انتهينا في المقال السابق »الإيجابية والسلبية والعقيدة الشرطية« إلي سؤال: كيف ندعم الإيجابية لدي رجل الشرطة بصفة عامة وضابط الشرطة بصفة خاصة؟ وتحقيق ذلك يتم عبر عدة سبل وخطوات من أهمها: أن تتخلي منظمات حقوق الإنسان وأجهزة الإعلام ووزارة الداخلية.. عن تصيد الأخطاء لرجال الشرطة.. وفارق كبير بين رصد الأخطاء وتصيدها. فالرصد.. يعني كشف الأخطاء ووضعها في حجمها الطبيعي دون مبالغة أو تهويل وهو ما يعد واجبا وإيجابيا حيث يسهم ذلك في منع التجاوزات وتصحيح المسار.. والذي من شأنه تحقيق دور جهاز الشرطة المنوط به في تحقيق الأمن والأمان مما يساهم في بناء علاقات طيبة ومتفاهمة وعميقة بين الشرطة والمواطنين، وهو ما يعد مهما، ويصب في مصلحة الوطن وأمنه. والتصيد.. يعني تصيد تصرفات أو أفعال إدارية وفنية (قد يضطر إليها الضابط الذي يتخلي عن السلبية ويتسلح بالإيجابية الملتزمة - كما تم توضيحه - في ظل ضغوط هائلة يعمل ويوضع فيها) ويتم تضخيمها وهو ما يعد سلبيا.. يدفع بالضابط إلي الركون إلي السلبية والتخلي عن الإيجابية اللازمة والمطلوبة.. بالإضافة إلي أنه يؤدي إلي تشويه صورة الضابط وجهاز الشرطة أمام الرأي العام مما يؤثر سلبا علي العلاقة بين الشرطة والمواطنين، وينعكس ذلك بالضرر علي المجتمع وأمنه. هذه خطوة علي الطريق.. وبقية الخطوات نتناولها تباعا.