جلس العروسان في الكوشة البسيطة المحاطة بالورود وتزينها صفوف اللمبات المتراقصة على أنغام الموسيقى الصاخبة "دي جي" بينما تتقدم الأم وبعين مغرورقة بالدموع تعانق ابنتها العروس عناقاً طويلاً تخلله الدموع التي انهمرت بغزارة، ولم تكن تعلم بأنه الوداع الأخير. شق العروسان طريقهما وسط الزغاريد متجهين إلى عش الزوجية، وانطلاق آلات تنبيه السيارات معلنين مغادرة العروسان في مشهد يبعث بالفرحة العارمة. وفي صباح اليوم التالي، توجه أهل العروسان وتعلو الزغاريد منزل عش الزوجية، يخرج على إثرها الجيران لمشاركتهم الفرحة، حيث خيم السكون فجأة وعلت الوجوه علامات الدهشة والهلع وتحولت الزغاريد إلى صرخات مدوية تسبقها طرقات على باب شقة العروسين بعدما تسلل الشك إلى قلب الجميع، بينما يحاول البعض تهدئة الأمر قد يكون العروسان يستعدا لاستقبالهم أو أنهما لم يستيقظا بعد. وبقلب الأم التي مر العمر أمامها في لحظات تطلب منهم كسر باب الشقة حيث رائحة غاز تنبعث، صدقت مشاعر الأم وتحول المشهد إلى نواح وبكاء تقشعر منه الأبدان، سارع الجميع إلى غرفة نوم العروسين وانتبهوا علي صرخات إحدى السيدات التي قادتها خطواتها إلى الحمام بعدما باءت محاولة البحث عنهما بالفشل لتجد العروسين جثتين هامدتين مجردتين من ملابسهما، ويأتي البعض بملاءات السرير لستر عوراتهما. وقعت الأم مغشياً عليها، بينما ينهار والد العريس فوق أقرب مقعد وانعقد لسانه عن الكلام وسط كلمات المواساة. وبإخطار العميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم شرطة حلوان، والعميد حازم سعيد مفتش المباحث، انتقل على الفور المقدم وائل عرفان رئيس مباحث حلوان وبمعاونة الرائدين إسلام بكر، وإسلام سعيد، لمعاينة مكان الواقعة في محاولة للعثور علي أن هناك يكون شبهة جنائية، وعمل التحريات المكثفة، إلا أن تقرير طبيب الصحة المبدئي يفيد بأن سبب الوفاة "إسفكسيا الخنق" نتيجة تسرب الغاز، وبأخذ أقوال والدي العروسين لم يتهما أحد، وتم تحرير المحضر اللازم وأحيل إلي النيابة التي صرحت بدفن جثتي العروسان بعد العرض علي الطب الشرعي.