محاولة جريئة بكل المقايس أن نستنشق روح «ليالي الحلمية» من جديد في جزء سادس.. ف «اليالي» ذهبت بكل من مؤلفها أسامة أنور عكاشة ومخرجها إسماعيل عبد الحافظ وحتي أبطالها ومن بقي منهم علي قيد الحياة متعهم الله بالصحة والعافية آثروا الابتعاد حرصا علي رصيدهم في قلوب المشاهدين وفي مقدمتهم الباشا يحيي الفخراني والعمدة صلاح السعدني وأنيسة الأصلية محسنة توفيق.. حتي ولو أن بعضهم رحل عن الأحداث بالوفاة فإن عودتهم من جديد لم تكن لتضيف جديدا في رصيدهم وهو ما فعلته الفنانة الكبيرة محسنة توفيق.. ولم يكن باقيا من رحيق «الحلمية» غير الفنانة صفية العمري صاحبة لقب «الهانم نازك السلحدار» التي جرفها الحنين للعودة إلي الماضي ولكن جاء تواجدها «كسد خانة» مع الهام شاهين «زهرة» وهشام سليم «عادل البدري» وانعام سلوسة «وصيفة» لنسج خيوط درامية مع الجيل الجديد لليالي.. وأعتقد أن هذا الكم من الوجوه الجديدة لا يصلح بمفرده في تقديم جزء آخر أذا قدر وكان هناك جزء سابع لا سمح الله !! وأنا هنا أتحدث كمشاهد تابع حلقات الجزء الجديد بدافع الفضول، وباعتباري واحدا ممن انتقدوا تقديم جزء جديد من «الحلمية» بعد رحيل مؤلفه ومخرجه والعديد من أبطاله.. وأعتبرتها مغامرة غير مأمونة العواقب والمخاطر ومنها بطبيعة الحال «المقارنة» التي لن تكون بأي حال في صالح الجديد.. وهو ما حدث بالفعل.. ولكنها علي كل حال جرآة تحسب لمؤلفيها أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين وكان لهما ثواب الاجتهاد فقد حاولا تقديم دراما نظيفة ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. اما المخرج مجدي أبو عميرة صاحب «الضوء الشارد» و»المال والبنون» فقد حاول أن يربط بين القديم والجديد ويحافظ علي التوازن بينهما بنقلاته السريعة وكادراته وايضا بالابقاء علي تترات المقدمة والنهاية والتي لولاها لاعتقدنا أننا في «العباسية» وليس الحلمية !!