من أروع المساجد التي تدل علي عظمة العمارة الإسلامية بالفيوم مسجد »خوند أصلباي» الشهير بمسجد قايتباي والذي يقع علي ضفاف بحر يوسف،وهو علي اسم زوجة السلطان قايتباي،وتم بناؤه إشارة من الشيخ عبد القادر الدشطوطي، وهو أحد المشايخ الذين كان يعتقد فيهم السلاطين،وتم الإنشاء في زمن سلطنة نجلها السلطان الناصر محمد بن قايتباي وبني في الفترة من» 1497 – 1499 م» ويظهر هذا التاريخ جليا واضحا بالشريط الكتابي الموجود علي عضادتي المدخل ونصه » بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر » أنشأت هذا الجامع والقناطر خوند والدة الملك الناصر أبو السعادات محمد بن قايتباي بإشارة من الشيخ عبد القادر الدشطوطي نفعنا الله ببركاته والمسلمين آمين ». وكما يوضح لنا إبراهيم رجب أحمد مدير عام الشئون الأثرية بالفيوم فقد كان المسجد قديما أكبر في المساحة حيث إنه كان يقام علي بحر يوسف فوق قنطرة بفتحتين والنصف الآخر فوق الأرض غير أنه في سنة 1887 حدث تصدع له، وفي سنة 1892 انهار نصفه المقام علي القنطرة نتيجة انهيارها هي الأخري في بحر يوسف علي إثر فيضان قوي جدا، وقد قامت لجنة حفظ الآثار العربية آنذاك بالمحافظة علي الأجزاء الباقية من الجامع وأصبحت مساحته مقصورة علي الجزء المبني علي الأرض وهي المساحة الحالية. وكان المسجد قديما يتبع نظام المساجد الجامعة فهو يتكون من صحن أوسط يحيط به 4 إيوانات أكبرها إيوان القبلة وكانت وظيفة الصحن الأوسط المكشوف للتهوية والإضاءة وتستخدم في الصلاة أيضا في حالة زيادة العدد في الجمع والأعياد،.ويشير ابراهيم رجب إلي أن منبر المسجد يعتبر من المنابر المميزة في العصور الإسلامية وهو يتماشي مع روعة العمارة الإسلامية في العصر المملوكي بصفة عامة وفي عصر سلطنة السلطان قايتباي بصفة خاصة، لذلك فهو يعد من أهم المساجد الأثرية بالفيوم والذي يقف شاهدا علي روعة ودقة العمارة الإسلامية ويعد من المزارات السياحية،ولكنه يحتاج حاليا إلي ترميم بعد حدوث هبوط أرضي له يكاد يؤدي إلي سقوط حوائطه.