مهاجم من طراز فريد، يسير علي درب العظماء، «يعرف من اين يحرز الهدف»، رفض الكبار وفضل الطيران في الملاعب الأوربية من انجلترا إلي بلجيكا إلي فرنسا ثم العودة إلي أرض الوطن عبر بوابة دجلة، وفي غمضة عين ودون سابق إنذاراصبح كابتن المنتخب الوطني، اثار الجدل حوله في الفترة الأخيرة بين أنباء توقيعه للزمالك وبين اقترابه من القلعة الحمراء وكان هو الوحيد القادرعلي الاجابة عن التساؤلات.. فكان لنا معه هذا الحوار : المنتخب ■ في البداية حدثنا عن تجربتك مع المنتخب تحت قيادة هيكتور كوبر ؟ - من الواضح انه شخصية قوية جدا ويحب الالتزام.. بالاضافة إلي انه يحقق العدل والمساواة بين اللاعبين.. فعلي حسب كلامه معنا قال ان اختياراته لن تقتصر علي اندية بعينها او اسماء معينة وأنه لا يتأثر بضغط الاعلام ولن يفرق معه لاعب كبير او صغير. وإلي جانب ذلك أود أن اشكره علي ثقته بي واعطائي فرصة اللعب في اول مباراة رسمية له.. والحمد الله كانت بداية موفقة لي وللفريق ككل وقدمنا مباراة جيدة علي مستوي الإداء والنتتيجة. ■ ماذا قال لكم بعد المباراة، وكيف تحدث معك أنت بشكل شخصي ؟ - كان سعيدا جدا، وقال لنا اننا كنا رجالا وطالبنا بأن نستمر بنفس الروح التي لعبنا بها المباراة واشار إلي ان القادم سيكون أفضل.. وقال لي بشكل شخصي أني قمت بدوري علي اكمل وجه وأنني بغض النظر عن احراز الاهداف استطعت اجهاد دفاع الخصم وساعدت زملائي بعد ذلك علي التسجيل. ■ هل تري أن المنتخب في الفترة الحالية كان يحتاج إلي مدرب أجنبي أو كان الأفضل الاعتماد علي مدرب وطني ؟ - الاجنبي أفضل بكثير.. نحن شاهدنا الكابتن شوقي غريب في الفترة السابقة واجهته ظروف صعبة كثيرة وضغوط من الاعلام بالإضافة إلي أن النتائج كانت سيئة.. فاي مدرب مصري كان سيتولي المهمة كانت ستواجهه نفس الظروف، اما المدرب الأجنبي فهو يعرف كيف يفصل نفسه عن كل هذه الاجواء والضعوطات. والأهم من كل ذلك أن المدرب الأجنبي يحقق المساواة بين اللاعبين عكس الوطني «اللي غصب عنه» ينحاز للاعبي الأهلي والزمالك.. والدليل علي ذلك ما يحدث حاليا فالجميع يشاهد كوبرمن حين إلي آخر متواجدا في المدرجات يتابع مباريات الدوري ويختار لاعبين من كل الاندية. ■ حدثنا عن «حدوتة الشارة» واشرح لنا كيف جاءتك ؟ - الصدفة وحدها هي التي لعبت دورا في حملي لشارة المنتخب.. قبل المباراة كوبر كان يسأل من هو كابتن المنتخب، فقال احمد فتحي أنه الأول والمحمدي بعده ويأتي بعدهما محمد عبدالشافي وحازم إمام وأنا، فحسبناها واتضح أني ثالث كابتن للمنتخب قبل عبد الشافي وحازم لاني لعبت للمنتخب قبلهما.. حيث أن اول مرة انضممت فيها للفريق كانت في مباراة رواندا في تصفيات كأس العالم 2009. ويوم المباراة كان فتحي علي الدكة والمحمدي خارج التشكيل فأصبحت أنا الكابتن. ■ وما شعورك وأنت كابتن منتخب مصر لاول مرة في حياتك ؟ - « اسعد يوم في حياتي، ان يكون عمري 27 سنة.. ولا العب للأهلي او الزمالك واصبح كابتنا للمنتخب، اعتقد أنه شرف عظيم لاي لاعب في مصر».. وفي ذات الوقت تعتبرمسئولية كبيرة وحملا ثقيلا.. وانا الحمد الله علي قدر المسئولية ولا اتهرب منها. ■ كيف تري مباراتي تشادونيجيريا المقبلتين، وما فرصة المنتخب في الصعود لكأس الامم الافريقية ؟ - مباراتان مهمتان جدا وبنسبة كبيرة لو حصدنا نقاطهما كاملة ستصبح فرصتنا كبيرة للعودة للعرس الأفريقي من جديد.. ولكن هذا لاينفي انهما مواجهتان صعبتان، فلقاء تشاد سيكون خارج أرضنا وكالعادة ظروف الملعب والمناخ ستكون ضدنا.. اما مواجهة نيجيريا فلها حسابات خاصة فبالرغم من أنها ستقام علي ملعبنا الا انها لن تحسم بسهولة فمنتخب النسور فريق قوي ومنظم ويضم لاعبين علي أعلي مستوي.. لكني أعتقد أن الروح المعنوية لدينا عالية جدا واللاعبين في «الفورمة».. ■ هل تري أن جيلكم قادر علي تحقيق حلم المصريين بالصعود لكأس العالم ؟ - اعتقد اننا نسيرعلي الطريق الصحيح ونقترب من تحقيق الحلم.. خاصة ان المنتخب يضم حاليا عددا كبيرا من المحترفين يلعبون بشكل اساسي مع فرقهم إلي جانب انهم صغار في السن وعندهم رغبة وطموح في تحقيق بطولة او انجاز يحسب لهم. ومن وجهة نظري أن الميزة الأهم للمنتخب في الفترة الماضية انه يضم عددا كبيرا من اللاعبين الصغار في السن،سوف يجني ثمارهم ويظهر دورهم في المرحلة القادمة بعد أن يصبح لديهم خبرة دولية. ■ بم ترد علي المشككين في ادائك وموهبتك ويقولون « ان المنتخب كبير عليك » ؟ - « انا مبردش بالكلام.. انا برد بادائي في الملعب « واقول لهم أنني العب للمنتخب وعمري 21 سنة.. وقد انضممت في فترة الكابتن حسن شحاتة ووقتها كان يوجد عمالقة في خط الهجوم، وانضمت أيضا مع برادلي،ومع الكابتن شوقي غريب ترشحت أكثر من مرة الا ان الحظ لم يحالفني في الانضمام.. وذلك يؤكد علي ان اي مدرب يتسلم المهمة يكون مقتنعا بامكانياتي. مفاوضات الأهلي والزمالك ■ الكلام كثير في الفترة الأخيرة مرة عن توقيعك لنادي الزمالك واخري عن دخول الأهلي في مفاوضات معك..ماصحة هذا الكلام؟ - بالفعل توجد مفاوضات جادة من الطرفين.. لكن إلي الآن لم اوقع رسميا لا للزمالك ولا للاهلي ومستمر مع دجلة. ■ كيف تسير المفاوضات ومتي بدأت ؟ - نادي الزمالك تحدث معي منذ مايقرب من شهر وقالوا لي نريديك معنا في الفريق وسوف نلبي لك كل طلباتك والأهلي ايضا بدأ مفاوضاته من أسبوعين. ■ أيهما ستفضل الانتقال ؟ - حتي الآن لم احسم قراري.. أنا اركز في الفترة الحالية مع دجلة حتي نستطيع إنهاء الدوري في مركز جيد، وبعد ذلك سأختار المكان الذي سأشعر فيه بالراحة وفي النهاية سأنضم للفريق الذي يحتاجني أكثر لأن « اللعب أهم من الفلوس والشهرة «. ■ كيف تري فرصتك في حجز مكان أساسي بالتشكيل اذا انضممت لأحد القطبين ؟ - عامة أنا أحب الصراع والمنافسة والحمد الله عندي ثقة بنفسي أن احجز مكانا في اي ناد سأنضم له. الاحتراف ■ هل تفكر بالعودة للاحتراف بأوربا مرة أخري ؟ - افكر كثيرا.. فهدفي الأهم والطموح الاكبر لي هو اللعب في اوربا. ■ هل تلقيت عروضا خارجية في الفترة الحالية ؟ - بالفعل هناك عرضان رسميان احدهما من بلغاريا والآخر من اليونان.. إلي جانب أن هناك كلاما مع بعض الفرق الأخري ولكن ليس بشكل رسمي،ومازلت في انتظار عرض أفضل. واعتقد لو تلقيت عرضا جيدا في أوربا سأوافق علي الفور..فأوربا أهم من اللعب في الأهلي والزمالك. ■ بما أنك احترفت لفترة طويلة في أوربا.. في رأيك ماهو سبب فشل اللاعبين المصريين في الاحتراف ؟ - كلمة السر في الاحترافية هي الالتزام.. وهذا عكس طبيعة اللاعبين المصريين، فهم « مدلعين وبيزهقوا بسرعة « وتعودوا علي انهم نجوم في مصر ويلعبون بشكل اساسي واذا لاحظنا النماذج الناجحة في الاحتراف امثال محمد صلاح سنجد أنه عاني في تشيلسي واستبعد كثيرا من الفريق لكننا شاهدناه متماسكا وصابرا ولم يفتعل المشاكل او صرح بكلام غير لائق، حتي جاءته الفرصة بعد انتقاله لفيرونتينا وأثبت جدراته واصبح من اللاعبين الكبار في أوربا. ■ بذكرك لمحمد صلاح.. ما رأيك في تجربة احترافه؟ - تجربة ناجحة بكل المقاييس، فكما ذكرت من قبل أن صلاح تحمل وصبر كثيرا حتي اصبح نجما عالميا وأندية اوربا تتصارع عليه.. واعطي أملا لكل المصريين أنه لايوجد شئ اسمه مستحيل. دجلة ومنافسات الدوري ■ كيف تري الدوري هذا الموسم ؟ - الدوري هذا العام قوي جدا مقارنة بالسنوات السابقة، خصوصا في ظل غياب الجماهير الذي جعل الفرق كلها متساوية والأندية الصغيرة باتت تطمع في الفوزعلي الكبار.. بالاضافة إلي ان زيادة عدد فرق الدوري وضغط المباريات ساعد في ارتفاع مستويات اللاعبين. ■ ما تقييمك لأداء دجلة هذا العام.. وهل تري أنه يستطيع المنافسة في الموسم القادم ؟ - اعتقد أننا قدمنا موسما ناجحا جدا وحققنا نتائج جيدة وأتوقع أن يكون لنا شأن كبير في الموسم القادم. ■ كيف تقيم تجربتك بالتدريب تحت إشراف الكابتن حمادة صدقي.. وكيف تري دوره مع دجلة هذا الموسم ؟ - بصراحة وبدون مبالغة فإن مميزاته الشخصية تسبق ميزاته الفنية فهو شخصية هادئة للغاية ويتعامل معنا بكل احترام ومحبوب من الجميع وافادني علي المستوي الإنساني والفني.