■ أشرف العشماوى أعتاد المتلقي المصري علي أن الرواية تتحول الي فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني، لكن أن تتحول الرواية الي مقطوعة موسيقية فذلك شيء جديد علينا لم نألفه من قبل. فقد ظهرت في الآونه الأخيرة علي شبكة الإنترنت، العديد من المقطوعات الموسيقية مقتبسة عن روايات مصرية مثل صنيع الموسيقار محمد ناصف الذي صنع أعمالا موسيقية من روايات مصرية من بينها الروايات الأربع لأحمد مراد ورواية "البارمان" لأشرف العشماوي و"المرحوم" لحسن كمال و"دستينو" لأحمد القرملاوي ، قام الموسيقار مروان أنور بتحويل رواية "هيبتا" لمحمد صادق الي موسيقي، والموسيقار مهاب رمضان جعل من رواية "ميسا" لعمرو الجندي موسيقي روائية، والموسيقي وليد الشرقاوي قام بتأليف موسيقي رواية "سبعة أرواح" لمحمد عبد الكريم، وكذلك الموسيقار أحمد الشاذلي الذي حول رواية "علي فراش فرويد" لنهلة كرم الي موسيقي روائية. تحدثت "الأخبار" مع الموسيقيين الذين قاموا بتحويل الرواية الي مقطوعات موسيقية، فجاء سؤالنا اليهم كيف استطاعوا أن يحولوا نص الروائي الي جمل موسيقية؟، كيف كانت تجربتهم في تحويل تلك الروايات ؟. بدأت الفكرة في ذهن الموسقار محمد ناصف في صيف عام 2013، عندما قابل الروائي أحمد مراد في روسيا، قام بأهدائه رواية "الفيل الأزرق"، قرأ العمل وأحبه وفقرر أن يحول الرواية الي مقطع موسيقي وكانت هذه مقطوعة تعتبر تحية الي مراد بمناسبة كتابته هذه الرواية. بعد ذلك قام ناصف بتحويل روايات عديده الي موسيقي مثل روايات أحمد مراد "تراب الماس" و"فيرتيجو" رواية "الكتاب الأسود" لنرمين نعمان، رواية "سوف أحكي عنكي" لأحمد مهني، كتاب "الشيوعالأشتراكية" محمد جمال بيومي، "جرافيت" لهشام خشن، و"الطغراء" لشيرين هنائي. يري ناصف أن الموسيقي جزء مكمل في عقل القارئ أثناء قرأته للعمل الروائي، لأنه الموسيقي تقوم بتنشيط خيال القارئ، مثل رواية "1919" لأحمد مراد، أثناء تحويلها الي موسيقي حاول ناصف أن يجعل الموسيقي تعطي أجواء الأحتلال العسكري البريطاني علي مصر عام 1919 في هذه الفترة الزمنية التي تحدثت عنها الرواية. يحكي الموسيقار أحمد الشاذلي عن تجربته في تحويل رواية "علي فراش فرويد" الي موسيقي ويقول: قبل البدء في عمل الموسيقي، كان علي أن أحدد الشخصيات الأساسية في العمل، ومحاولة ايجاد الدوافع التي تحرك تصرفاتهم ومشاعرهم بعد ذلك فمت بوضع نماذج أساسية سواء للشخصيات أو الأحداث المحركة للرواية الهدف من الموسيقي، كان تحويل النص إلي عناصرها المجردة ومحاولة النعبير عن المشاعر والأحداث بالموسيقي. يتابع الشاذلي حديثه: التجربة كانت رائعة وممتعة جدا، أنا من محبي القراءة والأعمال الروائية الدافع وراء العمل كان اعجابي الشديد بالرواية وعمق شخصياتها والبعد النفسي ورائهم، لكن الرحلة كانت أيضا شاقة حيث كان من المهم الغوص في الشخصيات و دوافعهم للأحداث، هناك قرارات كثيرة لابد من اتخاذها فمثلا ان يكون الصيغ معبرا عن الشخصية والاحداث وايجاد توليفة الالات المناسبة للعمل ككل بالإضافة الي محاولة تلخيص الاحداث والمشاعر في صورة مجردة وايجاد النقاط المحركة للرواية. سألنا الروائيين كيف يرون موسيقي روايتهم و يقول الروائي أشرف العشماوي عن موسيقي روايته "البارمان": عندما قرأ الموسيقارمحمد ناصف مسودة رواية "البارمان" واختار هذه الموسيقي الرائعة، شخصيا اشعر ان الموسيقي تلخص الرواية وأن موسيقي ناصف أستطاعت أن تعبر عن حال شخصياتك الروائية في فترة 2005 عبرت عنها بعمق فضلا عن استعانته بتسجيل صوتي للرئيس الأسبق حسني مبارك الذي اضفي بعدا تاريخيا يجسد الفترة المقصودة في نهاية عهده. قال الروائي أحمد القرملاوي صاحب رواية "دستينو" التي جري تحويلها الي مقطوعة موسيقية علي يد محمد ناصف: الحقيقة الموضوع تم بشكل مختلف؛ انا وناصف تحدثنا عن فكرة الموسيقي قبل مرحلة التأليف الموسيقي، وأن تكون كل حركة موسيقية، سوف تعبر عن المشهد أو الحالة في الرواية، كنا متفقين غلي البدء بموسيقي "هاوس" إيقاعية تعبّر عن أجواء الحفل، ويتخللها ألعاب نارية، بعد ذلك نتقل علي جملة موسيقية تحمل شجن عن أحداث حزينة قديمة تسببت في تحوّل حياة البطل، وبعدها نعود لأجواء الحفل مرة أخري بدراما أعلي كانت هذه الصيغة الذي فكّرنا بها سويا أنا وناصف الذي فام بتلحينها، جاءت أجمل مما تخيلت. تري الروائية نهلة كرم أن روايتها "علي فراش فرويد" يوجد أكتر من مقطع يذكرها بمشاهد من الرواية مثل شخصية نورا عندما تترك العمل وتحاول أن تبدأ في تحقيق أحلامها ويوجد مقطع أخر مرتبط بمشهد في الرواية هو نورا تمارس لعبه التنس، وتسمع صوت ضربات الكرة وهي تتدحرج علي الأرض مع صوت أفكارها. ■ محمد سرساوي