بعض الاكتشافات الأثرية بمنطقة «فج الجاموس» الصدفة كانت الوسيلة لاكتشاف قيمة هذه المنطقة الاثرية، التي لم تكن سوي ممر لهروب اللصوص، فإذا بها تتحول الي منطقة أثرية بعد اكتشاف إحدي المومياوات، ليتطور الأمر بعدها وتعلن بعثة تنقيب أثرية عن اكتشاف مليون مومياء، ويبدأ فصل جديد من قصة «فج الجاموس». ومنطقة فج الجاموس تقع في جبل سيلا بالفيوم وهي عبارة عن جبانة يونانية رومانية يرجع تاريخها مابين القرن الأول وإلي السابع الميلادي وهي تقع أسفل هرم سيلا، عملت بها بعثة أمريكية من سنة 1980 وتم العثور فيها علي رفات كثيرة من العصور الروماني واليوناني والقبطي. يقول أحمد عبد العال مدير عام منطقة آثار الفيوم أن أصل تسمية المنطقة ب فج الجاموس بسبب وجود شق بين جبلين يسمي فج كان اللصوص يسرقون منه الجاموس ويهربونه من هذا الفج من محافظة الفيوم إلي محافظة بني سويف ولذا سميت المنطقة بفج الجاموس، مشيرًا إلي أنه تم اكتشاف مومياء عليها قناع مذهب يقع داخل تابوت خشبي تم تسليمه للمتحف المصري بالإضافة إلي بعض أنواع الحلي والزينة وأدوات الحياة اليومية وقطع من النسيج القبطي من الكتان والصوف. ويشير عبدالعال إلي أن المنطقة كانت تعمل بها بعثة أمريكية منذ عام 1980 وفي عام 2014 قرر قطاع الآثار بالوزارة وقف التعاون مع بعثة جامعة بريجام يونج الأمريكية التي كانت تعمل في المنطقة، بعد أن صدر عنها تصريحات الصحفية البريطانية ادعت فيها العثور علي مقبرة أثرية بالمنطقة تضم مليون مومياء، مشيرًا إلي أن المومياء الوحيدة التي تم الكشف عنها في هذا الموقع كان قد عثر عليها عام 1980 وهي معروضة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير، أما ما تم العثور عليه بالمقبرة خلال مواسم عمل البعثة السابقة فكان عبارة عن هياكل عظمية فقيرة وبقايا عظام يقدر عددها بعدة آلاف، لافتا إلي أنه تقرر عدم تجديد العمل مع البعثة في ذاك الوقت نظرا لأنها نشرت معلومات خاطئة. ونفي عبد العال العثور علي مليون مومياء في كشف أثري بالمنطقة، مؤكدا أن ما نشر حول هذا الموضوع مجرد رقم توقعه باحث في ورقة بحثية قدمها إلي جمعية دراسة الآثار المصرية في تورنتو بكندا وليس حقيقة وأن هناك مجموعة من الباحثين في علم الآثار من جامعة بريجهام يونج الأمريكية تنقب عن الآثار بالفيوم منذ عام 1980 بمنطقة فج الجاموس وتقوم البعثة بالتنقيب سنويا خلال شهري فبراير ومارس من كل عام، وأن كل ما عثرت عليه البعثة طوال 34 سنة هو جبانة تحتوي علي دفنات» فقيرة « يطلق عليها جبانات العامة وتكون من دون متعلقات الدفن وبدون توابيت أو نعوش علي عادة المصريين القدماء.