نجوم فيلم «إشتباك» مع منتجه محمد حفظى ومخرجه محمد دياب على السجادة الحمراء قبل عرض الفيلم عنف.. وجنس.. وسياسة.. المثلث المشترك لمعظم افلام الدورة التاسعة والستين لمهرجان «كان».. والذي يشكل أهم ملامحها. هذه الدورة لا تعد أفضل دورات مهرجان «كان» فرغم وجود عدد لا بأس به من الاسماء الكبيرة المشاركة فيه.. إلا أن مستوي الأفلام أقل بكثير من الأعوام السابقة.. وهو ما سوف يجعل لجنة التحكيم في حيرة وصعوبة شديدة.. فلا فيلم مميزا ولا دور أيضاً مميزا فيما عدا ربما فيلم «أنا دانييال بلاك» «لكين لوتش». كين لوتش.. ونظام اجتماعي فاسد في بريطانيا مع «دانيال بلاك
أفلام سياسية تتحدث عن الحريات عن الفساد المالي والاغراءات وأخري مليئة بالجنس وذلك تحت بند الحريات.. ولا أحد اليوم يستطيع ان يستخدم كلمة «الشذوذ» أو «الشواذ».. وإلا اتهم «بالعنصرية» ويتم مقاضاته علي ذلك بعدما أتاحت دول عديدة زواج «المثليين» والاعتراف بهم.. ومن بين هذه الافلام فيلم «الآنسة» «الكوري» للمخرج «بارك تشان.. والفيلم الفرنسي «انتفلي لفثيا» إخراج «الان جيرادو» والفيلم الدنماركي «The neon denson». وقد حقق الفيلم المصري «اشتباك» للمخرج «محمد دياب» نجاحاً كبيراً وردود فعل مشرفة في الصحافة العالمية. وقد افتتح الفيلم «برنامج نظرة» في حضور رئيس المهرجان «بيير ليسكور» مع اعضاء لجنة التحكيم.. بالاضافة لكل ابطال الفيلم وعلي رأسهم «نيللي كريم» والمنتج محمد حفظي. والحقيقة أن مصر بهذا الفيلم كانت حاضرة طوال الوقت.. حيث اعاد «اشتباك» الوجود المصري بتميز شديد. كما كان للجناح المصري الخاص بمهرجان القاهرة وجود متميز خاصة أن إسرائيل لأول مرة تجد لها مكاناً بالسوق.. وحاولت بشتي الطرق أن تجعل في هذا الجناح مظلة سياسية.. لجذب مزيد من الاهتمام والتعاطف معها وممارسة كل الضغوط.. وقد نجحت في ذلك فقد تم بعد بداية المهرجان إدخال أحد أفلامها وهي سابقة تحدث للمرة الأولي. كما انتهزت الفرصة لعمل يوم قدمت فيه أفلاماً صورت في القدس أثناء احتلالها لتأكيد أن القدس عاصمة لها. «اشتباك» فيلم أثار الشجن وكثيرا من الألم والحزن عشناه ومازالت آثاره إلي اليوم من انقسام بين الشعب ما بين مؤيد للثورة ومشارك فيها وبين مؤيدي الإخوان.. الفيلم يطرح وجهة نظر صادقة وثاقبة لهذا الإنقسام الذي نعاني منه ومن دون أن يوجه مشاعر وفكر المشاهد.. فهو لا ينحاز سوي لمصر هذا البلد الآمن.. إنه يقدم صورة صادقة عاشها الكثير بعد خلع «محمد مرسي» سنة 2013 الذي بعد سنة من حكمه أحدث إنقساما شديدا في البلاد. المظاهرات التي ملأت الشوارع بين كل من الطرفين تم فيها القبض علي الكثير وايداعهم في سيارة الأمن المركزي.. وفي داخل إحدي هذه السيارات المغلقة والتي تجمع داخلها كل الطوائف يحاول الجميع الخروج منها.. وعندما تحين اللحظة بعد اختطاف السيارة فإن كل من يخرج يعتبره المتظاهرون من الجانب المضاد له ويقضي عليه.. وبعدما كان المحتجزون داخل السيارة يحاولون الخروج بكل طريقة اصبح لزاماً عليهم صد الباب وإغلاقه حتي لا يتعرضون للقتل. هذه النهاية العنيفة تعكس بالفعل حدة الانقسام الذي نعيشه اليوم.. وكيف انه من الممكن في لحظة أن تصبح شخصاً «عنيفاً» لقد ترك محمد دياب نهايته لكل شخص أن يراها بطريقته في الحكم عما يحدث ربما دون أن يغلق باب الأمل في أن يتغير الواقع.. عنف وضراوة الشرطة وإن كان غير مقبول أيضاً يقابله عنف من المتظاهرين تجاه رجال الأمن المجندين الذين ينفذون الأوامر. ولقد نجح «محمد دياب» في اختيار كل ممثل في دوره وكان جميلاً أن يشكرهم في الكلمة التي ألقاها.. إن الممثلين أجادوا في أداء أدوارهم.. هذا بالاضافة لتوافر كل العناصر الفنية الناجحة في الديكور.. والتصوير.. والموسيقي، فتحية لهذا الفيلم ومخرجه الذي رفع رأسنا والذي اشاد به النقاد في كل انحاء العالم. وكانت نتائج مسابقة «نظرة ما» قد أعلنت أول أمس لتصدمنا بفوز الفيلم الفنلندي «أسعد يوم في حياة أوللي ماكي» للمخرج جويو كوسمانن بجائزة أفضل فيلم، في حين منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم «هارمونيوم» للمخرج الياباني فوكودا كوجي. وذهبت جائزة أحسن مخرج إلي المخرج الأمريكي مات روس عن فيلمه «كابتن فانتاستيك»، كما منحت اللجنة جائزة أحسن سيناريو للكاتبتين الشقيقتين دلفين كولين وميوريل كولين عن فيلمهما الفرنسي «التوقف»، وفاز بجائزة خاصة الفيلم الفرنسي «السلحفاة الحمراء» للمخرج ميشيل ديدوك دي ويت.. وهكذا خرج الفيلم المصري «اشتباك» خالي الوفاض. «دانيال بلاك» أنقذ المهرجان «أنا دانييال بلاك» فيلم للمخرج البريطاني الشهير «كين لوتش» أحد الوجوه البارزة في مهرجان «كان» منذ أعوام كثيرة.. هذا العام يشارك «كين لوتش» في المسابقة الرسمية بهذا الفيلم الذي يعد واحدا من أفضل الأفلام التي عرضت.. وقد شارك «كين لوتش» في كتابة السيناريو.. السيناريست الشهير «بول لافيرتي». بطل الفيلم «ديف جونز» «دانيال بلاك» وتشترك معه في بطولة الفيلم «هايلي سكويرز» في دور «كات» أم شابة في السابعة والعشرين ولديها طفلان في الثامنة والسادسة. والفيلم يعكس مدي تقصير الدولة في الرعاية الاجتماعية دون أن تنسي أنها «بريطانيا» التي تتشدق بالعدالة والمساواة. «دانيال بلاك» بطل الفيلم «نجار» ماهر يعمل في إحدي الشركات عمره (59) عاماً يصاب بأزمة قلبية لذا يتم توقيفه عن العمل بأمر الاطباء حرصاً علي صحته.. يحاول بشتي الطرق أن يلجأ للتأمين الاجتماعي لكنه يصطدم بقوانين عقيمة تتداخل في بعضها غير منسقة علي الإطلاق.. تشاركه نفس الحالة «كاتي» ذات السبعة وعشرين عاماً والتي لا تجد عملاً رغم إعالتها لطفلين. في هذا الفيلم يرفع «كين لوتش» الستار عن عيوب وتواضع المجتمع الانجليزي في خدماته.. مناقشاً قضايا البطالة والعجز وكبار السن.. إنه أحد الأفلام الهامة الذي أنقذ «كان» من الغرق في الجنس.. والعنف والسياسة. «روزا» قسوة الواقع صورة صادقة وإن كانت مؤسفة لواقع مرير جداً يعرفه جيداً، كل من زار الفلبين.. حيث يعيش ملايين تحت خط الفقر في أحياء عشوائية تشبه مئات الأحياء العشوائية في المدن والبلدان الأخري، لكن يضاف إلي ذلك المناخ السييء. في هذه الأحياء تعاني آلاف من الأسر من هول الأمطار قبل وبعد سقوطها حتي إن الشوارع تتحول إلي بحيرات يسبح فيها الأطفال. وهذا ما يعرضه فيلم «روزا» للمخرج «بيريانتي ميندوزا».. الذي نجح في كشف مدي تدهور أحوال الناس بالاضافة لتقديمه صورة بشعة للشرطة الفلبينية التي ينتشر بها الفساد. «روزا» لديها أربعة أطفال تحاول أن يتلقوا تعليماً جيداً تمتلك محل بقالة صغيرا.. لكن زوجها العاطل عن العمل يتاجر بمادة مخدرة ممنوعة مصنعة تسمي «كريستال».. عندما يتم القبض عليهما يحاول ابناؤها الأربعة انقاذها وتقديم فدية للشرطة لكي يتم تسريحها هي وزوجها دون أن تحرر لهما أي قضايا. وسط هذا النظام البوليسي الفاسد الذي تتدرج فيه كل عناصر الفساد من رشوة وتستر علي كبار المجرمين وعنف يمارس علي من يتم القبض عليهم يحاول «ميندوزا» تقديم صورة صادقة واقعية.. لمجتمع يعاني من الفقر والجهل الشديد لكن ابناءه يحاولون الانتصار علي ظروفهم القاسية في محاولة جادة ليجدوا لأنفسهم مكاناً في هذا العالم الشديد القسوة.