في أي معركة، حزبية أو سياسية، أو اي معركة من المعارك التي تزخر بها الحياة.. إن لم تكن الحياة نفسها هي بدورها معركة معقدة ومتشابكة.. في هذا الاتجاه، وذلك المفهوم، فإن هناك فرسانا شرفاء قادرين هم الذين يلقون بأنفسهم في قلب المعارك عندما يكون الخطر داهما ومؤكدا، وعندما تكون النيران مشتعلة وتهدد الجميع.. هؤلاء هم صفوة اي مجتمع وهم أكثر مجتمعاتهم شرفا ونبلا، وغالبا مايكونون أقرب الناس الي الشهداء والقديسين.. تنشق عنهم الارض عندما يكون الجميع في أمس الحاجة اليهم، ثم تنشق الارض مرة أخري بعد اتمام المهمة ليختفي هؤلاء النبلاء دون ضوضاء او جلبة او اي تباه أو ادعاء! وعلي الجانب الآخر، فإنه من غرائب التجربة الانسانية انه بعد كل معركة من تلك المعارك الحاسمة والفاضلة في تاريخ الشعوب، وبعد اتمام المهمة كما فعل شباب 52 يناير 1102 الذين كان حرصهم الأكبر بعد تنفيذ تلك المهمة هو ان يمسكوا بأدوات النظافة ليعيدوا ميدان التحرير الي افضل مما كان عليه قبل هذه الاحداث الجسام.. بعد كل معركة من تلك المعارك دائما مايخرج علينا من يسمونهم: »فرسان مابعد المعركة« الذين لاهم لهم ولا استهداف سوي »الغنائم« التي يمكن الحصول عليها سياسية كانت، أو مادية، أو حتي تصفية حسابات ليس هذا ابدا هو وقتها والتي غالبا ماتكون قائمة علي اهداف شخصية، وروح انتقامية قد تفلت وتتحول الي دموية، كما حدث خلال الثورة الفرنسية، ومن بعدها الثورة البلشفية.. تحول لايأتي علي ايدي الفرسان الشرفاء الذين غامروا بحياتهم من أجل الثورة ولكن يتأتي علي ايدي هؤلاء الانتهازيين »من فرسان مابعد المعركة« وقانا الله تعالي من التواءاتهم وشرورهم وانتهازيتهم المعتادة والمتكررة، والتحولات الصادمة لكل مواقفهم، وكل ماكانوا ينادون به!