لحظة..صدق!

»القافزون«.. و»المتحولون«!

ظاهرة نراها جميعا كل يوم ولكنها تحتاج إلي وقفة وتحليل وتصد من أبناء ثورة 52 يناير وكل المؤيدين لها..
وهي ظاهرة »القافزون« وهم كثر فما أن نجحت ثورة 52 يناير إلا وانطلقت أكبر حملة للقفز علي إنجازاتها في محاولة نهمه وشرسة لجني الثمار والاستفادة منها إما بادعاء البطولة وأنهم كانوا طوال الوقت يبيتون في ميدان التحرير يعانون البرد وخراطيم المياه! ويقودون الحديث والتحركات ثم يوجهون الثوار لما يجب أن يفعلوه وأراهن أنهم كانوا يشاهدونها أمام شاشات التليفزيون لأنهم كانوا في انتظار الفريق الفائز للقفز علي إنجازاته..
وهناك فريق آخر اعتقد انه لا يقل انتهازية عن الفريق الأول وإن كان مكشوفا ومفضوحا أكثر منهم وهم المتحولون وهي لعبة معروفة للأطفال يتم استيرادها من الولايات المتحدة الأمريكية وتحولت إلي أفلام وإلي مسلسلات كارتون وفيها يتحول الفأر إلي أسد والأسد إلي أفعي والبهلوان إلي حكيم والجبان إلي مناضل طبقا للظروف.
والغريب ان قادة الثورة والذين حركوها ودفعوا دماءهم فيها اختفوا تقريبا ولم نعد نري حولنا إلا هؤلاء المتحولين والقافزين والقليل ممن لم يفقدوا مصداقيتهم قبل أو بعد الثورة.
المشكلة الحقيقية في هؤلاء المتحولين والقافزين أنهم يقودون حالة من التشفي وتصفية الحسابات ونصب محاكم تفتيش تأخذ في طريقها البرئ والمذنب وتهدر واحدا من أهم مبادئ حقوق الإنسان وهي ان المتهم برئ حتي تثبت إدانته ويأخذون من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة وسيلة لترويج هذه الحالة ركوبا لموجة الثورة ومحاولة للاستفادة من ثمارها ومكتسباتها.
وبسبب هذه الحالة أصبحنا نجد كل يوم محاكم إعلامية وبلاغات كيدية كادت أن تكون هي الخبر اليومي للجماهير..
ولا مانع من ذلك إذا كانت ستؤدي إلي تطهير المجتمع من الفساد وستخلق شعورا بالانتماء ورغبة في العمل والتطور وتحقيق التنمية وزيادة معدلات التشغيل.
ولكن كانت النتيجة زيادة الاحتكاكات بين الناس في الشوارع وبلاغات الموظفين في رؤسائهم في كل مكان والمطالبة بامتيازات قد لا تكون من حق العامل.. فكل من عوقب بسبب اهمال في العمل يجد ان من حقه الترقي مثل من أجاد وتفاني، وكل من كانت قدراته لا تصلح لتولي منصب يقاتل الكفء ليجلس مكانه.
أتمني ان تنتهي هذه الحالة وأن يجتمع الكل للعمل من أجل مصر قبل أن يأخذ هذا الطوفان الأخضر واليابس.