إن عملية سقوط، وهروب، الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أثارت، من بين ما أثارت، فضيحة نهب أموال شعوب عربية وإفريقية بواسطة حكام فاسدين لا هم لهم، ولا اهتمام، إلا بجمع الأموال، وتكديسها بأرقام فلكية في بنوك أوربا -وبالذات السويسرية- ثم إنتهاء هذه المهازل باستقرار هذه الأموال في بطون تلك الدول التي تتشدق بالنزاهة، والعدالة، وحقوق الانسان.. وباقي قائمة طويلة ومملة من ترهات العالم »الأول«!! وبالأمس الأول وقعت مطاردة مثيرة في شوارع العاصمة جنيف بين اعضاء من الجالية التونسية هناك، والمدعو سفيان بن علي ابن شقيق الرئيس السابق زين العابدين بن علي وذلك عندما حاول هذا »السفيان« الدخول الي إحد البنوك التي تبين أن الجالية التونسية هناك قامت بتوزيع أعضائها علي مختلف البنوك توقعا بأن أقارب الرئيس المخلوع سيحاولون الوصول اليها لسحب بعض من اموالهم، والتي تشير التقديرات الي ان حجم ما يخص بن علي منها يبلغ حوالي خمسة مليارات يورو، وذلك بخلاف أرصدة الزوجة وباقي أفراد العائلة! ومن المتوقع أن تقوم الحكومة السويسرية بتجميد هذه الحسابات فورا، علي غرار ما حدث مع الرئيس الزائيري موبوتو، ومع ديكتاتور الفلبين ماركوس! أما في فرنسا التي كانت تشيد بالسياسة الاقتصادية الحكيمة للرئيس زين العابدين، وتحديثه للبلاد، وتصديه الحازم للتيار الإسلامي المتطرف.. في فرنسا هذه رفضت الدولة استقبال الرئيس المخلوع، وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي بيانا فوريا أكد »ان فرنسا اتخذت جميع الخطوات الضرورية لضمان وقف التحركات المالية المشبوهة فيما يتعلق بالأصول التونسية في الأراضي الفرنسية«. وهكذا، وبين ليلة وضحاها، أصبحت التحركات المالية للرئيس التونسي السابق، وجميع افراد عائلته، هي تحركات مشبوهة، أما عن »أصول« بن علي وعائلته في الاراضي الفرنسية فإنه من المحظور عليهم الوصول اليها.. »ولتحيا« الحرية، والإخاء، والمساواة التي كانت شعارا للثورة الفرنسية الخالدة!!