»آلو يا دكتور.. عندنا حالة طارئة ».. عادة ما يستقبل هاتف سامي عبد الباري، ابن الواحات البحرية، هذا النداء أكثر من مرة خلال فصل الصيف، حيث تزداد حالات الإصابة بالصداع وضربة الشمس. لا يأتي عبد الباري إلي مرضاه مرتديا بالطو أبيض، لكنه يرتدي جلبابا ويمنحه السكان لقب دكتور، لاجادته استخدام تراث الأجداد في علاج أمراض الصيف. ويقول عبد الباري، أنه يستخدم الماء المالح والحنة والبصل لعلاج ضربات الشمس، حيث ثبت دورها وفعاليتها في سحب الحرارة من الجسم، بينما يستخدم طريقة المفتاح أو القطعة الخشبية في العلاج من الصداع. ويشرح طريقة العلاج من الصداع مضيفا: »أقوم بوضع مفتاح أو قطعة من الخشب بين طرفي قطعة قماش يتم لفها حول الرأس، ثم أقوم بلف قطعة الخشب جهة اليمين لتضغط قطعة القماش علي الرأس، وأقوم بعدها بإرخاء قطعة القماش، فيشعر المريض بالراحة».. ولهذه الطرق الشعبية أساس علمي يتحدث عنه د. سعيد شلبي، الأستاذ بالمركز القومي للبحوث.. ويعزي د. شلبي طريقة علاج ضربة الشمس إلي احتواء الحنة والبصل علي مادة تسمي »كونتر ايرتنت»، والتي ثبت أن لها فعالية في طرد الألم من الجسم، وطرده إلي سطح الجسم.. أما عن الصداع، ففكرة العلاج الشعبي أنه يؤثر علي مستقبلات الألم في الجهاز العصبي، كما يوضح د.شلبي. ويضيف: »عند الضغط علي الرأس يفرز الجهاز العصبي بعض المواد، التي تقوم بإلغاء المؤثر السابق (الصداع) وتستبدله بالمؤثر الجديد».