مثل كثير من الآثار الإسلامية في منطقة القاهرة التاريخية خاضت قاعة محب الدين أبو الطيب حربا طويلة الأمد مع ثلاثة أعداء لأي مبني، وهم الأملاح والرطوبة والأمطار. ظلت القاعة التي تأسست عام 751 ه- 1350 م تقاوم الأعداء الثلاثة، إلي أن اقتربت قواها من الانهيار، وظهر ذلك واضحا في بعض الشروخ وتدهور في حالة البلاط، فقررت وزارة الآثار التدخل في هذه المعركة لصالح القاعة الأثرية، ضمن مشروعها لإنقاذ 100 مبني أثري بالقاهرة التاريخية، والذي تم تدشينه عام 2015. يقول الأثري محمد عبد العزيز، المُشرف العام علي مشروع القاهرة التاريخية بوزارة الآثار، إنه تم خلال المشروع علاج وترميم الأحجار، وكذلك العناصر الرخامية والجِصية، والخشبية بالقاعة. ويضيف عبد العزيز، أن عملية الإنقاذ تضمنت أيضا، تنظيف وترميم الأسقف المزخرفة والمذهبة، بالإضافة إلي ملء الشروخ والتشققات، وسوف تفتتح اليوم في احتفال يحضره سفراء عرب وأجانب. وتوجد هذه القاعة بمنطقة النحاسين وتتميز بتصميمها المعماري المتكامل، حيث تعد من أجمل وأكمل القاعات المملوكية، كما أنها تتميز باكتمال العناصر المعمارية. ويحكي عبد العزيز تاريخ هذه القاعة، قائلا إن الشيخ محب الدين الشافعي أحد المعاصرين لفترة حكم السلطان الناصر حسين بن الناصر محمد بن قلاوون أنشأها، وقد سكن هذا الأثر الكثيرون، منهم الأمير عثمان كتخدا في القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي. ولم يتبق من هذا الأثر سوي القاعة الرئيسية وبعض الغرف المجاورة الموزعة علي طابقين، وتتكون العمارة الخارجية لها من واجهة رئيسية تطل علي شارع بيت القاضي، بها ثلاثة أدوار. أما عمارتها الداخلية فهي عبارة عن دهليز به سلم حجري يصعد بواسطته للدورين العلويين، وعلي يسار الداخل حجرة صغيرة يغطيها سقف خشبي حديث وتجاورها فتحة باب تفضي إلي درقاعة علي جانبيها سدلتان صغيرتان، يغطي كل منهما سقف من البراطيم الخشبية أسفلها إزار خشبي عليه كتابات نسخية، أما السدلة الأخري فعليها لوحة تأسيسية حجرية.