هل يؤمن بذاته وبالحق، من يفقد الأمل..؟ الشاعر الإيطالي السكندري أونجاريتي (1888-1970) الصلح ده مش خير أبدا !! بعد الجريمة البشعة اللي ارتكبها الإرهابيين العملا في سينا، واللي راح ضحيتها عشرات الشهدا والمصابين من أبناء جيشنا الوطني، وفي وسط الحزن والغضب اللي ماليين قلوبنا كلنا، جمعتني الظروف بواحد من أصحاب الوشوش الكالحة السمجة، والابتسامة اللزجة المليانة شماتة وندالة، واد معفن م اللي بيقولوا عن نفسهم : انا مش اخوان.. بس باحترمهم، ولقيته بيقول لي : شفت بيان الإخوان؟ اهم طلعوا مالهمش دعوة باللي حصل يا عم الشاعر، ومش بعيد تكون السلطة هيه اللي عملتها عشان تغطي علي استشهاد شيماء!، وبصيت له من فوق لتحت وقلت لنفسي : ولا ح اعبره ولا ح ارد عليه، بس واحد من اصحابي كان سامع الكلام وانفجر في وشه : انت حمار يا حمار ؟! ما تبص حواليك يا عديم الدم والإحساس، وشوف تسلسل الأحداث، أولها يطلع البرادعي النمساوي ف جرنان يعترف انه كان قبل 30 يونيو بيرتب مع حبايبه الامريكان والأوروبيين والاتراك والقطريين لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بس مرسي واخوان الشياطين ركبوا راسهم وحصل اللي حصل، وقال لك ايه كمان ؟ قال الإخوان مش ح يتبخروا ويختفوا ولازم يشاركوا في العملية السياسية وإلا مفيش هدوء ولا استقرار !!، وف نفس الوقت تقريبا نعرف ان وليد شرابي وجمال حشمت وبعض إخوان يهوذا قابلوا مسئولين في الإدارة الأمريكية وبحثوا معاهم الأوضاع في مصر ! يا حلاوة !! وبعد انخفاض سعر البترول اتقال ان ده ح يأثر علي دعم السعودية والخليج للاقتصاد المصري واننا داخلين علي أزمة وقلق، وبعد وفاة عبد الله تتراجع قطر عن مصالحتها لمصر، ويتسرب كلام ان بعض الأطراف في الداخل والخارج بتحضر لمشروع مصالحة بين النظام والإخوان، وفي الإطار ده كله تحصل الجريمة الإرهابية، ويطلع بيان زي برو العتب من الإخوان، واللي يربط بين الحاجات دي وبعضها، ان كان عنده ذرة عقل يشوف اننا قدام أوركسترا بيلعب معزوفة خايبة للضغط علي مصر وقيادتها السياسية، لتحسين شروط التفاوض للوصول للمصالحة بين الجماعة الوطنية والجماعة الضلالية، واتنطر الأخ اللي مش اخوان بس بيحترمهم وقاطع صاحبي : وماله ؟ ما الصلح خير برضه !! ولقيتني باصرخ في وشه : لأه... الصلح ده مش خير أبدا، مفيش مصالحة لابين الحق والباطل، ولا بين الضلام والنور، ولابين الشعب وانحدار الوطن، والمصريين اللي جربوا نظام المرشد والشاطر، عارفين ومتأكدين ان الإخوان واللي زيهم، مجرد أداه في ايد المشروع الاستعماري الصهيو- أمريكاني، لفرض التخلف والفرقة والتبعية علي أمتنا، وأي حد يفكر في مصالحة وهمية من النوع ده.. احسن له يلم تعابينه، ويخفي من وشنا الساعة دي. قفِّلت .. زي الدومينو ! قبل ما الشلة توصل، كنت بالعب دومينو مع صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد، وجاتني فرصة أقفّل الدور يكَّات، واشيّله شيء وشويات، وبص الجنرال للدومينو، وضحك وقال: دي صحيح قفّلت زي حل الدولتين !، وسألته واحنا بنلم الدور: قصدك ايه يا عم الجنرال؟، قال : قصدي طبعا حل القضية الفلسطينية بالطريقة اللي ترضي الصهاينة والأمريكان والصهاينة العرب، يعني دولة يهودية قوية ومسيطرة، وعاصمتها الأبدية القدس،و دولة فلسطينية أي كلام. واستسلام عربي تام يسموه سلام، يحقق مصالح الاستعمار والرجعية في المنطقة، وده الحل اللي بتسعي فيه أمريكا واللي معاها واللي وراها في المنطقة، من كامب دافيد، لوادي عربة، لأوسلو، لمبادرة عبد الله، لغاية حكم مرسي صديق بيريز الوفي، بس لسوء حظهم – جات ثورة 25 يناير – 30 يونيو، وهدت مشروع الشرق الأوسط الجديد علي راس اصحابه، وخلال كام سنة ح تتأكد كل القوي الكبري والصغري والنص نص، ان حل القضية الفلسطينية من خلال الدولتين مستحيل يحصل، لا الشعب الفلسطيني ح يتخلي عن حق العودة، ولا ح يقبل الوطن البديل، ولا الكيان الاسرائيلي ح يبقي دولة يهودية بالكامل، وح يتعاد طرح القضية كقضية تحرير.. مش تقسيم !!، وقاطعته : إيه يا عم الجنرال ؟! ده حلم يقظة ؟ ولا فتحت الكوتشينة ؟ ولا قريت الفنجان ؟ ولا جبت النتيجة من الكونترول ؟!،قام صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد ضحك وقال : من غير تريقة يا شاعر، حقايق التاريخ بتقول اللي يبتدي في التاريخ ح ينتهي في التاريخ، واسرائيل دي آخر حالة استعمار استيطاني، ومفيش استعمار استيطاني بيدوم إلا إذا أباد أهل البلد الأصليين، زي ما الامريكان عملوا في الهنود الحمر، وشعب فلسطين في الأرض المحتلة وفي الشتات مستعصي علي محاولات قهره وإبادته، والقنبلة البيولوجية اللي اتكلم عنها عرفات كفيلة بقلب الأوضاع، وخريطة ترتيب أوضاع الشرق الأوسط بين ايران وتركيا واسرائيل، واللي كانت بتدبرها أمريكا واللي معاها واللي وراها، باستبعاد العرب من الجغرافيا والتاريخ، خلاص باظت، والعرب دلوقت طرف أساسي وأصيل في اللعبة، واسرائيل اللي عملها الاستعمار عشان تحمي مصالحه في منطقتنا، ما بقتش قادرة تحمي نفسها من قوي المقاومة اللي فرضت معادلة ردع جديدة في عملية مزارع شبعا الأخيرة، وأمريكا اضطرت تنزل بقواتها وقوات الناتو في المنطقة عشان تحمي مصالحها وتحمي اسرائيل نفسها، وح تشوف في الفترة القريبة محور المقاومة يستعيد قوته، وحماس ح تتوب عن خطاياها في الفترة اللي فاتت وترجع تاني لصفوف المقاومة مع تعديلات ضرورية في قيادتها، وإذا استكملت الثورة المصرية مسيرتها ورجعت مصر لمكانها في قيادة الأمة العربية، ح تلاقي الدنيا بحالها نفسها قدام الحل الوحيد الصحيح للقضية الفلسطينية : وطن واحد لشعبين، دولة ديموقراطية حديثة يتساوي فيها العرب واليهود، ومصالحة تاريخية زي اللي حصلت في جنوب افريقيا، وعلي فكرة الحل ده سبق وطرحه فيشنسكي مندوب روسيا في الأممالمتحدة سنة 1947، ورفضته الرجعية العربية، زي ما رفضت مشروع التقسيم بعد كده، وكان مطروح بعد كده في أدبيات الحزب الشيوعي اللي كان بيقوده اليهودي مايرفلنر والفلسطيني العربي توفيق طوبي، وبعد نكسة 1967 طرحته جماعة ماتسبن اللي ضمت في عضويتها عرب ويهود، وبتطرحه دلوقت بعض الجماعات والشخصيات اليهودية المعادية للصهيونية، هوه ده الحل الوحيد الصحيح للقضية، وتجارب الشعوب علمتنا انه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وصحيح بينا وبين الحل ده مشوار نضال طويل، بس دي النهاية الحتمية للصهيونية، ولازم ندرك ان نزول أمريكا والغرب بقواتهم للمنطقة، معناه ان الدور التاريخي لإسرائيل انتهي، ومن دلوقت بقت بتشكل عبء علي اللي عملوها، ولازم ترجع بلادنا لاصحابها. المشروع الاستراتيجي !! علي أواخر أيام مبارك، كتر الكلام ان مفيش مشروع قومي يلم حواليه الناس، وطلع بعض ديول النظام يقولوا لك : لأ فيه..آدي عندك مشروع مترو الانفاق، ولّا مشروع المجاري !! والأيام دي كتر الكلام عن غياب الرؤية أو البرنامج، وبصراحة لا الكلام اللي اتقال زمان مظبوط، ولا الكلام اللي بيتقال اليومين دول شايف صح، يعني المشروع الاستراتيجي ايام عبد الناصر مثلا ما كانش السد العالي بس.. ده مجرد جزئية من المشروع، أما المشروع نفسه فكان الاستقلال والتنمية والعدالة الاجتماعية لمصر وللأمة العربية. ومع ثورة 25 ينايرو 30 يونيو والكلام عن غياب الرؤية أو البرنامج ما ينطبقش ع الواقع، انتهي زمن الرؤية والبرنامج اللي يقدمهم الزعيم الملهم لأمته واحنا دلوقت في عصر المعلوماتية وثورات الشعوب والرؤية والحلم واضحين وضوح الشمس، والشعب كله عايز عيش، حرية، كرامة إنسانية، عدالة اجتماعية، والبرنامج السياسي كتبه الشعب في عقد اجتماعي اسمه الدستور، اللي بيأسس لدولة مدنية حديثة، عصمتها ف ايد شعبها، تنهض بالاقتصاد الوطني، وتصون الحقوق وتحمي الحريات، يعني بالصلا ع النبي الرؤية ميه ميه، والبرنامج ما يخرش الميه، وكل اللي احنا محتاجينه دلوقت مش بس شوية مشروعات ندور لها علي تمويل في المؤتمر الاقتصادي ف مارس الجاي، لأ.. احنا الحقيقة محتاجين لسياسات اقتصادية واجتماعية منحازة للشعب ورؤيته، ووحدة وطنية تنفذ البرنامج اللي رسمه العقد الاجتماعي اللي اسمه الدستور، وبصراحة أي سلطة تخالف الرؤية دي أو برنامج العمل الوطني ده، تبقي بتلعب في الوقت الضايع. لعبة الكرسي.. والسلالم .. ودي غنوة قديمة، كتبتها ف تمانينات القرن اللي فات، لمسرحية «المتسلقون» اللي كان بيخرجها صاحبي المخرج الكبير محسن حلمي، واستخدمتها من كام سنة قبل الثورة في مسلسل «اكتوبر الآخر» من تأليف الاستاذ فتحي دياب وإخراج الراحل الرائع اسماعيل عبد الحافظ، وانا باهديها هنا للأساتذة البهلوانات اللي لسه بيلعبوا علي كل الحبال ! كل سلم آخره كرسي كل كرسي.. له سلالم انجليزي ده يا مرسي؟! -لأ ده علم، وله معالم ! التسلّق والوصول علم راسخ.. له أصول ان جهلته تعيش جهول وان تقنتُه، وكنت غول وابن عالمة..تبقي عالم هُسّ ياد.. ..يا بت هُسِّي كل سلم آخره كرسي ......................... في القانون الإنتهازي للوصول البورجوازي مادة أولي : بيع ضميرك ودن طين، وعين إزازي مادة تانية : اربط مصيرك باللي فوق، برباط فولاذي مادة تالتة : دُوس في سِيرَك ع اللي تحتيك، وابقي نازي المهم.. اوزن ووازي فين تنخّ، وفين ترازي تئذي مين، ومين تجازي وامتي تبقي ذليل مسالم وهُسّ ياد.. يا بت هُسِّي ده كل سلم آخره كرسي وكل كرسي وله سلالم ........................ النظام لو كان يساري كون يساري.. إراري.. قاري وامشي ع الخط اللينيني واخنق السوق التجاري ينقلب نظام يميني تبقي ليبرالي وإداري وافترض بقي حكم ديني تبقي إرهابي انتحاري واجلد اللي لابسة عاري واقني في السرّ الجواري زي جدّك لانكشاري اللي كان مهووس وظالم وهُسّ ياد.. يا بت هُسِّي ده كل سلم آخره كرسي وكل كرسي وله سلالم