يجني العامل ثمار جهده وعرقه وتحمل المصاعب في شبابه وكبره بما يتركه من بصمة في مجال مهنته وبما قدمه للشباب من تدريب وخبرة ليسيروا علي الدرب علاوة علي تلبية احتياجات ومطالب الابناء في حياة كريمة يقول الحاج حسين ابو مضيوف »70» عاما من قدامي الصيادين في »بحيرة البردويل» بشمال سيناء: احترف تلك المهنة منذ ان كان عمري 16 عاما وتوارثتها من والدي لأنها الوحيدة التي كانت سائدة وسط ابناء جيله . وأضاف أنه بدأ العمل في البحر علي مراكب صيد السردين ثم انتقل للعمل في بحيرة البردويل اوئل عام 1968م بعد ان قام بشراء مركب طوله 7 امتار هو وشقيقه. وقال ان إمكانيات الصيد قبل 40 عاما ببحيرة البردويل كانت صعبة، ففي بداية الخمسينيات كانت تدير البحيرة شركة خاصة والتي كانت تتولي فتح بواغيز لتغذية البحيرة طبيعيا من مياه البحر المتوسط بما يسمح بدخول وخروج الأسماك بكميات وانواع كثيرة ، ولكن العمل في هذه الفترة كان صعبا علي الصيادين، لاحتكار الشركة لها . وأن مراكب الصيد كانت تسير بالقلاع ودفع الرياح قديما واحيانا كثيرة تخيب رحلاتهم ولا تأتي بناتج عندما تتوقف حركة الرياح في عرض البحيرة مما يتطلب تحريكها بالمجاديف ثم تطور الحال بادخال ماكينات صغيرة تعمل بالبنزين، للمساعدة في رحلة الصيد ذهابا وعودة ، ولم تكن هناك طرق تسيرعليها السيارات بينما كانت الابل هي وسيلتنا لنقل الانتاج من الأسماك حيث كانت تستقبل مراكب الصيد وتفرغ حمولتها لتنقل علي ظهور الإبل وتسير بها عدة كيلو مترات عبر طرق صحراوية ، ومنه لسيارات تجار لنقل الإنتاج للعريش والقنطرة شرق. وقال انه حاليا تستخدم اجهزة حديثة في عمليات الصيد منها ال gps ، جهاز لتحديد اماكن تجمع الاسماك بوجود شاشة تليفزيونية تساعد الصياد علي رمي شباكه لجمع الانتاج، وهناك تاجر يقوم بتجميع الانتاج السمكي ويتولي عملية التسويق ويقوم بجلب احتياجات الصياد طوال فترة تواجده في البحيرة علاوة علي وجود مرسي بميناء العريش البحري يقوم من خلالها صاحب المركب بتزويد صياديه بكل احتياجاتهم من المأكل والمشرب وكذلك الوقود الي جانب وجود ثلاجة لحفظ الاسماك الي حين خروجه من البحر بعد انتهاء رحلة الصيد .. اضاف ان الاوضاع كانت بسيطة بين الناس والانتاج السمكي من اللوت والدنيس كان وفيرا واسعاره كانت قليلة جدا حيث كان كيلو الدنيس يباع ب45 قرشا .والاسماك صغيرة الحجم كان يتم توزيعها علي الاسر التي لايعمل عائلها في البحر او البحيرة. في نهاية حديثه اشار الي ان رحلة كفاحه وعمله اسفرت عن تربية اولاده الاربعة والوفاء بمتطلباتهم علي مدار حياته وتمكن من فتح مشروعات تجارية لهم بمدينة العريش حتي تمكنوا من الزواج جميعا واصبح لديه احفاد وبنون وبنات ويشعر بالسعادة البالغة لان تعبه لم يذهب هباء.