بعيدا عن الخسائر الكبيرة، وتشريد العائلات وأصحاب المحلات، وهلاك البضائع، وتدمير المنشآت، علينا الاعتراف بالإهمال، ومحاكمة الفاسدين الذين تغلغلوا بالمحليات ومنحوا تراخيص مضروبة تسمح بالتشغيل دون توافر عوامل الأمان. طرمخ الدفاع المدني علي تجاوزات أصحاب المخازن وترك المحلات تبرطع دون وجود طفاية حريق في محل، وإن وجدت تكون غير صالحة !! ولا تختلف الفجيعة بالقاهرة عما حدث بعدد من المحافظات، ولا أراكم الله مكروها، لأنها كارثة وحرقة قلب لا يشعر بها إلا من احترق قلبه علي بيته وتشريد أولاده، وهلاك رأسماله، وتدمير مصدر رزقه. حذرنا من كوارث تجاهلتها الحكومة والأجهزة التنفيذية حتي حدثت الكوارث، صمتت محافظة القاهرة عن التجاوزات، وعليها التحرك لوقف كوارث قادمة لا محالة، فالمحافظة وقيادات الأحياء شركاء في حدوث هذه الكوارث، بالسماح بوجود ورش ومصانع في عقارات متهالكة، وبأماكن يصعب علي سيارات الإطفاء الوصول إليها، تبقي القضية الخطيرة بسماح محافظة القاهرة بوجود مصانع بمناطق سكنية ومخازن لمواد خطرة وسط السكان. والدفاع المدني شريك أساسي في الكارثة، ويجب تحرك قوي للتفتيش ووقف الفساد، ووضع حلول سريعة للمناطق التي تحولت لمراكز تجارية وصناعية في منظومة تعج بالفوضي. سكتنا عن العتبة والموسكي والغورية والأزهر والرويعي، وتحولت لقنبلة انفجرت في وجوهنا جميعا، فهل تسكت محافظة القاهرة والدفاع المدني عما يحدث بمنطقة جسر السويس والنزهة وتقسيم عمر بن الخطاب. تكدست النزهة الجديدة بمخازن ومحلات للإكسسوارات ولعب الأطفال والمنظفات التي تشتعل في ثوان ولن تجد من يوقف نيرانها. الكارثة الكبري في منطقة تقسيم عمر بن الخطاب بجسر السويس التي تحولت فجأة لغورية جديدة ومنافس قوي لمنطقة الأزهر، بفساد يفضح تجاوزات صارخة تتحدي الدفاع المدني وتكشف فساد الأحياء بمحافظة القاهرة التي غاب مسئولوها وناموا في العسل ولن يصحوا إلا علي فجيعة. فأمام نادي الداخلية بتقسيم عمر بن الخطاب تنافس الأدوار الأرضية بالعمارات المحلات التي تحولت لمصانع ملابس ومنافذ لبيع الأقمشة، دون ترخيص ولا تراعي وسائل مكافحة الحريق، وانتشرت العدوي لتزحف لبعض الشقق العلوية، وتغيرت ملامح المنطقة لتتحول لحي سوري يعج بمشاغل ومصانع صغيرة تفتقد أدني معدلات الأمان والتأمين. انتظروا كارثة جديدة تفوق الرويعي والغورية، في ظل صمت وطناش محافظة القاهرة والدفاع المدني، أفيقوا قبل الكارثة يرحمكم الله.