للمساجد روح مختلفة في رمضان، فهي واحة الذاكرين، وملاذ المصلين، وعلي أرض مصر آلاف المساجد التي تحمل بين جنباتها تاريخا يستحق أن يروي، وعاشت لسنوات طويلة، حتي صارت جزءا من وجدان المصريين، ومن تلك المساجد. مسجد ومقام الشيخ علي الروبي أحد أشهر مساجد الفيوم الذي يقع في حي الصوفي ويرتاده المئات في شهر رمضان، فمنهم من يعتقد فيه لاتصال نسب الروبي إلي البيت العباسي وهو من سلالة العباس عم النبي صلي الله عليه وسلم وعاصر الظاهر برقوق عندما كان أميرًا، وبشره بتوليه السلطنة، وعندما تولي الحكم بني له مقاما ومسجدا ليجتمع فيه بتلاميذه وتوفي الشيخ علي الروبي سنة 785 ه - 1383 م. ويقول إبراهيم رجب مدير الآثار الإسلامية بالفيوم عن تخطيط المسجد أن مسقطه الأفقي مربع تقريبا يبلغ ضلعه 8.20م بصدر كل ضلع من أضلاعه دخلة سعتها 4.70م، وتشرف كل دخلة من الدخلات علي التربيع الأوسط ويشير إلي أن مئذنة المسجد مجاورة للطرف الجنوبي للضريح وهي عثمانية العهد مملوكية الطراز وهي من الخارج تتكون من القاعدة من شكل مكعب بنواصيه أعمدة يلي القاعدة منطقة الانتقال للوصول إلي البدن المثمن وذلك بواسطة مثلثات مقعرة يلي ذلك منطقة غائرة مثمنة، وبعد ذلك البدن المثمن وكل ضلع من أضلاعه يتوجه عقد مدبب يحيط بها إطار من ميمات مستديرة ويتوج البدن ثلاثة صفوف من المقرنصات. وقد تم ترميم الضريح الملحق بالمسجد والذي يوجد فيه جثمان الشيخ علي الروبي حديثا في ابريل عام 1994 علي نفقة المجلس الأعلي للآثار وتم ترميمه بالجهود الذاتية علي نفقة المواطنين بقرار من اللجنة الدائمة في فبراير 1997 وفي عام 2006 تم ترميم القبة والمئذنة ترميمًا معماريًا دقيقًا شاملاً وحالة الضريح جيدة، فيما عدا الرطوبة بالأرضيات والتي أدت إلي تساقط بعض طبقات الملاط في أسفل الجدران. ومسجد الروبي يقصده الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء المحافظة ويتبرك به العديد من أصحاب الشفعات ويأتون إليه خاصة في شهر رمضان للدعاء به والتبرك بالشيخ علي الروبي الذي يمتد نسبه إلي العباس عم النبي صلي الله عليه وسلم، ويحرص الكثيرون علي أداء صلاة التراويح فيه، حيث تكتظ ساحة المسجد بالمصلين.