طارق الزمر يحمل طفله عبود الذى اسماه بأسم رفيق كفاحة عبود الزمر عبود الزمر وطارق الزمر هما أشهر وأقدم سجينين سياسيين في مصر .. يلقبهما الإسلاميون ب »مانديلا« الحركة الإسلامية.. خططا أشهر عملية اغتيال سياسي في تاريخ مصر المعاصر والتي راح ضحيتها الرئيس السادات عام 1981.. كانا قياديين في تنظيم الجهاد الذي تولي اغتيال السادات، .. دخلا السجن في نفس اليوم الذي دخل فيه الرئيس السابق حسني مبارك قصر العروبة .. طافا العديد من السجون علي مدي 30 سنه من السجن الحربي لسجن طرة لسجن ابو زعبل لسجن وادي النطرون ًثم سجن دمنهور واخيرا سجن مزرعة طره . استحقا عن جدارة لقب اشهر سجناء عصر مبارك لأنهما لم يريا يوما خارج السجن طوال عهده لانهما قضيا في السجون 30 سنه هي نفس الفترة التي جلس فيها مبارك علي عرش مصر.. وشاءت الاقدار أن يحصلا علي حريتهما بعد الإطاحة بحكم مبارك الذي أصر علي بقائهما في السجن طالما بقي هو في قصره الرئاسي، رغم انتهاء مدة عقوبتيهما منذ ما يقرب من ال10 سنوات. دخل عبود الزمر السجن عام 1981 عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وهو شاب يبلغ من العمر 34 عاما، واليوم يخرج منه شيخا تجاوز عمره ال 64 عاما، أي أنه قضي نصف عمره داخل السجن وبصحبته رفيق كفاحه ابن عمه وابن خالته في نفس الوقت وشقيق زوجته ايضا الدكتور طارق الزمر،.. السادات في احدي نوبات انفعاله الشهيرة وجه تحذيرا شديد اللهجة إلي المقدم مخابرات حربية عبود الزمر وقال خلال خطاب له بمجلس الشعب نهاية سبتمبر 1981 " الولد الهارب ..بتاع يوم الجمعة ..اللي سامعني دلوقت .. أنا موش هرحمه " ولم يمض علي هذا التحذير ايام ،وصدر القرار بتصفية السادت بتخطيط عبود وتنفيذ مجموعة من زملائه الذين شاركوا في العرض العسكري . بعدها بأيام تقلد رئيس الجمهورية الجديد حسني مبارك مقاليد الحكم وفي يوم 20 اكتوبر 1981 اجري حديثا مع جريدة " نيويورك تايمز " وصف فيه عبود بأنه " ولد معقد نفسياً مر بظروف دفعته إلي التطرف. كشف تحذير السادات " للولد الهارب " وحديث مبارك عن " الولد المعقد نفسياً " ،عن موقف الرئيسيان من هذا الضابط الذي خطط بمعاونة ابن عمه طارق واخرين لإقامة دولة الخلافة . صدرت أحكام بحقهما في قضيتي "اغتيال السادات"، و"تنظيم الجهاد" ورغم قضائهما مدة عقوبتهما منذ سنوات ظل النظام السابق يحتجزهما رغم انتهاء عقوبتهما منذ عام 2001 فقد رفضت الأجهزة الأمنية الإفراج عنهما، وقامت بنقل عبود وطارق الزمر إلي سجن "طره" مؤخراً، بعد الأحداث الدامية التي شهدها سجن "الأبعادية"، في مدينة دمنهور حيث تعرضا لكثير من الأخطار. كانت مسألة الافراج عن عبود وطارق الزمر دربا من دروب المستحيل يعارضها القيادة السياسية والاجهزة الامنية علي اعتبار انه لا يجب ان يخرج قاتل السادات الي النور حتي لو كان قد أنهي العقوبة ..لكن عبود الزمر كان الأمل يراوده يوما بعد يوم، ويؤكد للجميع أنه سيخرج من السجن قريبا، وعندما سألوه من أين جئت بتلك الثقة، قص عليهم حكاية طويلة وحلما عمره أكثر من 20 عاما ..قال إنه رأي في المنام رفيق كفاحه خالد الإسلامبولي المنفذ الأساسي لحادث المنصة الذي تمت فيه عملية اغتيال الرئيس السادات والذي تم اعدامه في القضية ..قال سألته متي سنخرج انا وطارق ؟ فضربني الإسلامبولي بيده.. ثم قال: ستخرج حينما تخرج الملايين في الشوارع.. ثم تأتي إلي السجون فتخرجكم. والآن تحقق ما رآه الزمر في منامه وخرجت الملايين بالفعل في 25 يناير الماضي ونجحت ثورة الشباب وتمت الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك. حكايتهما مع الجهاد ويروي المحامي نزار غراب محامي عبود وطارق حكايتهما مع تنظيم الجهاد ..قال ان علاقة عبود بطارق كانت أهم اسباب انضمام عبود لتنظيم الجهاد ،ويقول " علاقة طارق بعبود لها اكثر من وجه ففضلاً عن ان زواج عبود بأم الهيثم شقيقة طارق ابن خالته كان طريق عبود لتنظيم الجهاد فقد كان طارق علي صلة بمحمد عبد السلام مؤسس تنظيم الجهاد وصاحب كتاب الفريضة الغائبة وكان طارق يدعو شقيق زوجته للصلاة لدي الشيخ ابراهيم عزت رحمه الله وبدأ عبود في التحول نحو التمسك بالاسلام فكرا وثقافة وعقيدة وشريعة ثم التقي بمحمد عبد السلام ولأول مرة ينسحب علي الحركة الاسلامية فكر المؤسسة العسكرية في التخطيط والتنظيم والحركة علي يد عبود الزمر " يضيف المحامي انه علم من عبود شخصيا ان مبررات عملية المنصة كانت عديدة منها كامب ديفيد واثارها علي الامة الاسلامية ، وكذلك سب السادات للعلماء والمشايخ مما اعتبره الاسلاميون استهانة بالدين الاسلامي ، كما كانت قرارات سبتمبر واعتقال العلماء والسياسيين الضربة القاصمة التي دفعت باتجاه تنفيذ المنصة" واقعة توعد السادات لعبود كانت في اطار الانفلات العصبي الذي اتسم به الرئيس الراحل في ايامه الاخيرة حيث لم يكن يراعي اثناء حديثه انه رئيس جمهورية ولحديثه بروتوكول خاص " مؤكداً أن قرار اغتيال السادات اتخذ بعيدا عن هذه الواقعة. عبود عارض قرار اغتيال السادات ،ويقول " قبل 5 ايام من تنفيذ العملية التقيت بطارق الزمر علي مقهي التحرير بشبرا وعلمت منه أن خالد الاسلامبولي قد تم اختياره ضمن قوات العرض العسكري وأنه عرض استعداده لتنفيذ عملية المنصة علي محمد عبدالسلام وأن قيادات الجماعة بالوجه القبلي قد حضرت وباركت وأعربت عن استعدادها لتحرك مصاحب في أسيوط وأن عبدالسلام طلب الإمداد بالإمكانات، وهنا أبديت للأخ طارق الزمر من عدم قدرة الجماعة علي إجراء تحرك شامل لإسقاط النظام القائم لعدم اكتمال الخطة، ثم انتهت المقابلة علي أساس تحديد لقاء مع خالد للاطلاع علي خطته حيث كنت أشعر بصعوبة التنفيذ، ولقد أرسل لي طارق بعد ذلك بأن أذهب إلي قرية ابرنشتب بمركز العياط.. ثم يرسلوا في إحضار خالد ولكني لم أوافق علي المكان المختار لكونه يستلزم مروري علي عدة نقاط تفتيش في الطريق وفضلت أن أرسل ما أريده مكتوبا، ولكن خالد كان قد دخل إلي العرض ولم تصله أي نصائح مني.