منذ ترشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية والأضواء تتجه نحو ابنته ايفانكا، التي كثيرا ما تستغل كل مناسبة لصالح الترويج لعملها كسيدة أعمال. البعض رأي أن دور إيفانكا سينتهي بمجرد فوز والدها برئاسة الولاياتالمتحدة كونها كانت تدير الحملة الانتخابية فعليا، أما البعض الآخر فقد رأي أن تصرفاتها تشير ربما إلي دور سياسي خفي في البيت الأبيض. أثناء الحملة الانتخابية لوالدها، تلقت مجموعة من الصحفيين رسالة تسويقية عبر البريد الالكتروني، أرسلتها شركة »ايفانكا ترامب للمجوهرات الراقية» التي تم تأسيسها عام 2007. كان مضمون الرسالة الترويج لسوار ارتدته ايفانكا خلال مقابلة تليفزيونية مع والدها وأشقائها. وقام الموقع الالكتروني الخاص بالشركة بعرض صورة للسوار، الذي تبلغ قيمته 10 آلاف دولار، في يد ايفانكا. كما ارتدت فستانا من تصميم إحدي شركاتها لتقديم والدها في مؤتمر الحزب الجمهوري. وبعد المؤتمر وضعت الشركة إشارة إلي المكان الذي يمكن شراء الفستان منه علي موقع »تويتر». وتعرضت ايفانكا بعدها لهجوم عنيف وانتقادات علي مواقع التواصل الاجتماعي تساءلت: »اذا كانت تفعل ذلك الآن.. فماذا ستفعل عندما يتولي ترامب مهام عمله كرئيس؟». ومنذ أيام ظهر في الأسواق عطر جديد يحمل اسمها، وحقق مبيعات كبيرة، وهو ما رد عليه البعض بإطلاق حملات مقاطعة إلا أنها باءت بالفشل. ورغم أن الرئيس الأمريكي تعهد بأن ابناءه لن تكون لهم أدوار رسمية في البيت الأبيض لأنهم سيتولون مسئولية إدارة أعماله التجارية، إلا أنه متمسك بظهور عائلته في المشهد السياسي.. فما زالت إيفانكا تثير الرأي العام بتصرفاتها التي يفسرها البعض بأنها »غير لائقة» و»مخالفة للبروتوكول» ويبحثون عن مغزاها. وبينما تمكث ميلانيا زوجة ترامب في نيويورك لمتابعة مسيرة ابنها الدراسية، يبدو أن إيفانكا راحت تضطلع ببعض مهام السيدة الأولي، حيث تستضيف الاجتماعات مع كبار الشخصيات وفي الأحداث الرسمية. ولا يعد ذلك أمرًا استثنائيًا، حيث إن رؤساء الولاياتالمتحدة، ومن بينهم توماس جيفرسون، وليندون جونسون، وجيرالد فورد، ورونالد ريجان، استعانوا جميعًا بأفراد أسرهم بخلاف زوجاتهم في الاضطلاع بتلك الأدوار. وفي سابقة هي الأولي من نوعها داخل البيت الأبيض؛ ظهرت إيفانكا علي الكرسي الرئاسي بالمكتب البيضاوي وإلي جانبها والدها، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، مما أثار جدلا؛ حيث لا يفترض أن يجلس أحد علي كرسي المكتب البيضاوي سوي الرئيس الأمريكي نفسه. وعقب اللقاء علقت إيفانكا علي الصورة، قائلة : »مناقشة رائعة مع اثنين من قادة العالم حول أهمية وجود المرأة علي هذه الطاولة». ومع ذلك، يمكن أن يكون دور إيفانكا ترامب أكبر؛ فقد حضرت اجتماعًا مع رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، كما حضرت لقاءً آخر مع عمالقة التكنولوجيا رؤساء شركات فيسبوك وآبل وغيرها.. فهل يمكن أن تشارك ايفانكا والدها صنع السياسات؟.. لقد ناصرت قضايا محددة في الماضي- مثل رعاية الأطفال وحقوق المرأة وتغير المناخ- ربما تتعارض في بعض الأحيان مع سياسات الحزب الجمهوري. وفي لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز، ذكرت آن ماري سلوتر مستشارة السياسات، أنها تعتبر إيفانكا نصيرة المرأة خلال عهد ترامب، وقالت سلوتر »إنها جادة للغاية بشأن أجندة الرعاية، ويمكن أن تكون قوة داخلية قوية». كما أن عدم ذكر ترامب لاسم ابنته باعتبارها أحد الأشخاص الذين يتولون إدارة شركاته يعزز التكهنات حول احتمال تجهيزها لأداء دور سياسي مستقبلا في العلن.