أصبح شيئا عادياً ومتوقعاً أنه كلما حققنا تقدماً ونجاحاً في مسيرتنا يحرص الحاقدون العملاء المتآمرون علي القيام بأعمالهم الخسيسة المنحطة التي تستهدف حرماننا من الفرحة بإنجازنا. حلقات هذا المسلسل تكررت فجر الجمعة الماضية في اعقاب البيانات المبشرة لبرنامج الاصلاح الاقتصادي. تعلق الأمر هذه المرة بوضع نهاية لأزمة نقص مواردنا من العملات الاجنبية وما يمكن ان يترتب علي ذلك من انفراجة في انفلات الاسعار وانعكاساته علي الحياة المعيشية للمواطنين. سعي هؤلاء المتآمرون الحاقدون الي الانتقام من الشعب لتجاوبه مع برنامج الاصلاح الاقتصادي. هذه التطورات السارة في التحرك الاقتصادي الوطني نحو التقدم والازدهار أدت الي اثارة جنون هؤلاء الخونة المتربصين المحبطين الذين لا يضمرون اي خير لمصر ولشعبها.. كان ذلك دافعاً لهم ولمن وراءهم من قوي تضيق وتأسي من أي نجاح لنضال وكفاح الشعب المصري من أجل الحياة الكريمة. في هذا الاطار كان تدبيرهم للهجوم الغادر علي أحد مواقع قواتنا المسلحة في شمال سيناء الذي راح ضحيته 26 من الشهداء الذين يشاركون في حماية أمن واستقرار مصر. البيانات الاقتصادية الصادرة عن مسئولينا ومؤسساتنا الاقتصادية والمدعومة ببيانات المؤسسات الدولية اشارت الي زيادة كبيرة في حصيلة البنوك من العملات الاجنبية خاصة بعد القرار الأخير بإطلاق حرية التحويلات الي الخارج. هذا القرار كنت قد علقت عليه في مقال سابق تحت عنوان »عودة الثقة الغائبة».تمثل ذلك في تحركات ملموسة للتدفقات الاستثمارية نحو مصر والتي سوف تدعم برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وماهو معقود عليه من آمال. علي ضوء ما سبق من تجارب تشهد عليها سلسلة الاحداث الاجرامية.. فقد كان علي الدولة ان تضع هذا الامر في الاعتبار والحسبان. كان عليها ان تتخذ كل ما يمكن من اجراءات علي قدر المستطاع لاجهاض ما كان متوقعاً من جانب هؤلاء الخونة السفلة الكارهين لمصر وشعبها. لا جدال ان ما حدث من غدر استهدف ألا يفرح المصريون بتباشير نتائج صبرهم ومثابرتهم وتحملهم للمعاناة. لم يكن امام هؤلاء الخونة المأجورين اذناب جماعة الارهاب الإخواني من سبيل سوي الاقدام علي هذا العمل الاجرامي اليائس للنيل من الروح المعنوية العالية للشعب. إنهم وفي محاولة لتعظيم اهداف ما قاموا به في منطقة رفح في سيناء.. عمدوا إلي فبركة تسجيل كاذب وغير حقيقي للشهيد قائد الموقع المستهدف بالسيارات المفخخة. في هذا الشأن فإن لا أحد يمكن أن ينكر وعلي ضوء ارتفاع عدد شهدائنا.. وجود قصور في الحماية والتأمين. ان الالام والاحزان لابد وأن تزيد من ثورة غضبنا تجاه خيانة وعمالة هذه الفئة المجرمة التي ارتكبت هذه الجريمة إننا مطالبون بالحفاظ علي توازننا وحماسنا والاستمرار في تحركنا بقوة وحسم وتصميم لاقتلاع هذا الارهاب من جذوره. يجب ان تدرك اجهزتنا المعنية ضرورة وحتمية الابقاء علي يقظتها واستنفارها لضمان عدم اتاحة اي فرصة امام هذا الارهاب الحقير لتحقيق ما يمكن أن ينتشله من هوة اليأس والاحباط. اننا ونحن نترحم علي شهدائنا الابرار ضحايا هذا الغدر الخسيس علينا أن نستفيد مما حدث.. اننا ننتظر من ابطالنا البواسل من رجال القوات المسلحة والشرطة علي ارض سيناء الرد العاجل حتي يشفوا غليلنا بالانتقام وبالثأر. اصبح واضحاً وجلياً اننا وحتي الآن نحارب ونتصدي وحدنا لآفة الارهاب التي خرجت من رحم جماعة الارهاب الاخواني.. ولأن ما نقوم به حق وعدل فإن الله سوف ينصرنا ويقدرنا علي تحمل مسئولية انهاء وجود هذا الخطر الذي يهدد الجميع بلا استثناء.