ذكر ناشطون حقوقيون أن دبابات تابعة للجيش السوري دخلت صباح أمس مدينة بانياس الساحلية أحد مراكز حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام. في حين تطوق دبابات قرية البيضا القريبة من بانياس. وكانت دبابات سورية قد تمركزت في وسط حمص وفي ضواحيها وبعض الأحياء التي تقع علي أطراف المدينة كما أشار الناشط الحقوقي نجاتي طيارة، بينما واصل الجيش السوري أمس الأول عملية خروجه من مدينة درعا التي بدأها صباح الخميس الماضي. وأوضح الناشطون أمس ان الدبابات تحاول التوجه الي الاحياء الجنوبية من مدينة بانياس التي تعد معقلا للمتظاهرين. واكدوا ان سكانا شكلوا "دروعا بشرية" لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الاحياء. وقالوا إن الاتصالات والكهرباء قطعت في المدينة وأن زوارق تابعة للجيش تجوب قبالة سواحل الاحياء الجنوبية. كما شيعت مدينة حمص جثامين أحد عشر شخصا من قوات الجيش والشرطة قتلوا الجمعة الماضية علي ايدي من أسمتهم مصادر رسمية "مجموعات ارهابية مسلحة".وقال نشطاء أن القوات السورية قتلت ستة مدنيين علي الاقل في هجومها علي بانياس، وبين القتلي أربع نساء سقطن في مظاهرة بالقرب من المدينة الساحلية المحاصرة. ويأتي ذلك بعد يوم من مقتل نحو ثلاثين شخصا خلال مظاهرات في أنحاء مختلفة من البلاد كما أشار ناشط سوري بارز. وذكرت منظمة (سواسية) الحقوقية أن قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 800 مدني علي الأقل منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في منتصف مارس، مشيرة إلي أن من بين الضحايا 220 شخصا سقطوا في هجوم للجيش مدعوم بالدبابات في مدينة درعا. وأكد اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري ان السلطات اعتقلت نحو 600 شخص في درعا منذ 25 ابريل عندما دخل الجيش المدينة. في حين، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها أن 192 من المتورطين فيما وصفته بأعمال شغب قاموا بتسليم أنفسهم خلال يومين ليصل العدد الإجمالي للذين قاموا بتسليم أنفسهم في مختلف المحافظات 553 شخصا. وكان ناشط حقوقي في حمص قد أشار إلي ان عدة مسيرات نظمت في المدينة أمس الأول واتهم قوات الأمن باطلاق النار علي احدي المسيرات لدي وصولها إلي وسط المدينة. وأوضح أن القوات اطلقت النار أيضا علي محطة كهرباء مما أدي إلي انقطاع التيار في عدة أحياء من حمص. وكان آلاف الأشخاص قد تظاهروا أمس الأول في عدة مناطق من بينها مدينة بانياس. في تطور اخر، نقلت تقارير عن صحيفة الثورة السورية قولها إن دمشق اتهمت إدارة موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) بالتواطؤ مع المعارضة في سوريا. في نفس الوقت، قال دبلوماسي غربي لرويترز أن 7 آلاف شخص أعتقلوا منذ أندلاع الاحتجاجات في درعا في 81 مارس الماضي. علي صعيد مختلف، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس الأول إنه لا يزال أمام الحكومة السورية "فرصة لتحقيق جدول أعمال للاصلاح". وأضافت خلال مقابلة مع التليفزيون الايطالي إن الوضع في سوريا يختلف عن ليبيا.. فلا أحد يعتقد أن معمر القذافي كان سيتخذ قرارا مماثلا " في إشارة إلي الاصلاحات السياسية. وأعلنت واشنطن انها تسعي عبر الطرق الدبلوماسية للاتصال بصحفية امريكية تعمل لدي قناة الجزيرة القطرية كانت القناة قد اعلنت اعتقالها في سوريا. وأوضحت الجزيرة سابقا أن الصحفية تحمل أيضا الجنسيتين الكندية والايرانية. وحذرت الولاياتالمتحدة من أنها ستتخذ مع "شركائها الدوليين اجراءات اضافية" ضد سوريا اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين. ويأتي ذلك بعد اسبوع علي فرض الولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية علي عدد من المسئولين والجهات الادارية في النظام السوري. كما رحب البيت الأبيض بالقرار الذي اتخذه الاتحاد الاوروبي أمس الأول بفرض عقوبات علي مسئوليين سوريين متورطين في"انتهاكات لحقوق الإنسان". وهو قرار يحتاج إلي تصديق الحكومات الأوروبية عليه رسميا حتي يدخل حيز النفاذ. من جهتها، أعلنت فرنسا عزمها توسيع نطاق تلك العقوبات لتشمل "كبار القادة" ".