رحبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالقادة والزعماء المشاركين في قمة مجموعة العشرين وافريقيا، التي انطلقت أمس في برلين تحت شعار«الاستثمار في مستقبل مشترك»، وأكدت انها ترغب في ألا تخرج اجتماعات تلك القمة بمجرد شعارات علي ورق، ولكن يجب أن تكون ميثاق شراكة حقيقية، تتجاوز المسافات من خلال ثورة الاتصالات التي اتاحت ذلك، وشددت علي أن تحقيق التنمية المستدامة للجميع أمر أصبح ممكنا، والدول الصناعية والنامية جزء من هذه الخطة التي يتم بحثها في قمة العشرين التي تستضيفها مدينة هامبورج الألمانية. واشارت ميركل خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية للقمة الي ان المبادرة الألمانية خلال رئاستها لمجموعة العشرين جاءت بهدف تحقيق تقدم القارة الافريقية وتحولها الي قارة اكثر ديناميكية، وأضافت ان بعض الدول الافريقية الآن تحقق نسب نمو أعلي من دول مجموعة العشرين، وهناك الكثير من النماذج الجيدة، وقال: كان يجب ان تعيد الدول الصناعية الكبري التفكير في جدوي المساعدات الاقتصادية الكلاسيكية ومدي تحقيقها لأهدافها، واضافت عندما سألنا أنفسنا خرجت ألمانيا بمبادرة حول افريقيا لتعزيز التعاون مع دول القارة ودعوناها لطرح مجالات التعاون المطلوبة، وتحقيق الشراكة الإقليمية للاسواق، وإعادة توجيه طرق التجارة بين افريقيا واوربا، والقمة القادمة ستعقد في شهر نوفمبر واليوم نعد لذلك، وشددت علي أن النتائج التي تحققت في الأعوام الماضية غير كافية في ظل زيادة اعداد السكان، وأكدت انه من الصعب تحقيق التنمية بدون أمن في ظل المآسي الانسانية التي تجري حاليا، وهو ما يعني ان الشراكة مع افريقيا تتعلق بتعزيز السلام والاستقرار والأمن وليس فقط الاقتصاد، ولذا يجب ان نتخذ نهجا جديدا للتفكير، ويجب ان نكافح الارهاب ونقوم بتوفير وضع أمني يسمح بالتنمية الاقتصادية، وفِي خطة عام 2063 حددنا اولوية للاهتمام بالشباب الافارقة الذين يشكلون 50٪ من سكان القارة، واذا لم نستثمر في التعليم والابتكار وتوفير فرص عمل لهم وتمكين النساء والفتيات لن ننجح، حتي تنجح افريقيا في توفير الديناميكية المطلوبة، وعدم توفر الفرص بافريقيا يدفع الشباب للهروب، وعندما نعمل علي التنمية في بلادكم فتحن ندافع عن بلادنا من الاتجار في البشر والارهاب واختتمت المستشارة حديثها قائلة : العديد من الألمان لايعرفون الكثير عن الدول الافريقية الرائعة واتمني ان يساهم هذا المؤتمر في تحقيق التقدم المطلوب وان نستمع لبعضنا حتي نحقق النتائج الملموسة. من جانبه أعرب الفا كوندي رئيس غينيا ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي عن شكره للحكومة الألمانية علي تلك القمة التي تدعو للاستثمار في مستقبل مشترك مع افريقيا، وأكد انه من خلال هذا التعاون يمكننا التكامل، والوصول الي نتائج أفضل، ومواجهة التحديات وعلي رأسها التغيرات المناخية، ويمكن لأفريقيا ان تلعب دورا قياديا لتقرير مصيرنا بدعم شركائنا في أوربا، وخاصة في ظل معدلات النمو الأفضل التي حققتها القارة خلال العشرين عاما الماضية، وطالب بالتركيز علي السياق الجديد للتعاون مع قارتنا من أجل جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل. وقال: يمكننا توفير التدابير اللازمة للتغلب علي العوائق، وزيادة معدلات مشاركة القطاع الخاص، وأشاد بدور مؤسسات التنمية والتمويل الدولية في دعم جهود الإصلاح، وأشار إلي وجود فرص كبيرة للاستثمارات وبخاصة في قطاعات البنية التحتية وتطوير المناطق الريفية لخفض معدلات اللاجئين والمهاجرين، وتحقيق تنمية مستدامة لأفريقيا، مؤكدا انه يمكنهم الاعتماد علي الاتحاد الافريقي كشريك يعتمد عليه. وأعرب باولو لوجنتيلوني رئيس الوزراء الايطالي ورئيس مجموعة السبعة عن قناعته بأن قرار الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين بالتركيز علي الاستثمار في افريقيا قرار صائب وأكد: ايطاليا ستسير علي هذا النهج خلال رئاستها للمجموعة، وأضاف أن هناك فرصا كبيرة واستثمارات يجب الاستفادة منها وهي قارة المستقبل، وبها أمثلة عديدة يجب الاحتذاء بها، الي جانب توافر المواد الخام بها، ويجب مساعدتها لتوفير قاعدة صناعية للوصول الي تعظيم القيمة المُضافة، وتحقيق اثار إيجابية باكتشاف الفرص المتاحة ووضع أطر جديدة لجذب الاستثمار، وأشار إلي مبادرة تطلقها بلاده في أكتوبر القادم لدعم افريقيا من خلال أكاديمية ستهتم بتطوير الموارد الضريبية لتوفير مناخ أفضل للشراكة وحشد الاستثمارات لأفريقيا، حتي تستفيد من الثورة الجديدة في مجالات الصناعة والمعلومات، وشدد علي أهمية الموارد البشرية كمحرك رئيسي للنمو بالقارة الافريقية، ومورد رائع وعامل ممتاز للتقدم، ودعا الي توفير نظام صحي وتعليمي وعالي الجودة للجميع والعمل علي تمكين المرأة، مع توفير الامن الذي يعد من الشروط الأساسية، لذلك لابد من العمل علي مواجهة التهديدات وعلي رأسها الارهاب من خلال كافة الوسائل وعلي رأسها التضمين الاجتماعي والثقافي، وعلي افريقيا التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات المختلفة.