علاج مصابي الثورة في »أسبوع الشفاء«

نظارات من نوع خاص لمن فقدوا عيناً برصاصات أعداء الشعب

حسن منجى يشعر بتجاهل الحكومة ستون نظارة طبية غير قابلة للكسر قرر اسبوع الشفاء تقديمها لثوار 52يناير من ضحايا اصابات العيون.. وهي نظارات اشار الاطباء بضرورة استخدامها لكل من فقد عينا واحدة حتي يحافظ علي عينه السليمة.. كما قررنا ايضا صرف الادوية اللازمة لعلاج بعض الحالات.
اسبوع الشفاء يطالب ايضا بسرعة محاكمة المجرمين الذين عميت قلوبهم وطاوعتهم ايديهم ليوجهوا طلقاتهم الغادرة ضد الشباب الاعزل ويصيبوهم بالعمي ، كما نطالب الحكومة واهل الخير بألا ننسي هؤلاء الابطال المصابين وان نسارع بمساندتهم ولا نتركهم يحملون وحدهم عبء الحياة بعد ان اصابهم عجز شديد سيظل يلازمهم طول العمر.
الحقيقة ان اصابات العيون كانت اعلي نسبة اصابات استقبلها مستشفي قصر العيني خلال احداث الثورة.
481 حالة اصيبت اصابات خطيرة بعضهم فقد البصر تماما والباقي فقدوا عينا واحدة. والغريب ان الحكومة رغم مرور شهرين علي الثورة لم تقدم شيئا لهؤلاء الضحايا إلي ان فاجأنا الدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن منذ يومين حينما اعلن قراره بصرف مبلغ الف جنيه لكل مصاب في الثورة بشرط ان يكون العلاج استغرق فترة لا تقل عن اسبوع!!
والمؤسف ان القرار جاء دون ان يفرق بين اصابة بسيطة واصابة تسببت في عاهة مستديمة ضاع معها مستقبل المصاب !!
فقدنا عملنا
قال لي حسن منجي: ماذا تفعل الالف جنيه التي اعلن عنها وزير التضامن بعد ان فقدنا مصدر رزقنا واملنا في ايجاد عمل آخر والغريب انه يقول انها مساعدة عاجلة رغم ان الحادث مضي عليه اكثر من شهرين.
علاء محمد محمد »25 سنة« قال لي: كنت أعمل جرسوناً بمحل كشري..قررت المشاركة في مظاهرات 25 يناير بعد أن تعرض ابن عمي وجاري للحبس ظلماً علي يد بعض ضباط الشرطة.. أصبت بطلق ناري أصاب عيني بانفجار في القرنية وتهتك في الشبكية.. أجريت عدة جراحات بقصر العيني لكني مازلت عاجزاً عن الرؤية.. أتمني أن يكون العهد القادم بدون ظلم وأن تتحقق العدالة التي أصبحنا ضحايا من أجلها.. واتمني الا ينسانا الناس والمسئولون.
عدة جراحات
حلمي أبو المعاطي عمره 53 عاماً، لديه أربعة أولاد جميعهم بالتعليم وكان يعمل في شركة قطاع خاص تم تسريحه منها توفيراً للعمالة. يقول حلمي: لم أشارك في المظاهرات بل إنني يوم الحادث خرجت أنادي شقيقي وأقنعه بالعودة للمنزل.
كنت أقف أمام منزلي في شارع الحرية بالكيت كات.. وفوجئت بطلقة أصابت رأسي وأضاعت البصر في العينين.. أجريت عدة جراحات ولازلت لا أري حتي الآن.
تكريم الحكومة
اما علاء الدين توفيق حرقان فجاء يصحبه طفله الصغير بعد ان فقد احدي عينيه يقول: لست نادما علي اشتراكي في المظاهرات فقد عانيت الكثير من ظلم ضباط الشرطة خلال عملي كسائق تاكسي.
وقد جاءت اصابتي من قناص كان يقف في مكان مرتفع واخترقت جسدي عشرات الطلقات المطاطية التي لم يستطع الاطباء اخراجها كلها والمشكلة ان هناك طلقة او اكثر مستقرة في الرأس وتضغط علي عصب العين والحقيقة ان قصر العيني قام بدور رائع وهناك اطباء آخرون استكملوا علاجي وعلاج زملائي في مستشفياتهم الخاصة ولكن المشكلة الآن انني اصبحت عاطلا.. وزوجتي تلومني احيانا.. اتمني ان تكرمنا الحكومة وان نعامل كأبطال ضحوا بانفسهم للقضاء علي الفساد. حتي لا تراني زوجتي وابنائي عاطلا.
إعادة تأهيل
في مقابل هذه الجريمة لا يمكن ان ننسي الجهود الكبيرة التي بذلها مستشفي قصر العيني واطباء قسم الرمد وجراحة العيون كبارا وصغار في محاولاتهم المستميتة لانقاذ الضحايا . واستكمالا لرسالته الانسانية والطبية والوطنية قرر قصر العيني قيادة مبادرة اخري وهي اعادة تأهيل ضحايا العيون .
وعن هذه المبادرة يقول د. عمرو صلاح رئيس قسم الرمد ود.رانيا صبحي ان المؤتمر كان هدفه شرح اصابات العيون التي حدثت خلال الثورة وقد كانت الاصابات ثلاثة انواع اما اصابة مباشرة للعين بطلقات رصاص من بنادق الرش أو تعرض المصاب لخبطة شديدة علي رأسه أو قنابل مسيلة للدموع ادت لقروح شديدة أو التعرض لمواد كيميائية كانت مختلطة بالمياه التي تم رشها علي الثوار لتفرقتهم . وللاسف فان جميع الحالات لم تعد لحالتها الاولي بالاضافة لاصابة الكثيرين بالعمي في العينين أو عين واحدة ومن هنا فكرنا في مبادرة باعادة التأهيل للمرضي حتي يتعايشوا مع الحياه الجديدة من خلال تدريبهم علي القراءة بطريقة برايل أو استخدام اجهزة كمبيوتر خاصة.. وقد قام قصر العيني بتوفير المكان، وينقصنا الان شراء الاجهزة اللازمة.