نهضة إنشائية كبيرة وغير مسبوقة تشهدها مقرات ومنشآت الكثير من الأندية الرياضية الكبيرة الاجتماعية المرموقة ، وتوسعات وفروع جديدة تسهم في تنمية رياضية واجتماعية ملموسة ، وتمدد عمراني في المجتمعات الجديدة بفعل الرياضة وأنديتها وشعبيتها يزيد ويعظم دور الرياضة في خدمة المجتمع وحاجتها أي الرياضة لمزيد من الاهتمام والدعم والتنظيم الإداري والإسراع بإصدار قانون الرياضة الجديد.. فلا أحد يغفل أبدا حجم الطفرة الإنشائية العملاقة التي يشهدها النادي الأهلي في فروعه المختلفة او عملية التحديث الجذرية التي يشهدها نادي الزمالك في مقره بميت عقبة وكيف احدث مجلس الإدارة أو بالأدق مرتضي منصور فيه هو نقلة انشائية تاريخية تبدو، من صورها، غير مسبوقة ، وقلبته رأسا علي عقب، أو اهتمام وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز بدخول اندية الاتحاد والإسماعيلي والمصري حيز الأندية الرياضية الاجتماعية بتسهيل انشاء مقرات خاصة بها وتخصيص أراضٍ جديدة لها لتنمية مواردها وتفعيل دور جمعياتها العمومية. غير أنه ووسط كل هذه الطفرة الرياضية الإنشائية والتي تحتاج بالضرورة لخطوات اوسع وأكبر في تفعيل الممارسة والكشف المبكر عن المواهب ورعايتها ، يبدو للجميع ان ما يشهده النادي الأهلي علي الأرض هذه الأيام يحتاج بالفعل إلي وقفة.. وقفة تأمل وتعجب وتعلم وتساؤل.. واندهاش ، كنموذج حقيقي.. اما التأمل ، فهو في هذه التجربة التي يقود فيها المهندس محمود طاهر مجلسه لإنجاز الكثير والكبير من المهام الإنشائية والرياضية في وقت واحد ، ناد يعمل علي تحديث مرافقه ومنشآته ليس بالمقر الرئيس التاريخي بالجزيرة الذي يشهد هذه الأيام ثورة تحديث واسعة وصلت إلي حد تغيير ارضيات المقر كله وإدخال الغاز الطبيعي وتطوير الحدائق واستحداث الجديد منها ، أو في مدينة نصر بطفرة اخري شاملة او لاستكمال منشآت الفرع الثالث بالشيخ زايد والاستعداد لافتتاح حمام السباحة ومجمع الألعاب فيه ، ولكن باتخاذ خطوات أولي جادة في الحصول علي ارض جديدة للنادي بفرع رابع في التجمع الخامس وسداد القسط الأول من قيمة الأرض. تأمل هذه الطفرة الإنشائية الواسعة التي يسابق فيها النادي الأهلي الزمن تزيد توهجا، اذا ما نظرت إليها بجانب ما يحدث في النادي من تقدم رياضي كبير يتصدر فيه الأهلي تقريبا كل البطولات التي يشارك فيها سواء في كرة القدم او كل الألعاب الرياضية التي تشهد تفوقا احمر ظاهرا وكاسحا محليا وقاريا.. أما التعجب في نموذج الأهلي الانشائي والرياضي الحاصل هذه الأيام ، فهو لما سمعته من امين صندوق النادي كامل زاهر حول ارقام ميزانية الاهلي التي بعد كل هذه الأعمال العملاقة يؤكد زاهر ان الميزانية قاربت علي المليار جنيه او تحديدا (950 مليون جنيه ) وهي اكبر ميزانية في تاريخ الأندية الرياضية في مصر وبلغ حجم الفائض فيها 400 مليون جنيه منها 150 مليونا عن العام الحالي و250 مليون جنيه عن العام الماضي وذلك رغم الإنفاقات الكبيرة وتقليل حجم الخسائر في بعض القطاعات ومنها النشاط الرياضي الذي حقق خسائر بلغت 45 مليون جنيه وكانت في العام الماضي 51 مليون جنيه ، لكنها مسئولية الأهلي عن رعاية كل الفرق الرياضية في مختلف الألعاب ، اما كرة القدم فقد حققت أرباحا لأول مرة للنادي برغم الصفقات الكبيرة والاستمرار في حصد البطولات والغياب عن بطولة افريقيا وعوائدها الكبيرة.. أما وقفة التعلم المطلوبة للجميع من نموذج الأهلي الحاصل هذه الأيام فهي في ادارة الموارد علي نحو جيد وجاد ومنضبط ، بحيث نجد الأهلي قد ادي كل ما عليه من ديون وأقساط ومستحقات لكل الهيئات والأفراد بحيث لم يعد الأهلي مدينا لأحد ،وأدي ما عليه للضرائب والتأمينات والكهرباء وللاعبين والمدربين السابقين ، لكن التساول المشفوع بالتعجب والاندهاش في الوقفة المطلوبة مع ولأجل نموذج الأهلي هو : كيف يحدث كل هذا ومجلس الإدارة يعمل بنصف قوته وعدته ، وعلي مدي اكثر من عام كامل بعد ان آثر النائب د.أحمد سعيد وكيل المجلس ومعه الأعضاء د.هشام العامري وابراهيم الكفراوي وطاهر الشيخ الابتعاد رفضا لتدخل الجهة الإدارية وتعيين مجلس للنادي عقب حكم قضائي ضد الانتخابات الأخيرة ، وهو موقف يقدر ويحترم ، مثلما يستحق محمود طاهر وكامل زاهر وعماد وحيد والثلاثي الشاب المتدفق حماسة ونشاطا مهند مجدي ومروان هشام ومحمد جمال التحية علي تحمل المسئولية في ظرف شاق وقيادة السفينة بنصف كفاءتها ووسط أمواج عاتية ثم الإبحار بها بنجاح ظاهر وقياسي ،علي كافة الأصعدة الإنشائية، ليكون السؤال الأكثر اثارة للدهشة والغرابة : هو عدد أعضاء مجلس الإدارة مطلوب زيادته ولا تقليصه ؟!!