عندما تم اختيار اللواء كمال الدالي محافظا للجيزة أحسست بحالة من الغبطة ذلك لأنني أعلم خلفيته الوظيفية كأحد رجالات الأمن في المديرية ، أمضي بها فترة طويلة متدرجا في مناصبها المختلفة وكانت نهاية مشواره مديرا للأمن.. ومنذ أن تولي السيد المحافظ منصبه الجديد لم يقم إلا بجولة ميدانية واحدة فقط لشارع العريش وهو الذي يعج بالمخالفات والتعديات وسعي بفرض حالة من الانضباط للحد من هذه الفوضي العشوائية.. ثم بعد ذلك وجه اهتماماته للزيارات التي يتم تنظيمها للضيوف الأجانب للمناطق السياحية بالمحافظة.. لكن السيد المحافظ لايعجبه أن يحذو حذو الرئيس ،ويتقوقع في برج عاجي بعيدا عن مشاكل جماهير المحافظة المطحونين..فهو لايري المخالفات التي تعج بها محافظته وهي ليست بعيدة عنه فهي خلف المبني الإداري للمحافظة وفي شوارع رئيسية فأصبح بين المقهي والمقهي مقهي آخر يفترشون الشوارع ناهينا عن الإزعاج الذي تسببه لأهالي المنطقة بسبب الشاشات الموضوعة علي الأرصفة. أما عن مخالفات المباني التي لاحصر لها والتي ارتفعت في يوم وليلة تاركين مخلفاتهم دون أي رقابة من رئيس حي أو موظفي الاشغالات.. فإذا كان رئيس الحي يشاهد محافظه لايترك مكتبه تنفيذا لمبدأ»في الراحة راحه».. فليس هناك نظام ولامتابعة اما في حي الدقي فالكافيهات بمقاعدها بعيدا عن الأرصفة التي أمامها لتحتل جزءا كبيرا من الشوارع نفسها وإذا لم يكن السيد المحافظ يعلم هذه التعديات علي الساحة المرورية فليزر بنفسه بدايات شارع محيي الدين أبو العز أحد الشوارع الرئيسية في محافظته ليشهد العجب حيث لاتتمكن سيارات المطافي أو الأوناش المرورية من عبور هذا الطريق حيث تتواجد المقاعد والمناضد في عرض الشارع بأكمله ، ولقد بحت أصوات الناس طلبا في تدخل المسئولين بالمحافظة لإزالة هذه التعديات لكن دون جدوي لأن أصحاب هذه الكافيهات تعرف كيف تنتصر علي الأصوات المتعالية ضدهم وتفرض الصمت علي المسئولين بهذه الأجهزة المعنية..وليست هذه الأمثلة التي سقناها هي الأفظع.. أعود مرة أخري إلي المبني الإداري والشوارع الخلفية نجد أكوام الزبالة وعشرات الباعة الجائلين المستغلين..ناهينا عن دروب من الفوضي والتعديات والتجاوزات بلا ضابط ولا رابط وكأن شوارع الجيزة مستباحة.. لقد كانت محافظة الجيزة هي الأسوأ علي كل محافظات مصر من حيث انقطاع مياه الشرب لأكثر من 48 ساعة متصلة وبدعوي أن المقاول المختص بصيانة الصهاريج تباطأ في تنفيذ التعاقد الأمر الذي تعرض له بالتحقيق أمام السيد رئيس الوزراء كما تم الإعلان عنه وكأن شيئا لم يحدث..لاأعتقد أن محافظة الجيزة هي منطقة الأهرامات فقط أو حتي المناطق السياحية والفندقية فيها ، وإنما هي موطن لعدة ملايين يئنون ويعانون من الإهمال واللامبالاة التي ينعم بها مسئولو المحافظة وعلي رأسهم السيد المحافظ شخصيا ويجأرون بأعلي الأصوات لإنقاذهم من هذا التسيب وتلك العشوائية..سيدي المحافظ إذا كان مسئولو المحافظة يتصورون أن عملهم ومسئوليتهم يتم إنجازها في وضح النهار فقط فتلك مصيبة كبري لأن مايحدث في جنح الليل لايمكن أن تتخيله ، من هدم منازل.. وشوارع رئيسية خلف قسم الطالبية يتم إغلاقها بدعوي تصوير الأفلام السينمائية ناهيك عن سرقة التيار الكهربائي علنا.. فضلا عن الجرائم التي يرتكبها البعض من اللصوص المحترفين لخطف حقائب النساء والموبايلات.. علاوة علي الجولات الحرة التي تقوم بها التكاتك في الشوارع غير المصرح لها بالسير فيها.. سيدي المحافظ شوارع الجيزة في عهد سيادتكم ليست آمنة ولاينعم المارة فيها بالتحرك المضمون والمأمون..وإذا كنت سيادتكم أصبحت في منصبك الجديد لاتفضل العمل ليلا كموظفي الحكومة فليس أقل من أن تحث التابعين والمعاونين الأدني من القيام بأعبائهم ليلا ونهارا ولعلي أصارحك بأن التفاؤل والاستبشار الذي غمر مواطني الجيزة لقدومكم السعيد قد تحول إلي حزن وهم ورغبة عارمة في التعديل والتغيير.. سيادة اللواء أكد الرئيس السيسي مرارا وتكرارا أن المسئول الذي لايتمكن من مسايرة الركب عليه أن يطلب الانسحاب بهدوء.. فهناك مثل دائما نقوله في مثل هذه المواقف وهو »من أخذ الأجر حاسبه الله علي العمل» يامعالي المحافظ. حكمة اليوم : يأتي البعض لحياتك كنعمة كدرس فحافظ علي النعمة.. تعلم من الدرس ، فالناس لاتقاس بالمال أو بالعمر.. ولكن تقاس بطيبة القلوب وبجمال الأسلوب ، ويظل الإنسان في هذه الحياة مثل قلم الرصاص تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل ويكون هكذا حتي يفني القلم.. ولايبقي له إلا جميل ماكتب.. هذه هي الحياة.