لا مبالغة في القول بأن هناك شعوراً عاماً لدينا جميعا بقدرة شعبنا علي تجاوز الأزمة الاقتصادية، التي نتعرض لها الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة،..، وهذا الشعور يخالطه ويقترن به ايمان مؤكد، بأننا نستطيع بعون الله العبور بوطننا إلي المستقبل الأفضل، لتحقيق ما نطمح فيه وما نسعي إليه عن استحقاق في بناء دولتنا الديمقراطية القوية والحديثة. إلا أن هذا الشعور وذلك الايمان لايمنعني من القول ايضا وباقتناع كبير، بأن ذلك لا يتحقق بالأمل أو الرجاء وحدهما،..، ولكنه يمكن ان يتحقق ويصبح واقعا علي الأرض بالعمل الشاق وبالجهد المضني والمتواصل. وفي ذلك علينا أن ندرك أن هذه الأزمة ليست بالطارئة ولم تتم في غفلة من الزمن، بل هي نتاج سلبيات وأخطاء متراكمة طوال السنوات الماضية، وذلك يتطلب ان تكون دعوتنا لكل المواطنين هي العمل الجاد والعمل المتواصل، وان يكون نداؤنا للجميع هو الانتاج والمزيد من الانتاج، للتغلب علي هذه الازمة والخلاص منها. واحسب ان من الطبيعي والضروري ايضا ان نستنهض كل الهمم وبالذات همم الشباب، وان نحفزهم علي بذل غاية الجهد للنهوض بمصر، ايمانا منا بأن الشباب هم صناع المستقبل وهم سلاح الأمة وركيزتها الأساسية لتحقيق الطموحات وتغيير واقعها إلي الافضل. وبعيدا عن الشعارات البراقة التي يتشدق بها البعض هذه الأيام، علينا أن نرسخ الايمان لدي الشباب بأن مصر لن يبنيها سوي سواعد ابنائها، وانها لن تقوم من عثرتها سوي بجهد هؤلاء الابناء وعرقهم وعملهم ونتاج ايديهم وابداع عقولهم.