لا يختلف اثنان علي أن موهبة محمد صلاح من نوع خاص.. فجاءت فرصة الاحتراف مبكرا في نادي بازل السويسري ليكشف من مهاراته الخاصة.. والغريب أنه كان مرشحا للانضمام للزمالك لولا رفض ممدوح عباس رئيس النادي في ذلك الوقت بحجة صغر سنه ونقص خبرته.. وانتقل اللاعب لنادي تشيلسي الإنجليزي مقابل 11 مليون جنيه استرليني عام 2012 لمدة أربع سنوات.. وتأرجح موقف المدرب البرتغالي للفريق ما بين التمسك والإعارة لينتقل صلاح إلي فيرونتينا الإيطالي علي سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر.. ليتألق ويحرز هدفه الأول في مرمي ساسولو ليفوز الفريق 3/2 ويتقدم الفريق خطوة نحو المشاركة في دوري أبطال أوروبا لتخرج الصحف الإنجليزية تهاجم مورينيو لتفريطه في موهبة بحجم صلاح، بينما اعتبرته الصحافة الإيطالية مكسبا كبيرا للنادي الإيطالي الملقب «بالفيولا» واشادت به الصحف الإيطالية ووصفته بالفرعون الجديد.. وقد جاء إحراز صلاح لهدفه الأول والتقدم لناديه في الذكري الثالثة لمذبحة ستاد بورسعيد.. ومن المفارقات انه اختار رقم 74 تخليدا لذكري الضحايا.. كما ارتدي «تيشرت» أسود عليه رقم 22 مشاركة وجدانية من جانبه لضحايا ستاد الدفاع الجوي من مشجعي الزمالك.. وقد شاركه نفس المشاعر زميله محمد عبدالشافي المحترف في أهلي جدة الذي أخفي مشاعر الاحتفال مع زملائه بأول بطولة له مع النادي السعودي. ولا شك أن الاحتراف الخارجي له فوائد كثيرة للاعب سواء ماديا أو فنيا.. فلا شك أن الاحتراف في الأندية الكبري يرفع المستوي بدرجة تخدم المنتخب الوطني.. وعلي الرغم من تواجد صلاح في صفوف تشيلسي منذ عامين الا ان اللاعب لم يقدم للفريق الوطني أفضل ما عنده خلال تصفيات كأس الأمم الافريقية الأخيرة وكان أداؤه علامة استفهام كبري.. والإجابة ببساطة انه كان مشتتا بسبب عدم وجوده في التشكيلة الأساسية لتشيلسي وإشراكه لبعض الوقت علي فترات متباعدة.. لكن أعتقد أن انتقاله لفيرونتينا ولو علي سبيل الإعارة له فائدة كبيرة للاعب وللمنتخب لانه سيحصل علي فرصة المشاركة الدائمة بجوار السنغالي كوما باباكار وفي ظل رحيل الكولومبي خوان كواردادو إلي تشيلسي وغياب الإيطالي جوسيبي روسي بسبب الإصابة والذي أشاد بصلاح وظهوره السريع في أول مشاركاته.. ويري مونتيلا مدرب فيرونتينا ان صلاح صفقة مهمة لفريقه لكنه يحتاج فقط للتركيز في التدريبات وهو قادر علي اللعب كمهاجم ثان في حالة حدوث تغييرات تكتيكية في الملعب وأعرب عن إعجابه بتفاهمه السريع مع زميله بابا بكر. من الإيجابيات التي يقدمها اللاعب المحترف لبلده نقل صورة حضارية عن وطنه وكرة القدم فيها إلي جانب جذب الجماهير المصرية للمدرجات ورفع علم الوطن وهي دعاية مهمة تساوي ملايين الجنيهات.. لكن لابد ان يرتبط كل هذا بسلوك رياضي والتزام أخلاقي وتركيز في عمله خاصة التدريبات وعدم الاعتراض علي وجهة نظر المدرب حتي ولو كانت خاطئة إلي جانب احترام قرارات الحكام.. لهذا يمكن وصف لاعب كرة القدم المحترف في الخارج بالسفير فوق العادة .