وانتصر الموقف المصري ، وكما كانت مصر الرائدة في تأسيس ورعاية واحتضان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وقبل ستين عاما ، قالت بالأمس كلمتها بصوت مسموع وبموقف واضح ضد فساد مؤسسة الكاف وقادت مصر حملة قوية لإنقاذ اتحاد اللعبة الشعبية الأهم في القارة السمراء وحقوق أبنائها وبعد سلسلة من الإجراءات الكبيرة والمؤثرة وغير المعلنة ، استجابت أفريقيا بوضوح للموقف المصري النزيه ، وأطاحت بالكاميروني عيسي حياتو من رئاسة الاتحاد الأفريقي بعد ثلاثين عاما قضاها لاعب كرة السلة الكاميروني في رئاسة اتحاد كرة القدم الأفريقي.. وسط أجواء ملتهبة ومن خلال عملية اقتراع منضبطة وحاسمة ، جرت انتخابات الجمعية العمومية التاريخية للاتحاد الأفريقي صباح امس بالعاصمة الإثيوبية اديس بابا ، وبعد فرز الأصوات اعلن عن فوز احمد احمد مرشح مدغشقر رئيسا للاتحاد الأفريقي حيث حصل علي 34 صوتا مقابل 20 صوتا فقط للكاميروني عيسي حياتو، وهي نسبة فوز كاسحة تكشف حجم الاستجابة الأفريقية وايضا التأثير الدولي للموقف المصري الذي اضطلع بالكشف عن وقائع ممارسات احتكارية وشبهات فساد في مؤسسة الكاف.. موقف مصر من هذه الانتخابات كان واضحا ومعلنا وصريحا حتي أن وكالات الأنباء ومنها الوكالة الفرنسية »ا.ف. ب» تحدثت في تقرير مهم لها بثته مساء أمس الأول عشية الانتخابات العنوان : »مصر ستدعم أحمد في مواجهة حياتو» ونقل التقرير المطول من مسئوليه بالاتحاد المصري لكرة القدم تأكيدهم أن صوت مصر في انتخابات رئاسة الاتحاد الأفريقي سيكون لصالح رئيس اتحاد مدغشقر أحمد أحمد وضد حياتو. وتحدثت الوكالات عن الموقف المصري في ملاحقة حياتو ومسئولين بالكاف قضائيا بعد تقدم جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار بشكوي للنيابة العامة ضد ممارسات تعاقدية في بيع حقوق بث مباريات البطولات الأفريقية بالمخالفة للقانون ، وتم رصد العديد من هذه المخالفات والتجاوزات التي كانت كفيلة بإحالة حياتو والسكرتير العام هشام العمراني للمحكمة الاقتصادية ، وجرت عمليات ضغط كثيرة علي الموقف المصري سواء بالحديث عن عزم حياتو نقل مقر الكاف من القاهرة إلي إثيوبيا التي فتحت ابواب مقر قديم لديها كان مخصصا لاجتماعات الاتحاد الأفريقي عند نشأته عام 1957 ، وأيضا غازل حياتو دولا اخري بإهدائها المقر ومنها المغرب وجنوب افريقيا لكسر التكتل ضده ، او بإعاقته ترشح هاني ابو ريدة رئيس الاتحاد المصري لعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا وقد تم تأجيل انتحابات المقعد الحر أو المفتوح الذي تم نقل أبو ريدة إليه إلي شهر مايو المقبل من خلال اجتماعات الجمعية العمومية للفيفا بالبحرين. من هو أحمد ؟ احمد احمد رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الجديد يبلغ من العمر 59 عاما ، وهو رئيس اتحاد دولة مدغشقر للدورة الثالثة علي التوالي ، عضو اللجنة التنفيذية للفيفا لدورتين ، تولي منصب وزير الرياضة سابقا بمدغشقر ، حصل علي تأييد مجلس »كوسافا» والذي يتكون من 14 اتحادا وهي: »أنجولا وبوتسوانا وجزر القمر وليسوتو ومدغشقر ومالاوي وموريتانيا وموزمبيق ونامبيا وجزر سيشيل وجنوب إفريقيا وسوازيلاند وزامبيا وزيمبابوي»، حظي بدعم رئيس الاتحاد الدولي للعبة السويسري جاني إنفانتينو وأمينه العام السنغالية فاطمة سامورا ، حصل احمد احمد علي دعم فيليب تشيانجوا »صانع الملوك» في انتخابات الكاف وهو أحد أهم الشخصيات في زيمبابوي، نائب سابق عن الحزب الحاكم وممثل ونجم مجتمع مرموق، بالإضافة لذلك هو رئيس الاتحاد الزيمبابوي، ورئيس اتحاد كوسافا منذ ديسمبر الماضي ، أعلن احمد احمد أنه سيجلب خيرة نجوم الكرة الأفريقية الذين اعتزلوا اللعبة للمشاركة في تسيير أعمال الاتحاد القاري بما يخدم مصالح القارة السمراء ، التزم أحمد أحمد بِإعادة النظر في طرق منح بلد ما شرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لِفئة الأكابر والأصناف الأخري، خاصة أن رائحة الفساد صارت تزكم الأنوف بِشأن تعيين مستضيف »الكان». تهنئة مصرية هنأ الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة هاني ابو ريدة أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم بفوزه برئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم »كاف» حتي عام 2021 ، متمنيا التوفيق له وتطوير المنظومة الكروية الأفريقية بشكل عام وأحاط هاني ابو ريدة في في فرحة عارمة بصديقه أحمد أحمد عقب اعلان فوزه كما التف حوله اعضاء الوفد المصري : حازم الهواري وأحمد مجاهد ومجدي عبد الغني أعضاء اتحاد الكرة في احتفال كبير. من داخل القاعة - وافقت الجمعية العمومية التاسعة والثلاثون للاتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف علي انضمام دولة زانزيبار إلي صفوف الاتحاد.. وأصبحت دولة زانزيبار العضو رقم 55 في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وبالتالي تستطيع فرق تلك الدولة المشاركة في المسابقات التي ينظمها كاف ، وجاء قرار انضمام زانزيبار بالإجماع في قرار للجمعية العمومية الخاصة. - أدلي هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، بصوت مصر في انتخابات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كاف المقامة حالياً في إثيوبيا بدلاً من حازم الهواري.. واتفق الوفد المصري قبل بدء الاجتماع علي أن يدلي هاني أبو ريدة بالصوت بدلا من حازم الهواري، كما كان متفقاً عليه قبل الاجتماع. - ألقي أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الكاف كلمته علي أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد.. ووعد أحمد أحمد في كلمته علي أعضاء الجمعية العمومية بزيادة موارد الاتحاد الأفريقي وإنشاء صندوق يتضمن الكوارث ، وغادر عيسي حياتو القاعة فور إلقاء أحمد أحمد كلمته علي أعضاء الجمعية لحساسية الموقف. الكوميسا تطالب بالتحقيق مع حياتو شهدت الساعات الماضية، دعما كبيرا لمرشح دولة مدغشقر من جانب العديد من الاتحادات الإفريقية البعيدة عن غرب القارة السمراء والتي دعمت عيسي حياتو، حيث قادت مصر برئيس اتحادها المهندس هاني أبو ريدة، حملة لإبعاد عيسي حياتو بعدما كثرت فضائحه طوال السنوات الماضية والمصالح الخاصة وانقلاب العديد من الدول عليه.. الفترة الماضية شهدت، تأكيدات من جانب منظمة الكوميسا الخاصة بالتجارة في قارة إفريقيا والتي اتهمت العجوز الكاميروني بالتربح من وراء منصبه وطالبت بالتحقيق معه، خاصة وأن هناك شبهات كبيرة في بيع حقوق الرعاية لصالح شركة لاجارديير الفرنسية لمدة 12 سنة.. ودخل عيسي حياتو في صدام عنيف مع هاني أبو ريدة وحاول حرمانه من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي والذي شغله طوال السنوات الماضية، قبل أن يقرر في وقت سابق تأجيل الانتخابات علي مقعد المجموعة الحرة لكونجرس الفيفا الذي يقام في البحرين يوم 11 مايو المقبل. الرجل الكتوم..جريء وصفت وكالات الأنباء العالمية عشية انتخابات الكاف أحمد أحمد مرشح مدغشقر بأنه الرجل الجريء الذي اختار لنفسه مواجهة أسد الكاف العجوز ، ووصفته وكالة الأنباء الفرنسية احمد بأنه المعروف بطبعه الكتوم فهو رجل يتحدث بشكل مقتضب خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية للكاف ونقلت عنه وبعد تلميح إلي صعوبة فرصه في الفوز قوله : »الحديث عن تأييد مطلق لحياتو في افريقيا هو حجج لتثبيط عزيمتي ، ولكن انظروا إلي رئيسي الاتحادين الآسيوي والأمريكي هما من البحرين وكندا ، في اشارة إلي دولتين لا تعدان كبيرتين كرويا». رؤساء »الكاف»: • المصري عبد العزيز سالم من عام 1957 إلي 1958 المصري محمد عبد العزيز مصطفي من 1958 إلي 1968 السوداني عبد الحليم محمد من 1968 إلي 1972 الإثيوبي يدنكاتشيو تسيما من 1972 إلي 1987 السوداني عبد الحليم محمد من 1987 إلي 1988 الكاميروني عيسي حياتو من 1988 إلي 2017 أحمد أحمد - مدغشقر من 2017 إلي 2021 اتهام قطر واجه حياتو خلال مسيرته الطويلة اتهامات بالفساد وتلقي الرشي ، إلا أن سمعة أحمد ليست أفضل حالا بكثير ، كما قالت الوكالة الفرنسية عنه قبل الانتخابات وأضافت : اسمه أوردته وسائل إعلام إنجليزية علي خلفية اتهامات الفساد والرشي في منح قطر شرف استضافة مونديال 2022. وبحسب صحيفة صنداي تايمز نال أحمد ما بين 30 ألف دولار و100 ألف للتصويت لصالح الدولة الخليجية.. إلا أن أحمد يشدد علي أن الاتهامات » لا معني لها» ، مشيرا إلي انه قام فقط بطلب مساعدة مالية لتنظيم انتخابات اتحاد الكرة في بلاده.. كما ان قدراته الإدارية لم تحظ بتقدير واسع في الأوساط الأفريقية. ففي يناير سحب الاتحاد الأفريقي من مدغشقر حق استضافة بطولة كأس الأمم الافريقية لما دون 17 عاما بسبب سوء التحضير والاستعداد في خطوة اعتبر أحمد أنها ذات أبعاد انتخابية. وقال لفرانس برس الشهر الماضي : هناك علامات استفهام حول حقيقة انهم سحبوا منا التنظيم الذي اعلنت فيه ترشيحي لرئاسة الكاف ، لن افعل ذلك في حال كنت رئيسا للاتحاد الأفريقي ، مدغشقر كانت علي استعداد لاستضافة المسابقة ، الحكومة اعتمدت الميزانية الخاصة بها وطمأنت كاف بشأن استعدادها لتنظيم البطولة. وبدا أحمد مقتنعا بأن افول عهد الكاميروني بات قريبا مرتهنا علي اقرار الاتحاد الأفريقي مؤخرا حصر مدة الرئاسة بثلاث ولايات فقط ، علما ان هذا القرار لم يدخل حيز التنفيذ قبل انتخابات الأمس.. وقال احمد اذا كان رؤساء الاتحادات صوتوا بالإجماع علي حد أقصي من ثلاث ولايات في رئاسة الكاف ، فهذا يعني ان لا احد مقتنع ان الرئيس يمكن ان يكون فعالا في حال تخطي هذه المدة.. وأضاف: اذا كان جميع الرؤساء الذين صوتوا من اجل هذه الاصلاحات منسجمين فليس هناك ضرورة للتفكير بالأمر.