تأسس الأزهر الشريف في بداية العهد الفاطمي ومع دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عاصمته القاهرة ليصبح أكبر وأهم جامعة إسلامية في العالم وظل هكذا عقودا طويلة حتي أطاح صلاح الدين الأيوبي بالحكم الفاطمي وأعاد مصر لتكون ولاية تابعة للخليفة العباسي في بغداد وكان قراره بإغلاق جامع الأزهر ومنع الصلاة فيه حتي تولي حكم مصر الظاهر بيبرس الذي أعاد الصلاة فيه وكذلك التدريس ثم استحدث العثمانيون رسميا منصب مشيخة الأزهر الذي اعتبر أهم منصب إسلامي في العالم حتي يومنا هذا.. وفي ذات السياق أثيرت بعض أسماء علماء الأزهر الذين تعرضوا لمواقف تعيقهم من أداء رسالتهم ، ومن هؤلاء الشيخ عبدالله الشبراوي الشافعي - الشهير الإمام السابع في سلسلة مشيخة الأزهر.. ومن أشهر مواقفه التي رواها الجبرتي ان مسيحيي مصر أرادوا الحج إلي القدس وطلبوا منه السماح لهم بذلك فأصدر فتواه الشهيرة التي كان نصها »ان أهل الذمة لا يمنعون من أداء واجبهم نحو ديانتهم وزيارتهم للأماكن المقدسة ولهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم» فسادت الفرحة أجواء الكنائس في مصر وبدأت بعض الأصوات تستنكر فتوي الشيخ وتعتبره متخاذلا في نصرة الدين الإسلامي.. لكنه أصر علي موقفه.. أما فضيلة الشيخ عبدالمجيد سليم الذي قضي قرابة عشرين عاما وهي أكبر مدة قضاها عالم من علمائنا في منصب المفتي وخلال حكم الملك فاروق أصدرت الحكومة قرارا بانتقاص ميزانية الأزهر في الوقت الذي كان الملك يستجم في جزيرة ايطالية مما أغضب الشيخ عبدالمجيد سليم وقال عبارته الشهيرة »تقصير هنا واسراف هناك» وأوشي به المحيطون بالملك واعتبروا قول الشيخ نقدا للملك وسياسته وطالبوا بعزله حتي ترك منصبه بالفعل في سبتمبر 1951.. ثم أعاده الملك مرة أخري لمنصبه بمشيخة الأزهر في فبراير 1952 لكنه لم يستمر طويلا فاستقال بعد يوليو 1952.. وكانت إحدي المجلات المعارضة سألته عن مدي شرعية اقامة الحفلات الراقصة في قصور الكبار وأثناء اقامة الملك فاروق حفلا راقصا في قصره بعابدين استشعر بعض المنتمين الحرج نظرا لأن الفتوي تغضب الملك فما كان من الشيخ عبدالمجيد إلا أنه قال: »ان المفتي إذا سئل لابد أن يجيب مادام يعلم الحكم».. وأصدر الشيخ فتواه بحرمة الحفلات الراقصة.