي عالية التسليح تستطيع الوفاء بالمهام المطلوبة من قواتنا الجوية في تأمين مصالح حيوية لمصر خارج الإقليم المصري وصون الغاية القومية للبلاد.
ومن المقرر أن تصل خلال الشهور القليلة المقبلة الدفعة الرابعة من هذه الصفقة.
مع الروس.. توصلت مصر إلي اتفاقات مهمة لتحديث سلاحها الجوي تشمل الحصول علي 46 هليكوبتر هجومية طراز »‬كاموف» مجهزة للعمل علي حاملتي الطائرات »‬جمال عبدالناصر» و»‬أنور السادات»، وانتظاراً لوصولها نجح رجال القوات الجوية والبحرية المصرية في تجهيز طرازات أخري من الهليكوبتر للعمل علي الحاملتين لحين وصول الصفقة الروسية طراز »‬كاموف» التي تعرف باسم »‬كا- 52».
علي أن أبرز الصفقات الروسية مع سلاح الجو المصري هي صفقة المقاتلات طراز »‬ميج- 29» المعدل، وتشير تقديرات إلي أن حجمها يبلغ 46 طائرة، والمقرر أن تصل باكورة هذه الطائرات قبيل نهاية العام.
التعاون مع الولايات المتحدة لم يتوقف، برغم نهج إدارة أوباما، في التضييق علي مصر، وإيقاف الصفقات التي تعاقدت عليها سواء من طائرات الهليكوبتر »‬أباتشي» أو المقاتلات »‬إف- 16» من الطراز الحديث »‬بلوك 52» أوغيرهما من المعدات، وخلال العامين الماضيين تسلمت مصر 12 مقاتلة من هذا الطراز.

خطة التحديث شملت بصورة مكثفة تشكيلات القتال البرية، تدريبا وإعداداً وتسليحاً، وجري رفع كفاءة الألوية والفرق الميكانيكية والمدرعة بصورة هائلة، لوحظت في تعدد تفتيشات الحرب علي الفرق التي تم تحديث تسليحها من دبابات القتال الرئيسية بها ومركبات القتال، وتفتيش الحرب معناه أن التشكيل الذي يخضع له جاهز علي الفور لتنفيذ أي مهمة عمليات يكلف بها أي خوض الحرب. ومن أهم ما أدخل علي القوات البرية، استحداث تشكيل قوة الانتشار السريع ذات القدرات العالية وخفة الحركة وكثافة النيران.
أما عن قوات الدفاع الجوي، فلعلها أكثر الأفرع الرئيسية نصيباً في خطة تطوير وتحديث منظوماتها الصاروخية والرادارية.
لكن الحديث عن الدفاع الجوي وهو عصب حماية البلاد وركيزة صون سمائها من أي تهديد، أشبه بإفشاء الرقم السري لخزانة بها أغلي الممتلكات!

جيش 23 يوليو 2017، يتسلح ليحمي ويدافع ويردع الطامعين والمتآمرين.
عتاده قيم أصيلة توارثها أبناؤه علي مدار آلاف السنين، وذخيرته عهد أبدي مع الشعب بأن يكون درعه في الدفاع، وسيفه في الحرب، وسنده في البناء، ورهن إشارته في كل حين.
ويكفي القائد الأعلي لهذا الجيش العظيم عبدالفتاح السيسي أنه أول حاكم لمصر يحذف من يمين الولاء الذي يردده خريجو الكليات العسكرية القسم بالإخلاص لرئيس الجمهورية..
فالإخلاص المطلق هو للشعب.. والشعب وحده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.