الحجاج الذين سقطوا شهداء هم ضحية خطأ ما تعرضوا له اثناء استكمال شعائر فريضة الحج في مشعر مني. أنه أمر فظيع اصاب المسلمين في كل انحاء الدنيا بصدمة هائلة. لا يمكن ان يكون ما حدث عفويا وبدون مسببات أدت الي هذا التدافع القاتل للمئات من الحجيج الذين كانوا يمضون في مسارهم العادي دون ما يشير الي هذا المصير. ما تم تداوله خاصة علي وسائل التواصل الاجتماعي يثير الكثير من الشكوك فيما يتعلق بالاجراءات التي فاجأت تحرك الحجاج في هذه المنطقة المقدسة. كل الذين كتب الله لهم أداء هذه الفريضة خاصة بعد عمليات التطوير والتحديث لابد ان تصيبهم الدهشة لما أحاط بأحداث الكارثة. كم أرجو ان تتوصل اللجنة التي شكلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلي حقيقة ما شهده مشعر مني من فوضي بين الحجاج والملابسات التي كانت وراء تدافعهم ليلقي المئات منهم الموت او الاصابة. شهود العيان يؤكدون أن هذا التدافع الذي لابد من معرفة اسبابه هو ما أدي الي سقوط الضحايا الذين دهستهم الاقدام. من المستحيل أن تصل التحقيقات حول الحادث الي تبيان الحقيقة دون ان يكون هناك شفافية وامانة وادراك بأن الحق هو الحق. لابد ان يتوافر لاعضاء لجنة التحقيق الضمير والالتزام بالعدالة الالهية التي تقضي بأن يخضع للحساب كل من كان له صلة بإزهاق أرواح حجاج بيت الله بهذه الصورة التي تقشعر لها الابدان. ومهما كانت النتائج التي سوف تسفر عنها التحقيقات الأمينة الشفافة فمن المؤكد أنه سوف يكون هناك مسئول ومسئولية وتبعات وراء كارثة مشعر مني. إن تحديد هذا المسئول لا يمكن أن ينفي بأي حال مسئولية السلطات السعودية التي تتحمل وحدها ما يتطلبه اداء المسلمين لشعائر فريضة الحج من أمن وأمان. يجب علي لجنة التحقيق إرضاء لله وحق القصاص ألا تتغاضي عما يمكن أن يفيدها في سرعة إنهاء مهمتها. يدخل ضمن ما يتحتم الاهتمام به كل ما جاء في شبكات التواصل الاجتماعي سواء كان صحيحا او مجرد شائعات هدفها خدمة توجهات معينة او بغرض تصفية حسابات. في هذا الشأن وتطلعا الي الاجلاء الامين للكارثة بل أقول المذبحة فاننا في انتظار بيان شاف وشفاف بنتائج التحقيق يوضح لنا حقيقة ما حدث دون افتئات علي الحقيقة.