من المؤكد أن اختفاء سحابة الصيف التي طرأت على العلاقات المصرية السعودية طوال الأشهر الستة الماضية أسعدت الشعبين المصري والسعودي وأراحت قلوب الكثيرين من محبى الشعبين والساعين الى تحقيق التضامن العربى ولم الشمل ونبذ الخلافات خاصة وأن المسئولين فى البلدين أكدوا دائما خلال هذه الفترة أن العلاقات لم تنقطع أبدا وأن التشاور كان مستمرا خاصة بين الرئيس السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والدليل على ذلك ما قاله المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد بان "الاتصالات السعودية المصرية قائمة دائما وليس هناك اهتزاز في هذه العلاقة وأكدنا أكثر من مرة على استراتيجية العلاقات المصرية السعودية". وعلى كل حال سواء أكان ماحدث كان بسبب سوء فهم أو تفسير خاطئ لبعض المواقف نتجت عنها جفوة فى العلاقات لكن المهم هو أن الطرفان أدركا أنه لايصح الا الصحيح وأن عودة الأمور الى طبيعتها فى العلاقات المصرية السعودية لابد أن تكون هى الهدف الأكبر للمسئولين عن السياسة الرسمية والشعبية فى البلدين وسواء أكانت خطوة استئناف ضخ النفط السعودى الى مصر من جانب شركة "ارامكو" وزوبان الجليد بين البلدين واحتمالية وجود دور عربي في حلحلة الخلاف المصري السعودي أو غير ذلك فان الجانبان المصرى والسعودى كانا على مستوى آمال الشعبين وفوتا الفرصة على الشامتين . وأرى أنه من المهم علينا أن نتعلم من هذا الدرس وألا تنزلق الأمور الى غير مسارها الصحيح مرة أخرى بسبب حملات اعلامية هنا أوهناك خاصة وأن المنطقة العربية تمر بظروف دقيقة وصعبة وتواجه الكثير من المشكلات ولابد من تكاتف قادة الأمة العربية من السياسيين والاقتصاديين فيها من أجل العمل على مواجهتها وحلها ووضع الأمور فى نصابها. وأعتقد أنه لايمكن بأى حال من الأحوال أن يكون هناك تطابق تام فى وجهات النظر حول مختلف القضايا والمشكلات فى العلاقات بين الدول فهناك دائما شقان لهذه العلاقات الأول استراتيجي ثابت والآخر قابل لاختلاف وجهات النظر وتعدد الرؤى بين الدول وهذا لابد أن يخضع للحوار المباشر بين الطرفين دون التأثير على مختلف جوانب العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها والتى لابد ألا تتأر باختلاف وجهات النظر من أجل مصالح الشعوب. ومن المهم أن يدرك الجميع أن مصر لم ولن تتنكر لأحد ممن مدوا اليها يد العون والمساعدة خلال أزمتها بعد الاطاحة بحكم الاخوان كما يدرك المتابع للأحداث أن مصر الرسمية وصفت العلاقات المصرية السعودية خلال الفترة السابقة ورغم ما أعتراها من توتر بأنها جيدة ودائما ما أشادت بدعم المملكة بشكل كبير للقاهرة منذ نهاية صيف عام 2013 وبالمساعدات المالية والتسهيلات الاقتصادية التى قدمتها بملايين الدولارات غير أن هذا التوتر ظهر فقط فى الاعلام المصرى والسعودى وسرعان ما توقف فى ظل موقف رسمي دبلوماسى هادىء من كلا الجانبين يثنى على دور المملكة والقيادة المصرية.