مشهد غريب استوقفنا أثناء تفقدنا لميدان التحرير مساء امس الاول.. لافتة كبيرة جلس خلفها شخصان كل منهما علي مقعد.. ولكن ليس للهتاف في الاعداد الكبيرة التي توقفت لتراقبهما، انما جلسا لتصفيف شعورهم وتهذيب لحاهم.. »حلاقان« رفضا قضاء اجازتهما المعتادة كل يوم اثنين مع أسرتيهما وقررا المشاركة في المظاهرات ولكن علي طريقتهما الخاصة وهي تقديم خدمة مجانية لمئات المتظاهرين المرابطين بميدان التحرير منذ اكثر من اسبوعين.. مشاركة بسيطة وسط اعمال تطوعية اخري شاقة.. ولكن لها بالغ الاثر في نفوس المتظاهرين الذين حرص الكثير منهم علي الظهور بمظهر لائق امام عشرات الكاميرات الفضائية المحلية والاجنبية التي التقطت لهما عشرات الصور.. ابطال هذه المبادرة صاحبا محلات للحلاقة بمدينة الشيخ زايد قررا الاشتراك معا في المظاهرات بطريقة اخري وقاما بتأسيس صالون صغير لهما في قلب الميدان لخدمة المتظاهرين. التقت »الاخبار« مع الحلاق صاحب المبادرة ويدعي سيد طه 03 سنة وقرر ان يتظاهر ويشارك آلاف المواطنين بميدان التحرير ولكن مشاركة علي طريقته الخاصة.. قرر ان يشارك في ساحة ميدان التحرير ومساعدة المتظاهرين بمهنته فبعد ان تابع في وسائل الاعلام المختلفة عن دور الاطباء المتواجدين ضمن المتظاهرين بميدان التحرير والذين قاموا بعمل أكثر من مستشفي ميداني بالتحرير وقاموا بمعالجة المصابين الذين سقطوا خلال الايام الماضية منذ بدء المظاهرات فجاءت فكرته من هنا.. بدلا من ان يتظاهر فقط مع المواطنين قرر ان يتفاعل معهم ويقوم بتصفيف شعورهم ولحاهم بعد ان قضوا اكثر من اسبوعين بالميدان وحتي يستمروا في اعتصامهم وعدم مغادرة الميدان لاي سبب حتي لو كان للحلاقة.. فقام بالاتصال بصديقه »حلاق ايضا« يدعي احمد الرفاعي »82 سنة« واتفقا علي الذهاب إلي الميدان للقيام بالحلاقة للمتظاهرين وبالمجان وبالفعل احضرا المعدات التي يستخدمونها في الحلاقة والماكينات الكهربائية وتوجها يوم اجازتهما المعتادة »الاثنين« الماضي صوب ميدان التحرير وحمل احدهما لافتة كتب عليها »حلاق الثورة مجانا« فقام عدد من شباب المتظاهرين باحضار كرسيين لهما وبدأ الناس في الالتفاف حولهما ليقوما بحلاقة شعورهم وجاء ثلاثة من المتظاهرين وقالوا لهما انهم ابناء مهنة واحدة يريدون المساهمة ومشاركتهم فكرتهم هذه وقال احمد الرفاعي ان المتظاهرين المعتصمين بالميدان ولا يغادرونه ابدا منذ اسبوعين لابد لنا من تقديم خدماتنا لهم ليستمروا في اعتصامهم بالميدان.