وجميع الآيات القرآنية الخاصة بالردة تؤكد أن الله سبحانه وتعالي هو فقط الذي سيحاسب المرتد عاجلا أم آجلا حيث خلا القرآن تماما من أي توكيل أو تفويض لأي مسلم هكذا والله تخيلت السؤال : أتكون التضحية بعلي أم البخاري؟.. ثم كانت الإجابة التي توقعتها وجاءت بالفعل علي لسان أحد مشايخ الأزهر في إحدي الفضائيات : لا.. إلا البخاري.. نضحي بعلي ولا نضحي بالبخاري أبدا.. نعم, نقول إن عليا قد أخطأ ولا نقول إطلاقا إن البخاري هو الذي أخطأ, البخاري لم يضع في كتابه الصحيح الصادق المصدوق قصة كاذبة.. إلا البخاري يا جدعان.. والحكاية باختصار أيها القراء الأعزاء أنه عقب قيام داعش الملعونة بحرق الشهيد معاذ الكساسبة حيا اعتمادا علي إحدي فتاوي شيخ الدم والإرهاب بن تيمية واستنادا لما تردد في كتب التاريخ الإسلامي عما فعله الخليفة أبو بكر الصديق بشخص يدعي الفجاءة السلمي وحرقه حيا وما فعله خالد بن الوليد برأس مالك بن نويرة أيضا, عقب هذا انبري مشايخنا الأجلاء وأساتذتنا الأزهريين الأفاضل في نفي تلك الواقعتين والتأكيد علي أنهما قصتان كاذبتان تماما, قلنا ماااااااشي مصدقينكم ولو أنكم لم تبادروا إلي تنقيح ومراجعة تلك الكتب التي دونتها وتركتموها متداولة لمئات السنين بين المسلمين .. المهم الآن عندما أثبت الإعلامي المثقف الدكتور إسلام بحيري في برنامجه التنويري الرائع « مع إسلام « أن هناك قصة أخري شهيرة لواقعة حرق بطلها علي بن طالب وارتكبها في حق عدد من المرتدين وهم أحياء, وتحمل رقم 3017 في صحيح البخاري أي مختومة بختم الجودة, وفيها أيضا أن ابن عباس قد علق علي هذه الواقعة لائما علي علي بن أبي طالب قيامه بهذا الخطأ الفادح لأن هناك حديث شهير ومعروف بين عموم المسلمين أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله, وقال ابن عباس أنه لو كان مكان علي ما فعل فعلته.. وكان السؤال الذي طرحه إسلام بحيري : أنكم أيها المشايخ الأفاضل إذا كنتم قد أربأتم بأبي بكر الصديق ونزهتموه عن ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة والفعلة الخسيسة النكراء وقلتم أنه من المستحيل أن يكون قد فعلها الصديق خليل رسول الله صلي الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين والذي التصق به علي مدار أكثر من ثلاثة وعشرين سنة هي مدة البعث والرسالة, فما قولكم في علي بن أبي طالب ربيب الرسول وابن عمه وزوج ابنته وأولي الناس بتطبيق الرحمة والإنسانية والخصال الحميدة التي تعلمها منه.. هل نصدق ما جاء في البخاري عنه وأنه قد أحرق بعض الناس أحياء بسبب ارتدادهم عن الدين والذي هو أصلا لا حد له في القرآن وجميع الآيات القرآنية الخاصة بالردة تؤكد أن الله سبحانه وتعالي هو فقط الذي سيحاسب المرتد عاجلا أم آجلا حيث خلا القرآن تماما من أي توكيل أو تفويض لأي مسلم بمحاسبة المرتد مكذبا بذلك ما يقولون عنه أنه حديث شريف بينما هو حديث مزور « من بدل دينه فاقتلوه «.. ونعود إلي سؤالنا مجددا.. كيف نصدق أن علي قد أحرق بعض الناس أحياء وهو ربيب الرسول وأحرص الناس علي عدم مخالفة أحاديثه الشريفة.. أم أنه لم يفعلها وما جاء في البخاري كدب في كدب ؟.. وجاءت إجابة الشيخ كما توقعتها بالضبط : ما جاء في البخاري صحيح وعلي بن أبي طالب قد أحرق بالفعل وخالف الدليل.. وأنا بدوري أقول له إذن ليس بالضرورة أن يكون كل ما فعله الصحابة دينا يقتدي به ولاّ إييييييييييييييييه ؟..