أجهزة بالملايين مهدرة بسبب نقص الأطباء أنفقت الدولة عليها 700 مليون جنيه ثم أغلقت أبوابها في وجه المرضي! وعلي عكس المثل الشائع فإن معرفة أسباب ذلك لن تبطل العجب، بل تجعله يتزايد إلي أقصي معدلاته. لان المستشفيات الجامعية الجديدة بالاسكندرية مرفوعة من الخدمة كليا أو جزئيا بسبب نقص الأطباء!! رغم انها تخدم محافظاتها بالاضافة إلي مرسي مطروح، البحيرة، وكفر الشيخ وهو ما يجعل معاناة المرضي من تكدس المستشفيات الأخري مستمرة. والمستشفيات الجامعية المعطلة هي سموحة الجامعي للطوارئ، الأطفال بسموحة، برج العرب، والمواساة. ويؤكد د. سمير عرابي رئيس الإدارة المركزية للمستشفيات الجامعية بالإسكندرية أنه تم انشاء مستشفي سموحة التخصصي بسعة 250 سريرا ويضم أحدث الأدوات والمعدات الطبية، إلا أن قلة الموارد البشرية من أطباء وتمريض وإداريين يجعل المستشفي غير قادر علي العمل بكامل طاقته، ليصبح معطلا وغير مستغل.. واضاف أنه رغم تخصيص 50 سريرا للطوارئ حسب قرار الدكتور إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق إلا انه لم يتم تشغيل سوي 25 سريراً ولمدة يومين فقط. وعن مشكلة سيارات الإسعاف الخاصة بالمنحة الهولندية التي لم يتم استخدامها حتي الآن أوضح الدكتور عرابي أنه تم استلام أربع سيارات اسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة لكن لم يتم استخدامها حتي الآن بسبب الرسوم الجمركية المتراكمة التي تقدر ب2.3 مليون جنيه.. لافتا إلي قيام الإدارة بمخاطبة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لإعفائها من سداد تلك الرسوم. وعن مستشفي برج العرب الجامعي الذي يضم 80 سريرا أكد عرابي أنه تم استلامه منذ عام 2013 ومشكلته الأساسية تتمثل في بُعد المسافة بينه وبين قلب الاسكندرية حيث تعتبر من المناطق النائية.. كما أن وسائل المواصلات منه وإليه غير متوافرة بالنسبة لفريق الأطباء والتمريض الذي يحتاج لتوفير وسائل الأمان والراحة من أجل العمل بكفاءة.. موضحا أنه حاول التغلب علي هذه المشكلة من خلال تأجير 3 أتوبيسات بسعة 28 كرسيا للأتوبيس الواحد.. وأشار إلي أن عدم توافر كوادر بشرية طبية وإدارية للعمل بمستشفيات برج العرب وسموحة. وعن عدم تعيين أطباء جدد لسد العجز أوضح أن المشكلة تعود لعدم سماح الحكومة بتعيينات جديدة سواء بعقود دائمة أو مؤقتة أو من خلال الصناديق الخاصة منذ شهر مايو 2012. أما مستشفي المواساة ، فعدد التمريض به 137 ممرضا وهو عدد كاف، لكن هناك قصورا شديدا في عدد الأطباء والإداريين. واقترح الدكتور سميرعرابي بعض الحلول للاستفادة من تلك المستشفيات كي تعمل بكامل كفاءتها ومنها فتح باب التعيين لأطباء وممرضين وإداريين جدد.. بالاضافة الي حل مشكلة نقص التمريض الأساسية في مصر من خلال تعديل قانون تكليف التمريض بحيث لا تزيد فترة التكليف علي عامين. وأضاف أنه يجب اعطاء رخصة مؤقتة للمكلفين، توجه لجهة العمل المكلف بها فقط وليس خارجها. ومن الحلول التي عرضها عرابي أن تقوم القوات المسلحة بتوفير فرص تدريب للمجندين من المؤهلات الأقل من المتوسط في التمريض بشهادات معتمدة للعمل بالتمريض بعد انتهاء فترة التجنيد مما يساعد الشباب والحد من البطالة. كما اقترح تحويل المستشفيات الجديدة لمراكز تخصصية.