منذ أيام قليلة أجبرتني ظروف أسرية.. علي السفر إلي الإسكندرية لأزور خالتي »عميدة العائلة« والتي أجري أطباء لها عملية في القلب ولم تكن رحلة ذهابي بالسيارة إلي هناك من القاهرة مريحة لانني فوجئت ببرك مياه الأمطار الشديدة تستقبلني طوال منحنيات ومناطق اصلاحات الطريق الصحراوي مما جعل المسافرين بسياراتهم يسيرون في طوابير طويلة لا تتجاوز سرعتها أحيانا سرعة السلحفاة وزاد الأمر سوءا هذا الضباب الذي غطي السماء في معظم فترات الرحلة وعندما وصلت إلي مداخل الإسكندرية كنت أظن انني ودعت هذه الانهار التي تخفي تضاريس الشوارع داخل المدينة التي كانت تشتهر دائما بتلك البالوعات.. والتي كانت تنجح في تصريف مياه الامطار مهما كانت غزيرة في دقائق قليلة.. ولكن للأسف اندثرت وانقرضت هذه البلاليع لكثرة الاصلاحات في شوارع الإسكندرية لدرجة انها أصبحت أسوأ من مثيلتها بالقاهرة.. ويعلم الله مشقة السير بالسيارة علي كورنيش الإسكندرية حتي منطقة لوران »منطقة السكن العائلي« والعودة منها في رحلة الاياب للعاصمة والتي لم يختلف سيناريو المطر والضباب الذي يغطي معظم الطريق الصحراوي وكانت الرحلة أكثر مشاقة عندما دخلنا شوارع العاصمة الغارقة أيضا بهذا المطر الشديد والذي صاحبه الرعد والبرق ولكن بقي السؤال يطاردني ملحا حول سبب غرق شوارعنا دائما في فصل الشتاء بمياه الأمطار لدرجة انها أصبحت تغرق »كما يقول البسطاء« في شبر مية كما يعلم الله وحده حجم الخسائر التي تصيب شوارعنا والارصفة وحتي مواسير الصرف الصحي والمياه عندما يرتفع منسوب هذه المياه الهابطة من السحاب.. ورغم ان هذا الوضع السييء يعرفه جميع المسئولين في المرافق الحيوية في القاهرة أو الإسكندرية أو حتي بقية المحافظات إلا ان احدا لا يتحرك ونترك المياه تغرق شوارعنا وكأن الأمر لا يهمنا ونتركه برمته إلي الشتاء القادم.. وللأسف هذا ما يحدث دائما.