وسط اللون الاصفر الذي فرض نفسه علي كل الانحاء وبعد السير لعشرات الكيلو مترات في طريق يحيط به اصفر×اصفر، يظهر فجأة في الأفق لون الحياة الاخضر وهو يرحب بالقادمين من مدينة الخارجة بالوادي الجديد بعد ان قطعوا نحو 65 كيلو مترا حتي وصلوا إلي «أم الدبادب» التاريخية.. لن تملك وانت في هذا المكان سوي ان تسبح لله علي نعمة الهدوء والراحة التي تستقر في الوجدان وسط اشجار المخيط والدوم وغيرها، كما تسعد الانظار برؤية غزال المنطقة وهو يمر كلمح البصر، اضافة إلي رهبة مشهد قلعة حصن أم الدبادب الذي يقف شامخا وشاهدا علي التاريخ منذ عصر الرومان. وكما يقول الاثري محمد حسن إن الحياة تعود بهذه المنطقة إلي انسان عصر ما قبل التاريخ وفترات ما قبل الاسرات، كما يوجد اضافة للقلعة معبد روماني وكنيسة ترجع إلي العصر القبطي وكذلك الجبانة والمدينة السكنية فضلا عن وجود المناور العديدة وخطوط المياه الكثيرة والمنتشرة في المنطقة التي مازالت بعضها باقية حتي الان. والتي كانت الدعامة الاساسية والوسيلة الكبري في الري والزراعة منذ قديم الزمن.. وكما يقول الاثري محمد حسن فإن ام الدبادب تتميز بظاهرة فلكية اثرية سنوية ويأتي اليها الايطاليون لمتابعتها في شهر فبراير من كل عام.. وتتمثل في ظهور قرص القمر مكتملا كالبدر اعلي صرحي البرج مباشرة وفي المنتصف ويكون اول ظهور للقمر بعد الغروب اعلي الصرحين للقلعة مباشرة في وسطهما تقريبا ويتم ذلك في ميعاد ثابت في وقت محدد بالدقائق والثواني يتم معرفته وحسابه بالبرامج الفلكية الحديثة من علي الانترنت وبرامج الكمبيوتر المتطورة في الفلك والحسابات الفلكية ويدعو حسن منظمي رحلات السياحة لتسويق هذا الحدث ليكون رافدا لتنشيط السياحة بالوادي الجديد المهمل من قبل مسئولي الحكومة. ويشير حسن إلي ان هذه المنطقة كانت مستغلة قديما وإلي وقت قريب في الزراعة والرعي حتي جفت المياه فتركوها.. ومن المعروف ايضا عن تلك المنطقة ان اراضيها الزراعية خصبة جدا، ويدعو حسن إلي المسارعة في اصدار قرار لجعل منطقة عين ام الدبادب محمية طبيعية ممنوع تدميرها وتلويثها او قتل وصيد الحيوانات بها لما فيها من نباتات وزروع وحيوانات اصبحت شبه نادرة.